خبير الشبكات في الشرق الأوسط يسأل مديري تكنولوجيا المعلومات في السعودية: "هل شبكاتكم مجهزة للقيام بالمهام المنوطة بها في المستقبل؟"

لو أن أي شركة تملك حاسبين فقط، فإنها على الأرجح تملك شبكة معلومات. فالشبكة تمكن الشركات والمؤسسات بسهولة من مشاركة العمليات وتواصلها وتفاعلها وتنفيذها وهكذا في قائمة لا تنتهي. يعتمد عمل العديد من الشركات في الحقيقة بالكامل على شبكة البيانات. وإذا كانت بعض الشركات الصغيرة تملك شبكة بيانات أعلى من متواضعة ربما تربط جهاز خادم صغير ببعض الأجهزة الطرفية، فإن الشركات الكبرى قادرة على إدارة وتشغيل شبكات مراكز البيانات الكبرى بالإضافة إلى الشبكات الإقليمية وعدد من المكونات المرتبطة بالمواقع حول العالم.
بدأت شبكاتنا تئن الآن تحت وطأة أحجام البيانات الهائلة التي تتعامل بها الشركات والحكومات والمستخدمين ويتبادلونها وينقلونها. في الواقع، تتوقع شركة آي دي سي أن بيانات العالم تتضاعف كل عامين، فقد تم إنشاء 1.8 زيتابايت من البيانات1 خلال 2011. ويشعر العديد من المزودين الآن ومؤخرًا وبصورة علنية بتأثير أعطال الخوادم، الذي يسبب قطع الاتصال بين ملايين المستخدمين حول العالم والخدمات على الإنترنت. وما زالت تشعر هذه الشبكات بتداعيات هذه الأعطال في الوقت الحالي. ورغم ضخ الميزانيات الضخمة في نظم وأجهزة استمرار الأعمال من أجل حماية العملاء (وسمعة الشركة أيضًا) من أعطال الخوادم أو مراكز البيانات، لا تحصل الشبكة غالبًا على الاهتمام الذي تستحقه.
يقول سفيان دويك، المدير الإقليمي لشركة دويك للاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الوقت قد حان للتحدث عن شبكات الشركات وما إذا كانت مجهزة لتكون على مستوى القيام بالمهام المنوطة بها أم لا. هل من الممكن أن تخذلك شبكتك في أسوأ توقيت ممكن؟ أم ينبغي أن تتبع الشركة إجراءات ذكية لتخفيف الكارثة؟
الجهل نعمة
من التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات والمؤسسات المعتمدة على التكنولوجيا ضعف قناة التواصل والتفاعل بين مدير الشبكة أو الفريق التقني ومديري الشركة. سيجد مدير الشبكة نفسه في موقف لا يحسد عليه لأنه مطالب بالحصول على تكنولوجيا قوية عالية الكفاءة وصيانتها، ومجلس الإدارة في الوقت نفسه مقيد بالميزانيات والكفاءات. ولا ترى الإدارة العليا غالبًا أي حاجة لإنفاق المال في مشكلة لا تبدو أنها موجودة حتى يصبح الوقت متأخرًا للغاية.
لنعد إلى الأساسيات لبرهة. الشبكة في حقيقة الأمر كيان تجاري معقد وغالبًا ما يساء فهمه. ويستخدم مصطلح الشبكة غالبًا كمصطلح جامع لشبكتين أو ثلاث شبكات – على الأقل واحدة للتخزين (تتسم بالكفاءة وسلامة البيانات المضمونة والأداء المستمر السلس) وشبكة للبيانات (بسعة بيانات غير قابلة للتوقع في الغالب ومستويات محبطة من التعقيد). وتتطلب كل شبكة سويتشات وموائمات للناقل المضيف HBA وبطاقات توصيل الشبكة NIC وكابلات. وهذا التعقيد يشكل ضغطًا يوميًا على وقت إدارة تكنولوجيا المعلومات وميزانياتها واستهلاك الطاقة والتبريد.
