علينا أن نحسم موضوعاً رياضياً لا يبدو شائكاً لكنه يجمع مختلف الآراء وكل رأي يطرح ما يسنده من أدلة وبراهين وإثباتات ونتائج وتحليل.
والموضوع هو هل يمكن للاعب النجم بعد أن يعتزل أن يقرر التدريب والتوجه إلى الدراسات الفنية واجتيازها ليصبح مدرباً ناجحاً؟ هذا الحوار يبدو أنه من الحوارات الشائقة في مجال كرة القدم فقط لأننا نحصر أنفسنا في مجال اللعبة الشعبية الأولى في العالم أو المجنونة التي خلخلت عقول الكثيرين منا وصارت بالنسبة إلينا الغذاء الفكري اليومي الذي لا يساويه أي غذاء آخر.
البعض يؤكد أن بإمكان اللاعب النجم أن يتجه إلى التدريب ويحقق النجاح فيه بعد أن يخوض الدراسات المؤهلة لذلك. والبعض لا يؤيد هذا الرأي ويقول ليس شرطاً أن يكون نجماً ناجحاً ومشهوراً أن يحقق النجاح في عالم التدريب لأن هذه المسألة تحتاج إلى استعداد فطري ولا يمكن لمن لا يمتلك الفطرة أن يقدم على شيء وينجح فيه.
ما هي الفطرة التي يقصدها أصحاب هذا الرأي لأنهم من خلال طرح هذه الكلمة (الفطرة) يحددون صواب رأيهم وأنا شخصياً معهم في هذه المسألة الفنية الدقيقة.
الفطرة تقابل الموهبة لكن الموهبة لا تقابل الفطرة وبالتالي فالإنسان منذ أن يكون جنيناً فإن الخالق العظيم قد اختار له الطريق المناسب من دون أن يعلم هذا المخلوق، وبعد أن يترعرع وينمو ويشب ويدرك ما حوله يرى نفسه في المجال الذي هو فيه اليوم بعد مرور عشرات السنين، وعندها يدرك أن الفطرة التي فطره الله عليها تحققت وساعده في تحقيقها الخالق العظيم.
لدينا اليوم في ملاعب كرة القدم مئات من اللاعبين وعشرات من المدربين، لكن ليس كل من يلعب كرة القدم ويرتدي ملابس الكرة ويتزين حتى بشارة (الكابتن) يمكننا أن نطلق عليه اسم لاعب، وأمثلة على ذلك هل كل لاعبي نادي مانشستر يونايتد أو برشلونة أو ريال مدريد أو ليفربول أو بايرن ميونيخ أو الميلان يمكن أن نطلق عليهم اسم اللاعب مكتمل النمو والفطرة؟
وهل كل المدربين الموجودين اليوم في أوروبا والعالم العربي يمكن أن يكونوا مدربين بالفطرة؟ لا أعتقد أن هناك من يخالف الرأي ويقول كل اللاعبين الموجودين في الأندية الاوروبية والعربية هم (لاعبون) أو كل المدربين في العالم هم (مدربون) فاللاعب والمدرب المفطوران على اللعب والتدريب شيء آخر يختلف عن اللاعبين والمدربين الذين يأتون إلى كرة القدم بدافع المتاجرة والكسب المادي السريع.
في اعتقادي أن المسألة قد حسمت بأن الفطرة هي أساس وركيزة النجاح وأنا شخصياً ومنذ يوم مولدي لم أكن أعلم أنني سأصبح مدرساً للتربية الرياضية ولاعباً دولياً وحكماً وأخيراً صحفياً ولو كان الإنسان يعلم لاختار بنفسه ما يشاء والعظمة كلها لله سبحانه وتعالى.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.