هل يمكن أن يسبب المطر الاكتئاب ؟ 

تاريخ النشر: 01 يوليو 2022 - 03:30 GMT
هل يمكن أن يسبب المطر الاكتئاب ؟ 
هل يمكن أن يسبب المطر الاكتئاب ؟ 

إذا كان المطر والسحب الرمادية والسماء الغائمة تجعلك تشعر بالتعب أو الحزن أكثر من المعتاد، فأنت لست الوحيد، حيث في دراسة أجريت عام 2020، وجد الباحثون أن الناس كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب أثناء الطقس الغائم والمحمل بالمطر.

وحتى الأدلة تربط المطر بالتغيرات المزاجية التي يمكن أن تؤثر على أي شيء، لكن هل يمكن أن يصل المطر إلى حد التسبب في الاكتئاب ؟ في الواقع ليس بالضبط، ومن الأدق القول إن المطر يمكن أن يساهم في انخفاض الحالة المزاجية، وكذلك الاكتئاب الموسمي.

ما هي العلاقة بين المطر والاكتئاب ؟

نظرًا لأن الاكتئاب هو حالة صحية عقلية تتضمن معايير تشخيصية محددة، فمن غير المرجح أن يسبب المطر بشكل مباشر نوبة من الاكتئاب، حيث ينطوي الاكتئاب على أعراض مثل:

  • مشاعر الحزن واليأس والفراغ
  • التعب أو نقص الطاقة
  • الشعور بالذنب أو التقليل من قيمة الذات
  • التغيرات في النوم والشهية
  • أفكار الانتحار

من جهة أخرى، ينطوي الاكتئاب الموسمي على أعراض الاكتئاب خلال أوقات معينة من العام، وعادةً عندما يكون الجو مظلمًا ورطبًا وباردًا، وبشكل أقل شيوعًا، يعاني الناس أيضًا من الاكتئاب الموسمي خلال الأجزاء المشمسة من العام.

ويعني التعايش مع الاكتئاب الموسمي أنك أكثر عرضة للتعرض لتأثيرات سلبية على مزاجك نتيجة للطقس، خاصة مع تغير الفصول، حيث تشير دراسة أجريت عام 2017 إلى أن مزيجًا من العوامل المرتبطة بالطقس قد يساهم في الاكتئاب الموسمي من خلال الانخفاضات في ضوء الشمس ومستويات السيروتونين.

لكن لا يزال من الممكن أن يكون للمطر تأثير على مزاجك إذا لم يكن لديك تشخيص موسمي للاكتئاب، حيث تقول كريستين بيريت، أخصائية علم النفس الإكلينيكي في ولاية واشنطن: "في حين أن هناك من يستوفي معايير الاضطراب العاطفي الموسمي، فإن معظم الناس سيشعرون بانخفاض في الدافع أو الطاقة أو السعادة عندما تمطر".

عوامل توضح العلاقة بين المطر والاكتئاب

  • قلة ضوء الشمس

قد يكون نقص ضوء الشمس الذي يأتي حتمًا مع معظم الأيام الممطرة هو المفتاح لمزاج منخفض لدى الكثيرين، وسبب واحد وراء هذا، ألا وهو العلاقة بين السيروتونين والميلاتونين وضوء الشمس.

وتسلط الأبحاث القديمة الضوء على أهمية التعرض لأشعة الشمس لتنظيم مستويات السيروتونين، وبينما يستعد جسمك للنوم، فإنه يحول بعضًا من هذا السيروتونين إلى ميلاتونين، مما يدعم النوم الصحي.

لذلك، يمكن لسحب المطر التي تحجب الشمس باستمرار أن تعطل إنتاج السيروتونين والميلاتونين، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى إحداث فوضى في جدول نومك، مما قد يؤثر بدوره على مستويات الطاقة والمزاج على مدار اليوم.

  • القلق بشأن تغير المناخ

يعد تغير المناخ مصدر قلق للكثيرين، ويمكن أن يكون للجفاف والفيضانات والتغيرات الأخرى المتعلقة بالمناخ في أنماط المطر تأثير سهل على صحتك العقلية ورفاهيتك العامة، خاصة عندما تؤثر عليك هذه التغييرات بشكل مباشر.

  • الملل

من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو خيبة الأمل عندما يحبط الطقس الممطر أنشطتك المعززة للمزاج، وكلما وجدت نفسك عالقًا في الداخل، زادت عمق تأثيرات المزاج السلبية هذه، على سبيل المثال، قد تعاني من انخفاض الطاقة أو التعب عندما تبقيك الأمطار الغزيرة في الداخل إذا كنت عادةً ما تتوجه إلى التنزه أو ركوب الدراجة أو الحديقة.

