أدى كوفيد-19 إلى تفاقم مشاكل مثل العزلة الاجتماعية وفقدان الأحباء والمخاوف المالية، مما أدى إلى زيادة معدلات مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
ومؤخرًا، وجدت دراسة جديدة كبيرة أن النجاة من المرض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، حتى عند المقارنة بالمرضى غير المصابين بكوفيد أو حتى أولئك الذين أصيبوا بالأنفلونزا الموسمية.
زيادة معدلات القلق والاكتئاب بسبب كوفيد-19
وجدت الدراسة حوالي 15 حالة اكتئاب أخرى لكل 1000 شخص في مجموعة التعافي من كوفيد-19، وكانوا أكثر عرضة لمشاكل النوم ومعدلات أعلى من تعاطي الكحول والمخدرات.
وأظهر أولئك الذين تعافوا أيضًا زيادة بنسبة 50 في المائة تقريبًا في الأفكار الانتحارية مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بكوفيد-19، والمرض فريد من وجهة نظر الصحة العقلية لأن العديد من التوصيات التي تم وضعها لحماية الأشخاص من كورونا هي في الواقع، عوامل خطر للإصابة بأمراض عقلية، بحسب ما قال الدكتور بول بولاكوس، طبيب نفسي.
وأضاف بولاكوس أن إخبار شخص ما بالمسافة الاجتماعية أو الجسدية أو الحجر الصحي سيكون أمرًا غير منطقي بالنسبة له، وأضاف: "عادةً ما أشجع التنشئة الاجتماعية لتحسين الصحة العقلية للفرد، فعلى سبيل المثال، التباعد الاجتماعي، العزلة والانسحاب من التفاعلات الاجتماعية هو أحد العوامل المساهمة والأعراض المحتملة للاكتئاب".
الدراسة تزيد من فهمنا للمشكلة
قالت ماريا إسبينولا، أستاذة مساعدة في الطب النفسي السريري وعلم الأعصاب السلوكي في كلية الطب بجامعة سينسيناتي، إنها لم تتفاجأ بالنتائج، وصرحت لموقع Healthline: "أظهرت دراسات أصغر انتشارًا أعلى لبعض اضطرابات الصحة العقلية بين مرضى كوفيد".
وأوضحت إسبينولا أن الدراسات السابقة كانت محدودة بحد أقصى 6 أشهر من المتابعة واختيار ضيق لنتائج الصحة العقلية، مؤكدة أن هذه الدراسة تزيد بشكل كبير من فهمنا للمشكلة".
يمكن أن تكون العديد من العوامل مسؤولة
كانت هذه دراسة قائمة على الملاحظة، لذا لا يمكنها تحديد سبب مشاكل الصحة العقلية، ولكن لاحظ الباحثون أن الدراسات السابقة لـ كوفيد-19، وخاصة الحالات الشديدة، وجدت انخفاضًا في تدفق الدم إلى الدماغ وربما إصابة الخلايا العصبية كتفسير لهذه النتائج.
وقال بولاكوس: "كان من المثير للاهتمام أيضًا أن نرى أن شدة مرض كوفيد-19 وحده لا يمكن أن تفسر العلاقة بين الفيروس والمرض العقلي، نظرًا لأن الأشخاص المصابين بعدوى خفيفة فقط ما زالوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية بعد الإصابة".
يلعب الالتهاب دورًا في بعض مشاكل الصحة العقلية
وقال الدكتور أليكس ديميتريو، وهو مختص في الطب النفسي وطب النوم: "أعتقد أن الالتهاب يمكن أن يحدث بالتأكيد في الجسم وكذلك في الدماغ"، وأوضح أن أشكالًا محددة من الأمراض العقلية، مثل الاكتئاب، ارتبطت بزيادة التهاب الجسم والدماغ.
وتابع: "قد يعتقد المرء أن أي عدوى، وخاصة عدوى فيروسية على مستوى الجسم، ستزيد من الالتهاب وتؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية، ومن المدهش، من هذه الدراسة، أن الإنفلونزا لم يكن لها هذا التأثير، بينما كانت عدوى ما بعد كوفيد-19 كذلك".
المشاكل المعرفية وإساءة استخدام المواد في مرضى كوفيد-19
ووجدت الدراسة أيضًا أن مرضى كوفيد-19 كانوا أكثر عرضة بنسبة 80 في المائة للإصابة بمشاكل معرفية، بما في ذلك مشاكل الدماغ والارتباك والنسيان.
كما أنهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 35 في المائة للإصابة باضطراب تعاطي المواد الأفيونية و 20 في المائة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات مثل اضطراب تعاطي الكحول.
وقالت إسبينولا: "تضيف النتائج وزناً إلى حجة الرعاية المتكاملة، والتي تشير إلى تكامل خدمات الصحة السلوكية مع الخدمات الطبية العامة و/أو المتخصصة".
يعاني بعض الناجين من كوفيد-19 من مشكلة عصبية نفسية
وجد الباحثون أن ما يقرب من 20 في المائة تم تشخيصهم بأدوية لمشكلة عصبية نفسية في العام التالي، وهذا بالمقارنة مع أقل من 12 بالمائة من المجموعة غير كوفيد.
وقال ديميتريو إن الدراسة كانت مثيرة للاهتمام، وتابع: "قد يكون هناك شيء خاص بكوفيد له تأثيرات أكبر على وظائف المخ من عدوى الفيروسات الأخرى التي رأيناها".
وأضاف: "بعبارة أخرى، نعلم أن الوصول إلى موارد الصحة العقلية في العيادات الخارجية محدود للغاية ويمكن أن يكون مكلفًا، ونحن نعلم أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية، للأسف، غير مرتبطين بالعلاج".
ووفقًا لبولاكوس، عندما يتم نقل المريض إلى المستشفى، يمكنهم الوصول إلى طاقم شامل من الأطباء الذين يعبرون جميع التخصصات، هذا يعني أن الأطباء النفسيين يتم استشارتهم بسهولة أكبر، وأن المرضى لديهم وصول أكبر مما لو كانوا سيحاولون العثور على واحد في العيادات الخارجية.
للمزيد من صحتك وجمالك:
علامات التمدد..كل ما تحتاجين لمعرفته عن هذه الحالة
