بعد عام على إطلاقها، جزيرة الاستدامة التابعة لمؤسسة قطر تنظم أنشطة تفاعلية وتمضي قدمًا نحو مستقبل "أخضر"
  بالتزامن مع انطلاق فعاليات النسخة العاشرة من أسبوع قطر للاستدامة 2025 التي يُعدّ أكبر مبادرة مجتمعية للاستدامة في قطر، تستضيف جزيرة الاستدامة، التي أطلقتها مؤسسة قطر في عام 2024، سلسلة من الفعاليات الرامية إلى ترسيخ مكانتها لتكون مركزًا للاستدامة وإعادة التدوير والتثقيف البيئي.
تهدف هذه الفعاليات إلى إشراك كافة أفراد المجتمع وتعزيز الوعي بشأن القضايا البيئية. ويمكن الاطلاع على هذه الفعاليات والمشاركة بها عبر هذا الرابط: www.qatarsustainabilityweek.com.
جزيرة الاستدامة، التي تقع في المدينة التعليمية، هي مساحة مصممة بشكل مبتكر لإلهام أفراد المجتمع وتشجيعهم على تبني نمط حياة صديق للبيئة، وذلك من خلال التعلّم عبر المشاركة المجتمعية في فعاليات هادفة.
تضم هذه الجزيرة سبع محطات لإعادة التدوير، بما في ذلك الزجاج، والورق، والبلاستيك والمعادن، والبطاريات، والكابلات، والإلكترونيات. كما تستضيف معارض تفاعلية حول الطاقة الشمسية والزراعة المائية وإعادة تدوير مخلفات البناء.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد جزيرة الاستدامة منصةً تعليمية ترفيهية وحاضنة للمبادرات الخضراء المحلية، وتهدف إلى تمكين الزوار لتعزيز قدراتهم وتمكينهم من إحداث التغيير والمضي قدمًا بمسيرة دولة قطر نحو الاستدامة.
بعد مرور عام على إطلاقها، يتحدث وسيم العلمي، مستشار المبادرات الاستراتيجية في مؤسسة قطر، عن أوجه التأثير الملموسة الذي تحدثه جزيرة الاستدامة.
ما هو الأثر البيئي والاجتماعي الذي حققته جزيرة الاستدامة منذ إطلاقها، وما هي أهم إنجازاتها في مجالي التعليم والمشاركة المجتمعية؟
لقد تم تصميم جزيرة الاستدامة في إطار الأولويات الوطنية التعليمية الخاصة بمجال الاستدامة. وقد حرصنا على الارتقاء بالوعي المجتمعي لمواكبة الحاجة العالمية الملحة للحفاظ على البيئة، مع تقديم إجابات وافية لزوارنا حول كيفية تعامل قطر محليًا مع تحديات وتداعيات التغير المناخي في المنطقة.
ينصب تركيزنا الرئيسي على تثقيف مجتمعنا بالتدابير والمشروعات التي تتخذها دولة قطر لتنفيذ رؤيتها البيئية على أرض الواقع. ويتجسد التأثير الأساسي الذي لمسناه في قدرتنا المتنامية على الوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع. لقد ركّزنا في البدايات على طلاب المدارس، ولكننا اليوم نشهد زيارة كل الشرائح المجتمعية والفئات العمرية وفي أذهانهم العديد من الأسئلة.
من هذا المنطلق، نواصل تعاوننا مع الجهات المحلية، حيث تم توقيع اتفاقيات مع جهات محلية مختلفة ، مثل مؤسسة عيد الخيرية، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومؤسسة "إحسان"، حيث اعتادت هذه الجهات على تنظيم زيارات ميدانية إلى الجزيرة. وقد تمثلت إحدى أكثر التجارب إثراءً هذا العام في استضافة مؤسسة "إحسان" التي وقع اختيارها على جزيرة الاستدامة لتكون منصة تعليمية لتمكين  ذوي القدر من المشاركة الفاعلة في هذا المجال.
كيف أصبحت جزيرة الاستدامة تسهم في زيادة الوعي بأهمية الاستدامة أو في تغيير سلوكيات الشباب نحو الأفضل؟
تؤثر جزيرة الاستدامة بشكل كبير على دينامية الوعي بأهمية الاستدامة في البيئة الأكاديمية  على مستوى دولة قطر والمجتمع  بأسره. نحن فخورون باستضافة أكثر من 3000 طالب حتى الآن، وتدريب حوالي 250 معلم من القطاعين الخاص والعام. فقد أصبح صوتنا مسموعًا وطريقتنا فعالة. وينعكس الوعي البيئي في شريحة واسعة من زوار الجزيرة. كما يسعدنا استقبال جيل صاعد شغوف بقيمة الحفاظ على كوكبنا. اليوم، يزور الطلاب جزيرة الاستدامة عادةً وبحوزتهم النفايات القابلة لإعادة التدوير الجاهزة للتخلص منها، وفي أذهانهم العديد من الأسئلة والتوقعات، وتكون رسالتنا الرئيسية لهم جميعًا هي أن قطر تتبنى إطارًا بيئيًا قويًا يتطلب مشاركتهم الفاعلة وجهودهم المؤثرة.
ما هي الشراكات التي كان لها دورًا فاعلًا في توسيع نطاق تأثير جزيرة الاستدامة منذ إنشائها قبل عام من الآن، وكيف يبرهن التعاون الأخير مع مكتبة قطر الوطنية وشركة "مواصلات" في إطلاق مكتبة رقمية على مستوى شبكة النقل العام، ما يُجسد التزامكم بتوفير الوصول إلى تعليم شامل وتوسيع نطاق القراءة بين مُستخدمي وسائل النقل بشكل يومي؟
تُعتبر الشراكة التي أبرمناها مع قطر للطاقة من الشراكات المهمة، وذلك على اعتبار أن معرض الطاقة الشمسية الذي أقامته في جزيرة الاستدامة يروي قصة تطور الطاقة الشمسية في قطر، مع مواكبة المستجدات في هذا الصدد، لا سيّما وأن غالبية الزوار  يُعجبون بالبرنامج الطموح الذي أطلقته قطر في مجال الطاقة الشمسية، والذي يهدف بدوره إلى توفير 30 في المائة من احتياجات الدولة عبر الطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، تُمكّن تجربة التعلم التي توفرها جزيرة الاستدامة للزوار فرصة الحصول على محتوى غني بالحقائق والأرقام.
من جهة أخرى،  تُعتبر  الشراكة مع شركة "مواصلات" ومكتبة قطر الوطنية مهمة من حيث طبيعتها وحجمها، فنحن اليوم نُسهم في إتاحة وصول محتويات مكتبة قطر الوطنية إلى الركاب وسائقي سيارات الأجرة والعاملين في وسائل النقل العام. ويتجاوز أثر هذه المبادرة المكان، من ناحية تيسير القراءة للجميع والاستثمار في الوقت الذي يستغرقه النقل، لتُصبح المعرفة متاحة لأكبر شريحة من مجتمعنا ومتوفرة في كلّ وقت.
مع إطلاق شراكة مع الجمعية الطلابية "ستودنت ريتش" (Student Reach) التي تنشط في المجال التطوعي المحلي، والرامية إلى تقديم شهادات اعتماد في مجال الاستدامة بما يشمل أكثر من 5000 طالب، ما هي النتائج التي تأملون تحقيقها، وكيف تسهم هذه الشراكة في تشكيل الجيل القادم من قادة الاستدامة؟
إن زيادة الوعي البيئي ليست مهمة بسيطة أو محددة في فترة زمنية معينة؛ بل إنها تتطلب جهدًا دؤوبًا ومستدامًا. لذا، فإن تدريب المدربين وضمان اكتسابهم المهارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر استدامة هو مفتاح نجاحنا. يهدف البرنامج الذي أطلقناه مع جمعية "ستودنت ريتش"، التي يقودها الطلاب، إلى تدريب الطلاب ليصبحوا من مناصري الاستدامة وسفراء للجزيرة بعد تدريبهم، حيث سيعملون بشكل واسع على دعوة مدارسهم لزيارة جزيرة الاستدامة ومناصرة قضايا الاستدامة، وسيتمكّنون من الحصول على شهادة اعتماد من قبل جزيرة الاستدامة. نحن على ثقة من أن تجربتهم في جزيرة الاستدامة ستساعدهم في صقل مهاراتهم ومعارفهم عند التسجيل في الجامعات.
استشرافًا للمستقبل، ما هو تصوركم لجزيرة الاستدامة فيما يتعلق بتوسيع نطاق تأثيرها على مدى السنوات الخمس المقبلة، وكيف ستستجيب للتحديات المتعلقة بالاستدامة، وهل هناك من مبادرات أو شراكات جديدة في الأفق؟
تنمو  جزيرة الاستدامة بشكل طبيعي وفي الاتجاه الصحيح. نحتضن حاليًا شركتين ضمن الفئتين الصغرى والمتوسطة ونخطط للترحيب بجهتين محليتين جُدد لعرض مهمتهما في الجزيرة إلى جانب الجهات الخمسة المتواجدين معنا بالفعل.
نعتبر أنّ الوعي البيئي هو أكثر من مجرد أداة لتغيير السلوك، بل هو أولوية عالمية معقدة تتطلب تفكيرًا ناقدًا ومهارات قيادية متينة. ويكمن طموحنا في جعل كل مدرسة في قطر تستفيد من جزيرة الاستدامة.
يحذونا الأمل بحلول عام 2030 ليحصل كل طالب في قطر على شهادة اعتماد جزيرة الاستدامة قبل تخرجه. فإذا كان الناس يسعون إلى الحصول على شهادات اعتماد المباني الخضراء، فإننا نسعى من جهتنا إلى تعزيز تثقيف الجيل الصاعد ومنحه شهادات اعتماد في مجال الاستدامة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.