نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض

تاريخ النشر: 07 يوليو 2023 - 03:04 GMT
نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض
نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض

لا تخلو رحلة الحمل وخاصة بدايته من حدوث بعض الإشكالات، كنزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض ويعتبر هذا عارض طبيعي يمكن أن يحدث لدى العديد من السيدات وإذا بقي ضمن إطار معين فهو لا يدعو للقلق؛ ولكن ما سببه؟ ومتى يصبح هذا الأمر مهددا لسلامة الجنين؟ وكيف يجب أن تتصرف المرأة الحامل لتحافظ على صحتها وجنينها، هذا ما ستتعرفين عليه ضمن سطور الفقرات القادمة، فتابعي عزيزتي التفاصيل.

نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض

إن الجهل هو أول أسباب الخوف، أمّا العلم بالشيء يُلاشي هذا الخوف، ويرشد دومًا إلى التصرف السليم، لذا إذا رأيت دم أثناء الحمل، وهو عرض غير شائع أثناءه، عليك إيجاد المسبب الذي تتوافق أعراضه معك للبدء في التصرف بشكل صحيح.

أولًا: نزيف الثلث الأول من الحمل

هذا النوع من النزيف لا يصيب جميع السيدات، بل نسبة من 20 إلى 30% منهن وحسب، وغالبًا ما يكون أمرًا طبيعيًا ولا داعي للقلق منه، لكن هذا لا يعني أن يمر الأمر مرور الكِرام، إذ يجب إجراء الفحوصات اللازمة كي يتأكد الطبيب أنه لم يحدث إجهاض.

إلا أن نزول دم بني في الشهر الثاني مع وجود نبض يعني أن الجنين لا يزال على قيد الحياة، والأمر لا يستدعي القلق، وذاك النزيف الذي يحدث في ثلث الحمل الأول له ثلاثة أنواع.

1- نزيف الانغراس

لا يجب أن يُستخدم مع هذا النوع تحديدًا كلمة نزيف، ولكنه عبارة عن قطرات من الدماء البسيطة، والناتجة عن انغراس البويضة في جدار الرحم، وموعد هذا النزف في أيام الدورة الشهرية الأولى، أي ما يلي الإخصاب بحواليّ أسبوع أو اثنين.

نتيجة الوقت الذي يحدث فيه هذا النزيف تظنه بعض السيدات الدورة الشهرية، إلا أنه يختلف عنها كثيرًا في صفته وشكله، ويستمر من بضعة ساعات إلى 3 أيام على الأكثر، ولتفرقته بين الأنواع الأخرى من النزيف يمكن ملاحظته بما يرافقه من أعراض، سواء الغثيان والصداع والإجهاد المستمر.

2- الإجهاض

يعني فقدان الحمل تمامًا، ويكون النزيف فيه كثيفًا بعض الشيء، والوقت الذي يُحتمل أن يحدث به الإجهاض هو من الأسبوع الأول من الحمل وحتى الأسبوع العشرين، ويحدث إذا ما تمت عرقلة نمو الجنين لأي سبب صحي، أو بذل الأم كثير من الجهد.

لكن لا يُشترط أن أي نزيف يأتي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أنه إشارة للإجهاض، بل إن الطبيب يُجري بعض الفحوصات هي التي تُثبت لديه الأمر، ولكن لتفرقة نزيف الإجهاض فعادةً ما يكون مصحوبًا ببعض التقلصات مع نزول أنسجة دموية من الرحم.

3- 

الحمل خارج الرحم

 

يحدث هذا النوع من الحمل إذا ما حدثت عملية الانغراس في مكان آخر غير الرحم، سواء في قناة فالوب أو تجويف البطن أو المبيض، وهذا النوع من الحمل لا يعيش من الأساس، وإن نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض قد يكون دلالة عليه.

حيث تمر السيدة التي لديها حمل خارج الرحم بأعراض مثل النزيف الداخلي وتزايد هرمون الحمل بطريقة بطيئة جدًا، مع القليل من الألم في الكتف والدوار، مع الشعور بتقلصات في البطن، وكذلك تعاني من أعراض الحمل المُعتادة مثل الغثيان والشعور بالإجهاد.

يُمكن للطبيب التأكد إذا ما كنت تمرين بهذا الحمل أم لا عن طريق فحص الموجات فوق الصوتية، ومن ثم إن تبين أنه حمل خارج الرحم تخضعين لجراحة سريعة.

4- نزيف العدوى

بعض الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان والهربس، والتي تُصيب عنق الرحم ينتُج عنها التهابًا هو ما يجعل منك ينتهي بك الحال مصابة بنزيف آتٍ من عنق الرحم أو المهبل.

ثانيًا: نزيف الثلث الثاني والثالث من الحمل

إن سبب نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض يختلف عن سببه في الشهر الرابع أو الخامس مثلًا، فأسباب القلق من فقد الحمل تكون قد زالت، وأصبح لدينا أسبابًا أخرى تمامًا.

1- الجماع

صحيح أن هذه الحالة نادرة، إلا أنها مُنتشرة الحدوث، فبعض السيدات يحدث لديهن نزيفًا بسيطًا عقب الجماع، ولهذا أكثر من سبب.

