بيروت: تصدر عن دار "بيسان" بيروت قريباً رواية "ألزهايمر" والتي تعد اخر أعمال الكاتب والشاعر الراحل د.غازي عبدالرحمن القصيبي، والتي يتناول فيها الكاتب هذا المرض بأسلوب عميق يجمع ما بين السخرية أحياناً والمأساة والحزن أحياناً أخرى مستخدماً لغة العم ومذكراً بالشخصيات الشهيرة التي وقعت فريسة لهذا المرض.
وحسبما كتب ياسين رفاعية بصحيفة "المستقبل" تدور الرواية حول بطلها يعقوب العريان أو "جاكوب" والذي يكشف لنا المؤلف عن معاناته من مرض "الزهايمر" وإن كان في بدايته، والذي يتذكر الكثير من قصص المشاهير سياسيين كانوا ام نجوم سينما أو أدب، ويسخر من نفسه قبل أن يسخر من الجميع.
وعبر الرواية نعرف أن يعقوب كان قد تزوج مرة أولى من عفاف هذا الزواج الذي يصفه بالممل والفاشل والذي فرض عليه من والديهما، ثم يذكر زواجه من حبيبته الشابة وهي في الخامسة والعشرين وهو في السبعين، وما يؤلم يعقوب ان هذا المرض جاء، في ذروة حبه لنرمين الصبية الساحرة.
يكتب يعقوب إلى نيرمين في احدى الرسائل: سبحان الله! هل للذكريات حياة؟ هل لها روح؟ هل لها عقل، هل تشعر انها بعد حين، لن تجد مأوى في الذاكرة فتضطر الى الهيام، شريدة، طريدة، بلا ملجأ. هل هذه الذكريات كالأرواح المنكودة التي غادرت اجسادها ولم تستطع التحرر من سجن الارض فاصبحت ارواحا ضائعة لا يؤديها أحد؟
ويستمر هذا المونولوج الذي يحاول الكاتب فيه التقاط تلك الذكريات قبل ان يمسحها هذا المرض القائل بطريقة أخرى، اي ان البطل ميت وحي في الوقت ذاته.
ووفقاً لرفاعية بـ "المستقبل" يتدخل الكاتب مقحماً نفسه على النص ليصف شيئاً من هذا المرض الملعون وتطوره ففي المرحلة الأولى يبدأ المريض نسيان مواعيده، ولا يتذكر احداث الماضي القريب. وفي نهاية الأمر ينزع الى العزلة والانطواء ويتفوه بجمل لا تحمل معنى محدداً وينسى الكثير من الكلمات، ثم ينسى كل شيء حتى زوجته وأولاده.. هي المرحلة الخطيرة التي تقترب من الانتحار. وهذا ما يفعله يعقوب في النهاية. ولكن طبيبه يخفف الامر عن نيرمين فان يعقوب مات اثر نوبة قلبية حادة ومفاجئة، وانه طلب منه ارسال كل أوراقه اليك.