ناشط جولاني: مجدل شمس تحررت بالكامل لخمس ساعات

تاريخ النشر: 22 مايو 2011 - 07:33 GMT
المئات من الفلسطينيين والسوريين يمزقون السياج الفاصل بين هضبة الجولان المحتلة وسوريا
المئات من الفلسطينيين والسوريين يمزقون السياج الفاصل بين هضبة الجولان المحتلة وسوريا

عبر الناشط الجماهيري المعروف في هضبة الجولان السوري المحتل وهيب الصالح عن دهشته الكبرى لما حصل صبيحة يوم الخامس عشر من الشهر الجاري وهو يوم ذكرى النكبة الفلسطينية عن دهشته وانبهاره حينما قام المئات من الفلسطينيين والسوريين بتمزيق السياج الذي يفصل بين الهضبة المحتلة وسوريا الام وتمكنهم من الولوج الى حدود الدولة العبرية، قائلا انه شيء مذهل لا يمكن وصفه.

واضاف الصالح في حديث مع والذي شاهد وراقب لحظة بلحظة عملية الدخول الى الجانب المحتل من ارض الوطن انها عدة ساعات من المجد والخلود وهي رسالة واضحة وضوح الشمس ان هذه الحدود حدود هشة وان اسرائيل وامام مد جماهيري زخم لا يمكن لها الصمود وقال "انها المرة الاولى التي يتمكن منها الشبان العبور منذ العام 1974 وكنا نعتقد ان الفعالية لن تتجاوز ان يقف المئات من الجانب المحرر على مقربة من الجانب المحتل وتحتشد الجماهير لدى الجانبين ويتم القاء الخطب والكلمات لشحذ الهمم وكل يتفرق الى حيث ما اتى، اما ما شاهدناه فهو دق جدار الخوف، فحينما شاهد اهالي قرى هضبة الجولان المحتل الشبان يتجاوزون حقول الالغام الكبيرة كان لديهم اعتقاد ان عشرات الشهداء ومئات الجرحى سيسقطون على مذبح هذه المبادرة ولكن حقول الالغام تحولت بردا وسلاما على العابرين"، والسبب في ذلك بحسب الصالح يعود لعامل الزمن اذ ان الانهيارات الرملية التي حدثت على حقول الالغام من المناطق الجبلية قامت بدملها على طول نحو 15 متر الامر الذي ادى الى فقدان فعاليتها، وبالتالي جعل العابرون ان يصلوا الى هدفهم بامن وسلام وهذا ما اثار الاسرائيليون ايضا".

واضاف الصالح وهو اسير محرر امضى عدة سنوات داخل الاسر انه وحينما شاهد اهالي مجدل شمس كبرى قرى الهضبة الاربعة عملية اجتياز الحدود بادروا لاستدعاء الاهالي من مختلف القرى لمساندة هؤلاء الشبان وحمايتهم حيث حشدت اسرائيل المزيد من قواتها لمواجهة هذا المد البشري وقام الشبان من الهضبة بالاشتباك مع الجنود الاسرائيلين في ملحمة بطولية فلسطينية سورية شعرنا نحن في مجدل شمس انها تحررت لمدة 4 الى 5 ساعات، اذ لم تقتصر المسالة على القاء الحجارة باتجاه جنود الاحتلال بل تعدى ذلك بقيام نساء البلد بتوفير الطعام والشراب لهؤلاء الشبان على مدى الساعات الخمس والتقى الاف السكان من الجولان باخوانهم العابرين وخرجوا بمسيرات عفوية في شوارع المجدل وهم يرفعون الاعلام السورية والفلسطينية، وكذلك صور الرئيس بشار الاسد وصور الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، كما اطلقت النسوة من الهضبة الزغاريد والقت الورود والارز باتجاه الشبان وهي عادة عربية تلقى في ساعات الفرح ولحظات النصر، اذ ان هذه اللحظات لم تعشها قرى الهضبة والاهالي الرازحين تحت سطوة الاحتلال منذ حرب تشرين، بل ان الخامس عشر من ايار للعام 2011 سيدخل التاريخ بامتياز كما حرب تشرين الباسلة، اذ انه ومع مرور اسبوع كامل على هذا الحدث فانه بقي لسان حال الجماهير في البيوت والساحات والمؤسسات والكل يتحدث عما شاهد ويروي بطولات سجلها هؤلاء العابرين شخصية وجماعية على حد سواء، وخاصة حينما كانوا يهتفون " على القدس رايحين شهداء بالملايين".

ويعتبر الصالح ان مشهد المئات من الشبان لدى تجمعهم حول تمثال المناضل العربي السوري سلطان باشا الاطرش وهو رمز للنضال ووقوفهم حوله وهم يهتفون من المشاهد التي لا يمكن نسيانها، هذا اضافة الى قيام العشرات من اطباء الهضبة بالاستنفار بتقديم الاسعاف الاولي للجرحى باسرع وقت كان له اكبر الاثر في نفوسنا ونفوس العابرين على حد سواءا، هذا اضافة الى احتضان الشهداء الاربعة الذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض الجولان الحبيب وقبل اعادتهم الى الداخل السوري جرى لهم جنازات رمزية وتم الصلاة عليهم والطوفان بهم في شوارع مجدل شمس والاف الحناجر تهتف "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، "دم الشهداء لا يذهب هباء".

هذا وحسب ما يقوله الصالح انه ومنذ تلك اللحظات فان اسرائيل اعلنت استنفارها الشديد فحولت قرية مجدل شمس بالتحديد الى ثكنة عسكرية لم تغادرها هذه القوات رغم مرور ثمانية ايام على الحادثة ، اذ رابطت قوات في الشوارع والطرقات فيما قامت قوات اخرى باقتحام منازل القرية منزلا منزل بدعوى البحث عن شبان عبروا الحدود وبقوا في القرية، ورافق ذلك مظاهر التنكيل بالمواطنين، هذا اضافة الى مظاهر كبيرة من الاجراءات عند الحدود وسط تعتيم شديد وخاصة عند ما يسمى خط هدنة وقف اطلاق النار حيث تقوم جرافات واليات ضخمة بالعمل ربما زراعة الغام جديدة وحفر خنادق واقامة اسلاك شائكة بين الحدود ذكرته بتكل الاسلاك التي وضعتها قوات الاحتلال الايطالي بين ليبيا ومصر حسب ما استجمع لديه من معلومات.

ويختتم الصالح حديثه بالتاكيد على ان جبروت شعبنا العربي وهذا اتضح من خلال الارادة الفلسطينية السورية في تلك الاحداث هي ارادة فولاذية قادرة على تحرير فلسطين والجولان "فمعركتنا مع اسرائيل معركة ارادات ولا بد لاصحاب الحق ان ينتصروا في هذه المعركة التي تاخذ ابعادا قومية بامتياز فالظلم لن يستمر مهما طال والكيانات المصطعة الى زوال بالتاكيد وهذه هي حتمية التاريخ".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن