اللاعبة الأولمبية تقود ورشة للمبارزة في مؤسسة قطر لتمكين معلمي التربية البدنية

نظّمت مؤسسة قطر ورشة تدريبية في رياضة المبارزة قدّمتها اللاعبة الأولمبية الأمريكية الحائزة على ميدالية أولمبية، ابتهاج محمد، لمعلمي ومعلمات التربية البدنية في التعليم ما قبل الجامعي بالمؤسسة.

تأتي هذه المبادرة في إطار جهود مؤسسة قطر المستمرة لتمكين المرأة والفتيات وتعزيز مشاركتهن في المجال الرياضي، وذلك ضمن برنامج "رسم الدروب"، الذي يركّز حاليًا على ثلاث رياضات رئيسية هي: المبارزة، وألعاب القوى، وكرة الطائرة. ويهدف البرنامج إلى بناء قدرات الكوادر التعليمية، وتعزيز الشمول والمساواة بين الجنسين، وتنمية المواهب الرياضية منذ المراحل الدراسية المبكرة.

وأُقيمت الورشة في كل من معهد التطوير التربوي ومدرسة أكاديميّتي، التابعتين للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، حيث صُممت لتدريب المعلمين على تقنيات رياضة المبارزة وتطوير مهاراتهم العملية، بما يمكّنهم من نقل المعرفة بفاعلية وصقل مهارات الطلاب في مختلف الرياضات.

من جهتها، قالت سارة الهاجري، المدير التنفيذي لإدارة شؤون الطلاب والمشاركة المجتمعية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: "تأتي هذه الورشة في إطار حرص مؤسسة قطر على تمكين المرأة في المجال الرياضي، وتعزيز حضورها كلاعبة ومدرّبة ومُلهمة للأجيال القادمة".

وتابعت: "إن دعمنا لمعلمي ومعلمات التربية البدنية لا يقتصر على تطوير مهاراتهم الفنية، بل يمتد إلى غرس قيم القيادة والثقة بالنفس، ليتمكنوا من نقلها إلى طلابهم في المدارس". 

وأضافت الهاجري: "تعزيز المساواة وإظهار كيف توحّد الرياضة المجتمعات وترتقي بها هو جوهر ما نؤمن به في مؤسسة قطر، إذ تتوافق رحلة البطلة الأولمبية ابتهاج محمد مع قيمنا في تمكين المرأة وفتح الأبواب أمام الجميع".

وأردفت الهاجري بالقول: "نحن نؤمن بأن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل فصل أساسي من فصول الحياة، يسهم في بناء الشخصية وتنمية القدرات وتعزيز روح الإصرار والمثابرة."

وختمت الهاجري بالقول: "مثل هذه الورش تُحدث أثرًا مباشرًا في البيئة التعليمية، إذ تتيح للطلاب، وخاصة الفتيات، رؤية الرياضة كوسيلة للنمو الشخصي والتعبير عن الذات، وتشجعهم على تبنّي أسلوب حياة نشِط وصحي يعزز من توازنهم الجسدي والنفسي". 

ومن جانبه، قال عبدالله الكعبي، رئيس الشؤون الرياضية في التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: "يأتي تركيزنا على رياضة المبارزة انسجامًا مع رؤية مؤسسة قطر الهادفة إلى تطوير منظومة رياضية متكاملة تتمحور حول عدد من الرياضات الأساسية. وتتميّز رياضة المبارزة بالقيم التعليمية والأخلاقية التي تغرسها في نفوس الطلبة، إذ تسهم في بناء شخصيتهم وتعزيز روح الانضباط والثقة بالنفس والتحدي لدى الفتيات والفتيان على حد سواء". 

وأضاف الكعبي: "نسعى إلى تأسيس بنية رياضية متينة تبدأ من الميدان التعليمي، ولهذا نعمل على بناء الأساس الصحيح عبر تدريب وتأهيل مدربينا في التعليم ما قبل الجامعي، ليتمكنوا من نقل المعرفة إلى طلابنا بأساليب علمية صحيحة وفعّالة."

