عزلة الرئيس السوري تزداد

تاريخ النشر: 08 أغسطس 2011 - 10:20 GMT
 عزلة الرئيس السوري تزداد
عزلة الرئيس السوري تزداد

زاد استدعاء الرياض والكويت والبحرين سفراءها في دمشق احتجاجا على قمع التظاهرات، من عزلة الرئيس السوري بشار الاسد ولكن آلة حرب النظام لم تتوقف مع سقوط ثمانية قتلى الاثنين.

وفي اول رد فعل علني منذ بدء الحركة الاحتجاجية الشعبية قبل نحو خمسة اشهر، اعلن العاهل السعودي الملك عبدالله الاحد استدعاء سفيره في دمشق للتشاور، داعيا النظام السوري الى "وقف آلة القتل واراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان".

وتبعته الكويت ثم البحرين في اتخاذ تدبير مماثل لتنضم هذه الدول الثلاث الخليجية الى الاحتجاجات الدولية على قمع الحراك المناهض للنظام في سوريا الذي ادى الى سقوط اكثر من الفي قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ 15 اذار/مارس بحسب منظمات غير حكومية سورية.

وقال وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح "لا يمكن لاحد ان يقبل باراقة الدماء في سوريا.. لابد من وقف الخيار العسكري"، مؤكدا ان وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة سيعقدون اجتماعا في وقت قريب لبحث التطورات في سوريا والخروج بتحرك مشترك.

وناشدت البحرين التي استدعت ايضا سفيرها "للتشاور"، "العودة الى الرشد" كما صرح وزير الخارجية الشيخ خالد بن حمد ال خليفة.

وقال شيخ الازهر احمد الطيب ان "الازهر الذي صبر طويلا وتجنب الحديث عن الحالة السورية نظرا لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بان من حق الشعب السوري عليه ان يعلن الازهر وبكل وضوح ان الامر قد جاوز الحد وانه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الاسلامية".

وقد رحبت الولايات المتحدة بهذه المواقف ووصفتها بانها "مشجعة".

ويأتي ذلك في يوم دام جديد سقط فيه ثمانية قتلى الاثنين برصاص قوات الامن السورية بينهم الناشط السوري البارز معن العودات في درعا (جنوب) وخمسة في دير الزور (شمال شرق)، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل 54 مدنيا الاحد غالبيتهم في مدينة دير الزور بنيران قوات الجيش بحسب ناشطين حقوقيين.

وفي مسعى جديد لاقناع الحكم بوقف قمع الحركة الاحتجاجية الداعية الى سقوط النظام، ينتظر وصول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الثلاثاء الى دمشق حاملا رسالة حازمة الى السلطات، بعد ان اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان صبر تركيا قد "نفد".

وطلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي ان ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية "اعادة جنودها فورا الى ثكناتهم".

لكن مهمة الوزير التركي تبدو عسيرة اذ ان النظام السوري يرفض الاقرار بحجم التحركات الاحتجاجية وما زال يتهم "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.

واكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان "التعامل مع الخارجين عن القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها".

وفي موازاة القمع اعلن الاسد عن اصلاحات تتضمن خصوصا اجراء انتخابات حرة واعتماد التعددية الحزبية ورفع حالة الطوارىء، لكن مصداقيته تضررت كثيرا لا سيما على المستوى الدولي كما ادت قوة القمع الى تشدد المتظاهرين الذين يطالبون برحيله.

لكن وزارة الخارجية الايطالية اعتبرت ان "بدون انهاء القمع العنيف، فان هذه الاعلانات تفتقر الى المصداقية".

وبعد العقوبات التي فرضها الغرب على نظام الاسد ودعوات روسيا ومجلس الامن الدولي ودول الخليج العربية الى وقف القمع، دعت الجامعة العربية السلطات السورية الى "الوقف الفوري" للعنف.

وذهب العاهل السعودي من جهته الى ابعد من ذلك.

ففضلا عن استدعاء سفيره ل"التشاور"، قال في بيان ان "تداعيات الاحداث التي تمر بها سورية الشقيقة والتي نتج عنها تساقط اعداد كبيرة من الشهداء الذين اريقت دماؤهم واعداد اخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع ان كل عاقل عربي ومسلم او غيرهم يدرك ان ذلك ليس من الدين ولا من القيم والاخلاق".

ودعا رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري من ناحيته، الحكومة الحالية الى اعادة النظر في "الالتحاق الكامل" بالنظام السوري، والنأي بنفسها عن "القمع" الذي يتعرض له الشعب في سوريا، واصفا ما يجري فيها ب"المجزرة المفتوحة".

الى ذلك اعلنت مصادر دبلوماسية الاثنين ان الاتحاد الاوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على سوريا بعد منع منح تأشيرات وتجميد ودائع حوالى اربعين شخصية وشركة قريبة من النظام.

لكن الرئيس بشار الاسد الذي خلف والده حافظ الاسد الذي توفي في العام 2000، لم يصغ ورفض نظامه التدخل الخارجي واتهم وسائل الاعلام الدولية التي لا تتمتع بحرية التنقل في سوريا، ببث "الاكاذيب".

وبالرغم من القمع لم تتوقف حركة الاحتجاج. وينظم الناشطون خلال شهر رمضان الذي بدأ في الاول من اب/اغسطس، مسيرات يومية بعد صلاة التراويح.

وبحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان واصلت قوات الامن عملياتها الاثنين في دير الزور وقامت بحملة مداهمات بعد قصف المدينة عند الفجر. وقتل خمسة اشخاص بينهم طفلان.

كما قتل ثلاثة اشخاص في درعا (جنوب) برصاص قوات الامن اثناء جنازة بينهم الناشط البارز معن العودات الذي اكد عبد الرحمن "اغتياله" من قبل الاجهزة الامنية، موضحا "انه استهدف في الراس".

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) القريبة من تركيا، قال المرصد ان "دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان عند الساعة 5,30 (3,30 تغ) ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة واسفرت عن اعتقال العشرات حتى الان".

وقال المرصد ان عشرين دبابة انتشرت على المدخل الشمالي الغربي لمدينة سراقب وتمركزت في الاراضي الزراعية في منطقة ادلب. كما انتشرت بجوار مدينة سرمين 13 دبابة بحسب المصدر نفسه.

وتعرضت بلدة الحولة التي تقع على بعد 20 كلم من حمص (وسط) لقصف بالدبابات بعد الظهر كما افاد شاهد عيان.

وفي حي الزمالكه وفي عربين قرب دمشق طوقت اجهزة الامن التي منعت السيارات من المرور.

من جهة اخرى اعلن النظام ان الجيش بدأ الانسحاب من مدينة حماة بحسب سانا.

وقالت الوكالة "ان وحدات الجيش التي كلفت اعادة الامن والاستقرار الى مدينة حماة بدأت بالخروج منها بعد انجاز مهمة نوعية تجسدت في حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة التي عاثت فسادا وتخحريبا وقطعت اوصال المدينة وعطلت دورة الحياة فيها الى ان تدخلت وحدات الجيش وتصدت بدقة ومهنية عالية لاولئك الارهابيين والقت القبض على عدد منهم لتقديمهم الى العدالة"

الى ذلك عين الرئيس السوري الاثنين العماد داوود راجحة وزيرا جديدا للدفاع ليحل مكان العماد علي حبيب الذي كان وزيرا للدفاع منذ العام 2009.