ما سر تعلق الفتيات باللون الوردي

تاريخ النشر: 02 سبتمبر 2007 - 11:11 GMT

كأم جديدة، قد تفاجئك أقسام المواليد الجدد المقسمة إلى لونين أساسيان الزهري للبنات والأزرق للأولاد. ولكن بينما يخرج الأولاد من اللون الأزرق إلى اللون الأخضر والأصفر عندما يكبرون، تبقى الفتيات الصغيرات والمراهقات وحتى السيدات متعلقات باللون الزهري أو الوردي. فما السبب يا ترى؟

 

وجدت بروفيسورة من جامعة نيوكاستل في انجلترا، بعد دراسة ركزت على مدى حقيقة تعلق الفتيات باللون الوردي. بان الفتيات حقا يفضلن اللون الوردي بعكس الرجال الذين لا يحبون هذا اللون.

 

هذا وقالت البروفيسورة أني هلبرت، "لقد وجدنا اختلافات واضحة بين الرجال والنساء الذين خضعوا للدراسة، ولم نجد أي استثناءات".
وبشكل رسمي أكثر، أظهرت نتائج الدراسة اهتماما ملحوظا للفتيات بالظلال الحمراء بعيدا عن اللون الأخضر، بعكس الرجال. في حين لم يكن هناك اختلاف بين الجنسين من ناحية تفضيل ظلال الأزرق عن الأصفر، حيث فضل الجميع تقريبا اللون الأزرق. وشملت الدراسة على 208 مشترك، ما بين 20 و 26 سنة.

 

هذا وأشار التقرير إلى أن تفضيل اللون الأزرق كان ذو خلفية طبيعية، فالسماء الزرقاء والبحر والماء وما إلى ذلك من لون أزرق طبيعي يحيط بنا جعله اللون المفضل للجميع. بينما كان ميل الفتيات للون الوردي أوضح، عززه التأثير والتركيز المتزايد عبر حقبات طويلة من الزمن على ارتباط هذا اللون بالأنوثة والنعومة والصحة الجيدة.
 
فالنساء هن اللاتي كن يلتقطن الفاكهة الحمراء الغنية على خلفيات خضراء في لوحات الفنانين، وهن اللاتي كان الشعراء يقارنون جمال خدودهن بالتفاح الأحمر وأصناف الفاكهة الوردية التي تضج بالحيوية والصحة.


أن التأثير الثقافي هو الذي أسس لتراكمات نفسية عززت ارتباط اللون الوردي وظلال الأحمر بالفتيات اللاتي يتمتعن بالصحة والحيوية.

وتضمنت دراسة هالبرت بضع مئات من الشباب الأناث والذكور الذين طلب منهم الاختيار سريعا من مجموعة من الألوان يتم عرضها على شاشة أمامهم على شكل زوجين من الألوان في كل مرة. تقول هالبرت بأن الدراسة ضمت الآلاف من الألوان المختلفة.

 

كما شملت الدراسة على مجموعة من أصل صيني للحصول على أدلة أكثر بأن النتائج كانت صحيحة حتى للمجموعات ذات الأصول العرقية المختلفة.

 

وبينما كان هناك بعض التخمينات المتضاربة حول احتمال تفضيل الفتيات للون الوردي. إلا أن دليلا ضعيفا على اختلاف ذوق الرجال والنساء في التفضيلات اللونية. وهذا يؤكد أن تفضيل اللون الوردي لا يرتبط بنمط جيني وإنما هو نتاج لمجموعة قيم وعادات ثقافية رسخت في عقول الفتيات منذ الصغر تفضيل اللون الوردي على باقي الألوان.

 

ولعلنا بعد هذه الدراسة نجد تغيرا في تعاطي شركات ومصانع ثياب الأطفال لمفهوم الألوان. ونجد ألوانا غير اللون الوردي في قسم الفتيات. مع أنني سأبقى دائما من مشجعي اللون الوردي ولا أتخيل بأنني سأجد عنه بديلا أبدا خصوصا للفتيات الصغيرات ويمكنك أن تأخذي كلمتي على هذا، فلا شيء أجمل من اللون الوردي.