الآلاف يستمتعون باحتفالات القرنقعوه في مؤسسة قطر
توافد أكثر من 5000 شخص من أفراد المجتمع القطري إلى مربط الشقب مساء الجمعة للمشاركة في مهرجان القرنقعوه السنوي، الذي نظمته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في أجواء عائلية مليئة بالمرح.
وفي إطار التزامها بالحفاظ على التراث القطري، تحرص مؤسسة قطر على صون التقاليد الوطنية بتنظيمها للعديد من الأنشطة الثقافية والتعليمية والترفيهية على مدار العام؛ لتمكين سكان دولة قطر من ممارسة هذه الأنشطة في أجواء من المرح والمتعة، مع تعزيز الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الوطني.
وقد استمتعتالعائلات بالفعاليات التي احتفت بثراء الثقافة القطرية عبر ممارسة مجموعة واسعة من الأنشطة والألعاب الترفيهية شملت ألعابًا تراثية للأطفال، وفعاليات فنية وحِرَفِية، وأنشطة ركوب الخيل، وجلسات سرد القصص التربوية المفيدة.
وشارك الزوار في الفعاليات التراثية والثقافية، التي أقيمت في الحلبة الداخلية بمربط الشقب، في أجواء مثالية عكست أصالة التراث القطري. واشتملت الأنشطة الثقافية، التي قُدمت خلال المهرجان، على جلسات لسرد القصص التراثية، وممارسة الألعاب التقليدية القطرية مثل القيس والدحروي والطاق طاقية، إلى جانب أنشطة زخرفة الحناء والرسم على الوجوه. كما أتيحت للزوار فرصة تناول مشروبات الكرك والقهوة العربية والأطباق الشعبية القطرية.
ووفرت هذه المناسبة الرائعة فرصة ثمينة أمام جميع مراكز مؤسسة قطر وإداراتها للاحتفال مع أفراد المجتمع المحلي والتواصل معهم، حيث نظمت شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية جلسات مبتكرة مخصصة للأطفال بهدف مساعدتهم على صنع فوانيس تعمل بالطاقة الشمسية. بدورها، قدمت حديقة القرآن النباتية أنشطة لغرس الأشجار، وألعاب الواقع الافتراضي، وألغازًا ثلاثية الأبعاد.
وشاركت وايل كورنيل للطب – قطر في المهرجان، عبر برنامج "صحتك أولاً"، حيث قدمت مجموعة من الأنشطة التفاعلية المفيدة، من بينها لعبة "العملية الجراحية" التي عرّفت الأطفال بأعضاء الجسم البشري، بالإضافة إلى نشاط "ازرع بنفسك"، الذي شجع الأطفال على زراعة البذور بهدف تعزيز إدراكهم لمفاهيم صون البيئة وحثهم للحفاظ عليها. وبالإضافة إلى ذلك، نظم مجلس قطر للمباني الخضراء، بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية، استعراضًا شعبيًا للدمى المتحركة وجلسة لسرد القصص.
ومن بين الأشخاص الذين شاركوا في احتفالات مهرجان القرنقعوه السيدة زاهية المعشري، التي حضرت الفعاليات برفقة أشقائها الصغار. وتحدثت المعشري عن ذكرياتها في الاحتفال بالقرنقعوه، وعبرت عن إعجابها بفعاليات المهرجان، فقالت: "أتذكر توقي الشديد للاحتفال بالقرنقعوه عندما كنت طفلة. وقد تغيرت الأمور، بالطبع، منذ ذلك الحين، ولكنني أعتقد أن المهرجان يوفر فرصة رائعة لتمكين كافة أفراد المجتمع من الاحتفال بهذه المناسبة الثقافية والتراثية المتميزة. وأنا متأكدة من أن أشقائي الصغار قد استمتعوا حقًا بممارسة هذه الأنشطة، ولكن القرنقعوه يساعد أيضًا في تسليط الضوء على تاريخنا الوطني وعاداتنا وتقاليدنا. ولهذا السبب، ينبغي أن نحافظ عليها ونحرص على تعريف الأجيال القادمة بها".