  • فمع الحمل يكون تدفق الدماء إلى هذه المنطقة أكثر بكثير من المُعتاد.
  • استعدادًا للولادة يغدو المهبل لدى السيدة لينًا أكثر، لذا فقد يتسبب هذا في النزف مع زيادة الاحتكاك.

2- المشيمة المنزاحة

هذه الحالة عبارة عن تغطية المشيمة للجزء الناقل للغذاء والأكسجين في عنق الرحم، وهي حالة غير شائعة، إذ تحدث لواحدة من كل 200 سيدة، وغالبًا ما تحصل لدى السيدات اللواتي خضعن لولادة قيصرية بالسابق.

إذا أردت بيان ما إذا كانت هذه الحالة هي ما سببت لك النزيف، فإن هذا يظهر عبر التركيز بلون هذه الدماء، إذ تكون حمراء فاتحة، وغالبًا لا يُصاحبها أي نوع من الألم، وللتأكد يجب زيارة الطبيب للكشف عن الحالة عبر استخدام الموجات فوق الصوتية.

3- انفصال المشيمة

يحدث هذا قرب الولادة، إذ تنفصل استعدادًا لها، ودائمًا تكون مصحوبة بألم شديد جدًا وغير مُحتمل، سواء في البطن أو الظهر، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة لدى السيدات اللواتي حملن في عُمر متأخر.

من المُعتاد أيضًا أن تحدث هذه الحالة في وقت مبكر عن موعد الولادة، لذا فإن الطبيب عادةً ما يُقرر وقتها الولادة المبكرة، لأن الانتظار قد يُكلفنا حياة الجنين؛ إذ تُفصل عنه المشيمة التي كانت تمدّه بالأكسجين والغذاء.

4- نزيف المخاض المبكر

يحدث هذا المخاض قبل أن يمضي على الحمل 37 أسبوع، ويحدث به أعراض كثيرة أهمها النزيف والتقلصات الشديدة، والإفرازات المهبلية الناتجة عن تمزق الكيس الأمنيوسي ونزول ماء الرحم.

نصائح للتعامل مع نزيف الحمل

نصائح للتعامل مع نزيف الحمل

التعامل مع نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض يجب أن يكون بطريقة صحية، كي لا تُصب الحامل في النهاية بمضاعفات أخرى، هذا للحفاظ على صحتها بالمقام الأول وصحة الجنين.

  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وعدم بذل كثير من الجهد سواء في العمل أو الأعمال المنزلية، تجنبًا لحدوث أي إجهاض.
  • الخضوع لكافة الفحوصات للتأكد من سماع نبض الجنين، وكذلك للتعرف على سبب النزف ثم البدء بعلاجه.
  • الابتعاد عن رفع الأشياء الثقيلة خاصة في بداية الحمل.
  • إذا كان الأمر يستدعي فعليها تناول مثبتات الحمل كالدوفاستون، وهذا للحفاظ على الحمل من الإجهاض.
  • الابتعاد عن التمارين السريعة والحركات المفاجئة، وإذا كنت مصرّة على ممارسة الرياضة فيجب أن يكون هذا على يدي مُختص كي تأتي النتيجة في النهاية كما تُريدين.
  • إذا عانيت من النزيف فمن الأفضل التوقف عن العلاقة الحميمية مدة أسبوع على الأقل إلى أن تستقر حالتك الصحية.
  • الاهتمام بالصحة النفسية، والبُعد عن القلق والتوتر قدر الإمكان، فنفسية المرأة الحامل من أهم عوامل استقرار حملها.
  • الالتزام بكافة الأدوية التي يصفها لك الطبيب، حتى إن لم تُعاني نزيفًا، فهدفها الأول هو الوقاية.
  • إذا كان النزيف شديدًا استخدمي الفوط الصحيّة المُعتادة والابتعاد عن السدادات القطنية.
  • في حال كان الألم شديدًا يمكنك تناول مسكنات الألم الآمنة للحامل مثل الباراسيتامول.

متى يستدعي نزيف الحمل القلق؟

عادةً عند نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض أو لا فإن السيدة يُصيبها الذعر، إلا أننا قد بيّنا آنفًا أن هناك أسباب كثيرة لهذا النزف، إلا أنك إن رأيت هذه الأعراض سيكون عليك زيارة الطبيب في الحال.

  • تقلصات شديدة أسفل البطن لا يُمكن احتمالها.
  • أن تكون هذه الدماء بها بعض الأنسجة.
  • الشعور بالدوار وفقدان الوعي مع هذا النزيف.
  • الإصابة بالحُمى.
  • أن تُصبح الإفرازات المهبلية مُتغيرة الرائحة.

من المؤكد أن نزول دم في الشهر الثاني مع وجود نبض يثير الريبة في نفس أي سيدة حامل، قلقًا على جنينها الذي لا يزال بين أحشائها، إلا أننا بيّنا لك طبيعة الحال، والطريقة التي عليك التصرف بها، آملين أن يكون هذا مُعينًا في حفظه حياة طفلك المُرتقب.