سعى الجيش السبت الى تحريك بعض المتظاهرين في ميدان التحرير لافساح الطريق امام انسياب حركة المرور، وذلك في وقت يستعد هؤلاء لاعتصام طويل بعد انتهاء احتجاجات "يوم الرحيل" دون أن يترك مبارك السلطة.
وتحدث قائد المنطقة العسكرية المركزية للجيش المصري لالاف المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم السبت في محاولة لاقناعهم بانهاء الاحتجاج الذي أصاب الحياة الاقتصادية في العاصمة بالجمود.
وقال حسن الرويني مستخدما مكبرا للصوت وهو يقف على منصة ان لهم الحق في التعبير عن انفسهم لكنه ناشدهم ان ينقذوا "ما تبقى من مصر".
ورد الحشد بهتافات تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك لينزل الرويني من على المنصة قائلا انه لن يتحدث وسط مثل هذه الهتافات.
وفي وقت سابق حركت قوات الجيش بعض المتظاهرين لافساح الطريق امام انسياب حركة المرور مرة اخرى.
واحتشدت عدة الاف في الميدان يوم السبت وكان العديد منهم يعسكر في المكان منذ ايام حاملين اللافتات والاعمال. ويبدأ اسبوع العمل في مصر يوم الاحد عندما تفتح البنوك ابوابها مجددا كما هو مقرر.
وقال الرويني اثناء جولة في ميدان التحرير للتحدث الى المحتجين ان القوات المسلحة في حاجة الى افساح الطريق المؤدي الى الميدان وانسياب حركة المرور مرة اخرى عبر ميدان التحرير. وقال ان المعتصمين يستطيعون البقاء في التحرير ولكن ليس على الطريق.
وأتاح طوق فرضه الجنود مساحة في وسط المحور المروري مما أدى الى فصل المتظاهرين قرب المتحف المصري في نهاية الميدان عن المتظاهرين الباقين.
وتباينت ردود فعل المحتجين الذين ربطتهم بالجيش علاقات ودية خلال 12 يوما من المظاهرات.
وفي لحظة ما بدأ المتظاهرون يقرعون على الحواجز التي اقاموها قرب المتحف لتنبيه الاخرين لتعزيزهم خوفا من ان يقوم الجيش بابعادهم.
اعتصام طويل
وتاتي خطوة الجيش فيما استعد ألوف المطالبين بتنحي الرئيس المصري لاعتصام طويل في ميدان التحرير بعد انتهاء احتجاجات "يوم الرحيل" دون أن يترك السلطة.
وكان مئات الالوف من المصريين شاركوا يوم الجمعة في "يوم الرحيل" في القاهرة والمحافظات.
ولاحظ من دخلوا الميدان يوم السبت تعدد الحواجز التأمينية التي أقيمت من قبل المحتجين في المداخل الستة المؤدية الى الميدان.
وقال شاهد ان هناك كميات كبيرة من الحجارة خلف كل حاجز الغرض منها صد مهاجمين محتملين ممن يؤيدون بقاء مبارك في الحكم.
وكان مؤيدون لاستمرار الحكم الحالي لمصر هاجموا المحتجين قبل أيام مستخدمين خيولا وجمالا وكانوا مسلحين بأسلحة بيضاء. وتلا ذلك اشتباكات بين الجانبين استخدم فيها مؤيدو مبارك الرصاص الحي وقنابل المولوتوف والحجارة وقتل نحو أحد عشر محتجا وأصيب نحو ألف اخرون.
وقال الشاهد "نصبوا خياما أكثر ومظلات لاتقاء المطر. لديهم اصرار غريب على الاستمرار."
وبعد انتهاء احتجاجات "يوم الرحيل" أعلن المحتجون أنهم بدأوا ما سموه " أسبوع الصمود" وأنه يتضمن مظاهرات مليونية في البلاد يوم الاحد ويوم الثلاثاء ويوم الخميس ليكون يوم الجمعة المقبل ذروة الاسبوع.
وقال الشاهد انه لاحظ أن أغلب من يدخلون الميدان يوم السبت من المحتجين يحملون أغطية وكميات كبيرة من الطعام والشراب الامر الذي يرجح أن أعدادا أكبر ستشارك في الاعتصام الليلي في الميدان.
وأضاف أن نقاط التفتيش تعددت عند المداخل. وتابع "فتشوني خمس مرات قبل أن أدخل الميدان."
وبدأت الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما يوم 52 يناير كانون الثاني الماضي. واستولى المحتجون على ميدان التحرير بعد يومين من اشتباكات مع الشرطة سقط فيها قتلى وجرحى.
وقتل بضع مئات وأصيب ألوف المحتجين في مصر ككل.
واعلن المعارض المصري والحائز جائزة "نوب"ل للسلام محمد البرادعي، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" انه يأمل في ان يجري نقاشا "يفضل ان يكون قريبا" مع رئاسة اركان الجيش المصري حول "عملية انتقال السلطة من دون اراقة دماء" في مصر.
وقال البرادعي: "ارغب في ان اجري نقاشا مع قادة الجيش، ومن الافضل في اقرب وقت لندرس كيف يمكننا الوصول الى عملية انتقالية من دون اراقة دماء".
وكان المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عاد الى مصر اخيرا للمشاركة في التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. ودعا الرئيس المصري من جديد الى الاستقالة في اقرب وقت ممكن. واضاف البرادعي "سيكون هناك بالتأكيد بلد عربي لاستقباله. ولقد سمعت من يتحدث عن البحرين".
وقالت مصادر أمنية السبت إن 53 شخصا أصيبوا في اشتباك بين محتجين ومؤيدين لمبارك على طريق سريع في محافظة القليوبية التي تقع الى الشمال من القاهرة.
وقال مصدر إن المناوئين لمبارك كانوا متوجهين ليل الجمعة للانضمام الى المحتجين على مبارك المعتصمين في ميدان التحرير بالقاهرة وان المؤيدين لمبارك حاولوا منعهم مما أدى لتبادل الرشق بالحجارة على طريق الاوتوستراد ووقوع الاصابات. وأضاف أن الاصابات أغلبها طفيف.
وقال المصدر ان شخصا طعن بسكين حتى الموت في نقطة تفتيش أهلية على الطريق بعد جدال بينه وبين لجنة شعبية في النقطة.
وفجر مخربون خط أنابيب للغاز في شمال مصر مما عطل الامدادات الى اسرائيل والاردن حيث يطالب محتجون غاضبون جراء المصاعب الاقتصادية هناك أيضا بنظام سياسي ديمقراطي بشكل أكبر.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن مبارك الذي أجرى تعديلا وزاريا لكنه رفض التنحي اجتمع مع بعض وزرائه الجدد يوم السبت في تجاهل واضح لمئات الالاف من المحتجين الذين يطالبون علنا الرئيس البالغ من العمر 82 عاما بالتنحي.
وقالت سميحة فوزي وزيرة التجارة المصرية يوم السبت بعد الاجتماع مع مبارك ان الصادرات المصرية تراجعت ستة بالمئة في يناير كانون الثاني جراء الاضطرابات وحظر التجول.
وأضافت ان السلطات توفر امدادات غذاء اضافية لضمان استقرار الاسعار وتفادي أي نقص.