وتابع موضحًا: "تُعد هذه الورشة خطوة أولى في مسار أوسع لتطوير رياضة المبارزة داخل منظومة التعليم ما قبل الجامعي، إذ نحرص على أن يتلقى المعلمون تدريبًا عمليًا ونظريًا على أيدي محترفين ذوي خبرة تعليمية وتدريبية واسعة، ما يضمن وصول المعرفة للطلاب بشكل منهجي، بدءًا من المراحل التأسيسية وحتى المستويات الوطنية."

وأردف الكعبي بالقول: "هدفنا في هذه المرحلة ليس فقط اكتشاف المواهب، بل نشر ثقافة المبارزة وبناء قاعدة قوية لها في مدارسنا. ومع تطور مستوى المعلمين وتأهيلهم، يصبحون هم الحلقة الأولى في اكتشاف المواهب الطلابية داخل الصفوف الرياضية، من خلال ملاحظتهم لقدرات الطلاب وتشجيعهم على الاستمرار والتطور. فنحن نؤمن بأن الموهبة يمكن أن تُبنى وتُنمّى بالتدريب والممارسة، ولهذا نعمل على تطوير جميع الطلاب وصقل مهاراتهم دون استثناء". 

وأشار الكعبي إلى أهمية تمكين الكادر التعليمي، قائلاً: "نحرص على أن يكون معلمونا متعددي الخبرات في مختلف المجالات الرياضية، ليتمكن الطلاب من تجربة رياضات متنوعة واختيار ما يتناسب مع شغفهم. العديد من معلمي التربية البدنية لدينا حاصلون على شهادات متعددة في مجالات مختلفة، وهذا التنوع ينعكس إيجابًا على جودة التدريب داخل مدارسنا."

وأضاف: "نطمح خلال العامين المقبلين إلى التركيز على التعليم والتدريب المكثف لنشر رياضة المبارزة من مدارس مؤسسة قطر إلى المجتمع، ومن ثم إلى الأكاديميات الرياضية المتخصصة، في إطار خطة شاملة لتطوير الرياضة ودعم الممارسات المستدامة في هذا المجال."

واختتم الكعبي حديثه قائلاً: "نحن فخورون بتعاوننا مع اللاعبة الأولمبية ابتهاج محمد، التي تُعد إضافة كبيرة لمؤسسة قطر ولدعم رياضة المبارزة. كما أن مشاركتها في الورشة تلهم المعلمين وتعزز الاهتمام بهذه الرياضة، ونحن على ثقة بأن مؤسسة قطر ستكون شريكًا رئيسيًا في تطويرها خلال السنوات القادمة". 
كانت من بين المشاركات في الورشة، سمر خالد، معلمة تربية بدنية بأكاديمية العوسج، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي، حيث حرصت على حضور الورشة بدافع اهتمام طلابها بهذه الرياضة ورغبتها في تطوير معرفتها لدعمهم بشكل أفضل.

وقالت: "كان من الرائع أن نحضر ورشة تدريبية مع بطلة عالمية مثل ابتهاج محمد، فقد أضافت لنا الكثير من الخبرة والإلهام، وعرّفتنا على أساليب جديدة يمكن أن نستخدمها مع طلابنا لتعزيز تركيزهم وتنمية مهاراتهم الحركية والبدنية". 

وأضافت:"لاحظت أن أحد طلابي يمارس رياضة المبارزة خارج المدرسة، وهذا ما شجعني على حضور الورشة لتعلّم المزيد حتى أستطيع دعمه وتشجيعه على المشاركة في البطولات المحلية".

وحول أهمية إدخال رياضة المبارزة ضمن أنشطة مؤسسة قطر، وضحت: "من المهم أن يتعرّف الطلاب والطالبات، على الرياضات العالمية. كما أن مؤسسة قطر تسعى جاهدة على توفير بيئة آمنة ومحفزة تتيح للفتيات ممارسة الرياضة والمشاركة في بطولات داخلية بطريقة تتناسب مع قيمهن وثقافتهن."

واختتمت حديثها بالقول: "وجود خبرة أولمبية مثل ابتهاج محمد بيننا يبعث الحماس فينا كمعلمين، ويمنحنا دافعًا أكبر لننقل هذه الطاقة لطلابنا. عندما نرى أبطالاً عالميين يشاركوننا خبراتهم، نشعر بمسؤولية أكبر لتشجيع طلابنا على اكتشاف شغفهم الرياضي والاستفادة من الإمكانات التي توفرها مؤسسة قطر لهم".