قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان خيار حل السلطة الفلسطينية" ورقة لا نفكر فيها حاليا" و"لا يمكن اللجوء اليه إلا عندما نصل الى اليأس بأنه لا أمل في المفاوضات"، كما جدد رفضه القاطع الاعتراف بيهودية اسرائيل.
وقال عباس في مقابلة مع صحيفة القدس المقدسية نشرتها الثلاثاء ان "حل السلطة لا يمكن اللجوء اليه إلا عندما نصل الى اليأس بأنه لا أمل في المفاوضات ولا أمل بالتغيير عندها نقول لا حول ولا قوة إلا بالله مؤكداً أنه ورقة لا نفكر فيها الآن" .
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جدد مطالبته الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي غداة اطلاق االمفاوضات المباشرة في مبنى وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن الاسبوع الماضي.
وقال عباس "لقد رددت على خطاب نتنياهو في الخارجية الأمريكية فوراً ولا نقبل ان يضاف شيء على الاعتراف المتبادل ولا على الاتفاقيات السابقة في هذا الشأن .ولن نعترف بيهودية الدولة إطلاقاً".
واضاف مشيرا الى نتانياهو "هو يريد ان يجرد الفلسطينيين الذين هم في داخل الخط الاخضر 1948 بحيث يصبح وجودهم غير شرعي ويريد ان يقفل الباب امام عودة اللاجئين الفلسطينيين ".
ودعا الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية الى "التفكير طويلاً قبل ان تتخلى او توقف قرار التجميد للاستيطان لانه في مثل هذه الحالة سيكون الوضع صعباً جداً".
وقال "نحن نأمل ان يستمر التجميد وتستمر المفاوضات وان تكون هناك قناعة لدى الجانب الإسرائيلي بالسلام ، نحن عبرنا بشكل قاطع عن رغبتنا في الوصول الى سلام بيننا وبين إسرائيل وسلام بين العرب جميعاً وإسرائيل على جميع المسارات على قاعدة مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق وعلى قاعدة الشرعية الدولية وبالتالي هي فرصة تاريخية للجميع" .
ورداً على سؤال حول امكانية التوصل الى حل لقضية الحدود خلال ما تبقى من الشهر الجاري قال عباس ان "القضية لا تقاس بالوقت والمدة، المسألة قضية قناعة ورغبة، ان حدود 1967 هي الاساس الذي يجب ان تقبل به كل الاطراف، ممكن ان يجري بعض التعديلات المتبادلة بالقيمة والحجم وننتهي من هذه القضية وننتقل الى باقي قضايا الحل النهائي مثل الأمن واللاجئين وغيرها ولان القدس ستكون مشمولة بالحدود" .
واكد ان القيادة الفلسطينية لن تقبل إلا ان تكون القدس مشمولة ضمن الاراضي المحتلة منذ عام 67 وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة .
وعن الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة خلال المفاوضات المباشرة في المرحلة المقبلة قال "امريكا ستكون حاضرة في المفاوضات وليس بالضرورة ان تكون داخل الغرف المغلقة وانما يمكن ان تكون داخلها او خارجها وهي التي ستلعب دور المسير ونحن موافقون على ذلك ".
وقال عباس "لقد ركزت في اللقاءات الثنائية (مع نتانياهو) على ان البدء بالمفاوضات يجب ان يكون في قضية الحدود ثم الأمن، فالحدود قضية مهمة بالنسبة لنا والأمن قضية اساسية بالنسبة لهم .واكدت على ضرورة الاتفاق على حدود 1967ونرسم هذه الحدود فإذا تم ذلك يمكن القول اننا تمكنا من حل للقدس والمياه والمستوطنات وبالتالي تبقى بقية القضايا نتناولها في المرحلة التي تلي ذلك".
واضاف "وبخصوص الأمن طرحنا موقفنا بوضوح واكدنا اننا لن نقبل في حال التقدم والوصول الى حل نهائي ان نقبل بوجود إسرائيلي أي كان مدنياً او عسكرياً في الاراضي الفلسطينية وقلت في حال رغبتم في المزيد من الطمأنينة على أمنكم ان يكون هناك طرف ثالث كما حدث مع المصريين فليس لدينا مانع ان يكون مثل هذا الوجود الاجنبي سواء (امريكي او اوروبي ) بشرط كما قلنا سابقاً ان لا يكون إسرائيلياً ولو كان مسلماً او مسيحياً او درزياً من الجيش الإسرائيلي كي لا يكون استمرارا للاحتلال".
ولفت الى انه "في حال تم التوصل الى حل في هاتين النقطتين (الحدود والأمن ) فسنصل الى حل وشددنا على انهما الاساس لننطلق في المفاوضات لمدة ما تبقى من هذا الشهر (ايلول الجاري )فان مددت إسرائيل تجميد الاستيطان سنستمر في المفاوضات وإذا لم تمدد فسنخرج منها بكل تأكيد".