وقد قدّم مربط الشقب عددًا من الأنشطة المرتبطة بركوب الخيل مثل لعبة ركوب الحصان الآلي، لتشجيع الزائرين الصغار على الاهتمام برياضة الفروسية، وإضفاء جو من المتعة في فعاليات هذا المهرجان السنوي.
كما أثنت السيدة هدى السبيعي، التي تشارك في احتفالات مؤسسة قطر بالقرنقعوه للمرة الأولى، على المهرجان، وعبرت عن إعجابها الشديد بالفعاليات المقدمة، حيث قالت: "يمثل مهرجان القرنقعوه مناسبة خاصة ومميزة لجميع الأطفال في قطر. وقد قدم مربط الشقب العديد من الأنشطة التعليمية والمرحة الموجهة لكافة أفراد المجتمع، وهو ما ساعد الجميع في التعرف بشكل إضافي على التراث الوطني والتقاليد القطرية. وزود المهرجان جميع الزوار بفرصة ثمينة للاستمتاع بالفعاليات المرحة واستدعاء ذكريات الطفولة، والاحتفال بصيام النصف الأول من شهر رمضان مع أبنائهم".
وشهد المهرجان - هذا العام - تنظيم عدد من أنشطة الحملة الوطنية للقراءة، التي أطلقتها مؤسسة قطر، بالتعاون مع مؤسسات وهيئات أخرى في الدولة، بهدف تعزيز ثقافة حب القراءة والمعرفة على المستوى الوطني، حيث أُتيح للأطفال فرصة قراءة القصص المفيدة، وصنع فواصل الكتب، وحل الألغاز معًا. كما تمكن الأطفال من ممارسة العديد من الألعاب الأخرى أمام حافلة القراءة، التي شغلت موقعًا استراتيجيًا في ساحة الاحتفالات.
وقد حرص السيد توماس باتوماكي، الذي يحمل الجنسية الفنلندية ويعيش في قطر منذ عامين، على تعريف أبنائه باحتفالات القرنقعوه، وعبر عن إعجابه الشديد بروح الترابط الاجتماعي التي ميزت أجواء الاحتفالات بقوله: "أنا معجب حقًا بالأجواء الرائعة في الشقب، والتي صُممت بذكاء لكي تجمع ما بين تقديم فعاليات مرحة وتراثية تبرز الثقافة القطرية. وقد كان أبنائي الثلاثة جميعًا متحمسين للمشاركة في فعاليات المهرجان بعدما سمعوا عنها في المدرسة، وحرصوا على ارتداء الأزياء التقليدية القطرية للاحتفال بالقرنقعوه. وقد استمتع الأطفال بممارسة الألعاب التقليدية القطرية، ونحن نتطلع لزيارة حافلة الحملة الوطنية للقراءة، والتعرف على هذا المهرجان الفريد بشكل إضافي من خلال المشاركة في جميع فعالياته".
ولم تترك احتفالات القرنقعوه تأثيرًا ثقافيًا هادفًا على الحضور فحسب، ولكنها نجحت أيضًا في جمع عائدات ذهب ريعها لمؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" (روتا)، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وتتميز احتفالية القرنقعوه بأنها احتفال سنوي يقام في منتصف شهر رمضان المبارك. وكانت هذه الاحتفالية قد بدأت للمرة الأولى في شكل مهرجان يقام بالنهار لمكافأة الأطفال على صيامهم للنصف الأول من الشهر الفضيل، وتشجيعهم على صيام النصف المتبقي منه. ولكنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى مهرجان ليلي يشهد تقديم الحلوى والهدايا للأطفال، الذين تتاح لهم أيضًا فرصة المشاركة في الألعاب الجماعية والعديد من الألعاب التقليدية المحبوبة الأخرى.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.