  • العوامل المساهمة الأخرى

في حين أن المطر يمكن أن يجعل من الصعب الوصول إلى مزاج جيد، فإن أسباب الاكتئاب معقدة، باختصار، ينطوي الاكتئاب عادةً على مجموعة من العوامل خارج الطقس، حيث وجدت بعض الأبحاث حول العلاقة بين المطر والاكتئاب نتائج متناقضة.

ونظرت دراسة من عام 2014 في بيانات من ما يقرب من 14000 مشارك ووجدت أن الرجال عانوا بالفعل من معدلات اكتئاب أعلى في المناطق الأكثر دفئًا ومشمسة في إسبانيا، والرجال الذين يعيشون في المناطق الممطرة كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.

وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة أخرى عام 2014 أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر برودة وأمطار في إيران يميلون إلى التعرض للاكتئاب أكثر من أولئك الذين يعيشون في الجنوب الأكثر دفئًا وجفافًا.

أما بالنسبة للعوامل الأخرى التي قد تزيد من فرصك في الإصابة بالاكتئاب تشمل:

  • نمط حياة مستقر

ربطت مراجعة بحثية لعام 2020 العادات المستقرة بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنشطة المستقرة عقليًا مثل مشاهدة نتفليكس، تعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالاكتئاب أكثر من العادات النشطة عقليًا مثل القراءة، لذلك، يمكن القول أن المطر يمكن أن يجعل الشخص يفضل الاسترخاء على الأريكة ومشاهدة مسلسل قصير جيد.

  • إجهاد وتوتر مزمن

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة استجابات الإجهاد والتوتر قد يعانون أيضًا من مستويات أعلى من الاكتئاب، فإذا أدى المطر إلى استجابتك للتوتر، فربما تجد القيادة تحت المطر مرهقة، أو قد تجد أن الطقس يتداخل مع عملك بطريقة ما، وكل ما سبق يلعب دورًا في أعراض الاكتئاب.

  • نظام غذائي غير متوازن

يمكن أن تساهم الأنظمة الغذائية المنخفضة في التغذية في الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت، فإذا وجدت الطقس الممطر يسبب لك الاكتئاب، ويقودك مزاجك إلى الوصول إلى الأطعمة ذات السعرات الحرارية الفارغة، فقد تجد أن نقص التغذية هذا يؤثر على مزاجك، خاصة إذا كنت تعيش في منطقة بها الكثير من الأيام الممطرة.

كيفية التعامل مع المطر والاكتئاب

  • استخدم العلاج بالضوء

العلاج بالضوء الساطع هو علاج شائع للاكتئاب الموسمي، حيث أنه يمكن أن يساعد في أنواع أخرى من الاكتئاب أيضًا، فمثلًا يمكن أن يساعد التعرض للضوء الأبيض الساطع، خاصة في ساعات الصباح، في تنظيم إيقاعك اليومي، مما يقلل من أعراض الاكتئاب، وقد يعزز العلاج بالضوء أيضًا مستويات السيروتونين في جسمك، مما يقلل من قابليتك للإصابة بانخفاض الحالة المزاجية.

  • ممارسة الرياضة في الداخل

يمكن ممارسة بعض الأفكار للنشاط دون مغادرة منزلك، مثل تشغيل بعض الموسيقى المفضلة لديك، أو العثور على فيديو يوجا أو أو تدريب متقطع عالي الكثافة على يوتيوب، أو القيام ببعض الأعمال المنزلية، وإذا كنت تعيش في مناخ ممطر بشكل خاص، فقد تفكر في خيار آخر محتمل وهو الاستثمار في معدات التمرين لممارسة الرياضة داخل منزلك.

  • إعطاء الأولوية للنوم

تقول بيريت قد تجد نفسك تشعر بمزيد من التعب خلال الأيام المظلمة الممطرة، حيث إنها تشجع على الالتزام بجدول نوم منتظم، مما يعني عمومًا النوم بنفس القدر من الساعات بغض النظر عن مدى الضوء أو الظلام في الخارج، وتضيف بيريت: "يمكن أن يساعدك تنظيم النوم على الشعور بمزيد من الحافز والنشاط حتى عندما تكون محاطًا بالمطر والسحب".

  • الابتعاد عن العزلة

وفقًا لدراسة إيطالية حول آثار الإغلاق أثناء جائحة كورونا، يمكن أن تلعب العزلة دورًا في أعراض الصحة العقلية، فكلما طالت العزلة، زادت حدة الآثار المحتملة، ويمكن أن تصبح الأمطار المستمرة قوة أخرى تمنعك من الخروج، لذلك توضح بيريت أنها تشجع العملاء على مواصلة التخطيط للتجمعات مع الآخرين خلال الأشهر الممطرة، بما في ذلك مواعيد الغداء أو الألعاب أو مواعيد الأفلام.

للمزيد من صحتك وجمالك:

ما هي مخاطر الحصبة الألمانية أثناء الحمل ؟