تتولى إدارة تكنولوجيا المعلومات مسؤولية بناء أدوات تشخيص أعطال ومشكلات الشبكة ومراقبتها من أجل القيام بأي شكل من أشكال رصد الشبكة. وبينما توفر هذه الأدوات شكلا من أشكال الفحص للسويتشات وسعة البيانات وسير البيانات من خلال الشبكة، فإنها نادرًا ما تغطي كل المتطلبات ولا تقدم التشخيص السريع قبل حدوث الأعطال.
يضمن التخطيط والاختبار وبناء المحاكاة تمتع التطبيقات التجارية بالمرونة والقدرة على استيعاب الضغط، وعدم تعرضها لأي شكل من أشكال التعثر أو التوقف مرة أخرى. يهتم مديرو الشبكة بما تفعله الشبكة، مع عدم معرفة أي شيء عنها وعدم القدرة على تنفيذ أي ترقيات أو تحسينات في مكوناتها. إن معرفة الاختناقات وأماكن حدوثها وما إذا كانت الشبكة تقترب من أقصى طاقتها، وما إذا كانت مكونات الشبكة على وشك الانهيار كلها أسئلة مهمة للحفاظ على قوة وكفاءة الشبكة.
الاستعداد للتغيير
التغيير التجاري متغير رئيسي في قدرة الشبكة، سواء كان هذا التغيير عبارة عن عدد ضخم من الموظفين الجدد أو صفقة اندماج مع شركة أخرى أو تقديم خدمة أو منتج جديد يعتمد على توزيع الشبكة. كيف يمكن لشركتك أن تبرر التغيير التجاري إذا لم تكن تعرف أنها توشك على الانهيار الداخلي المفاجئ؟ ينبغي أن تتمتع الشبكة بالمرونة اللازمة الكافية لمواكبة الطلب في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المستقبل. ويجدر ذلك بالمؤسسات التي تعتمد على الشبكة لتقديم الخدمات والمنتجات لعملائها.
ينبغي الاستعداد لترقيات النظم والتطبيقات التجارية الجديدة وأي شيء قد يستهلك سعة الشبكة. فمن الممكن أن تتكرر التغييرات في الشركة أو الشبكة كلها، ومن الصعب التعامل مع هذه المواقف.
مستقبل قاتم
في ضوء الانتشار الواسع للحوسبة السحابية، والاتصالات النقالة على مستوى المؤسسات والشركات والحوسبة الافتراضية، من المهم فهم ومعرفة مدى استعداد الشبكة لدعم النمو المخطط للشركة والاستجابة بسرعة للفرص غير المتوقعة بدون أي تغييرات هيكلية مكلفة أو مستهلكة للوقت. يحتاج مديرو الشركة أيضًا إلى التحكم في مستويات توقعات العملاء وإدارة تثقيف وتوعية المستخدم بأي نمط جديد للشبكة.
بينما تقدم الحوسبة السحابية والافتراضية مزايا هائلة من حيث تحسين الكفاءة، فإن ذلك يضيف إلى المطالب المفروضة على بنية الشبكة التحتية. وكلاهما يعنيان بوضوح حركة المزيد من البيانات عبر شبكات الشركة خارج الجدار الناري، أما الحوسبة الافتراضية فتعتمد على خادم واحد لاستضافة عدة آلات افتراضية ومواكبة الطلب خلال فترات الذروة. تتميز الحوسبة السحابية بتطبيقاتها الموزعة التي تستقر على آلات مختلفة وكل الأجزاء المختلفة الفعالة في العملية التجارية الحيوية.
"...نحن بحاجة إلى سعة مضاعفة لإطلاق الغد..."
لا تنتهي قضية الشبكة عند هذا الحد، فمديرو الشركات بحاجة إلى إدراك أن الشبكة هي القاعدة التي تعتمد عليها كل الأعمال الجارية، ويعتمد على دورها كل نمو الشركة في المستقبل. يحتاج مديرو الشركات في ظل بيئة تجارية سريعة الإيقاع في الوقت الحالي إلى الاستجابة ومن ثم امتلاك رؤية ومعلومات عن العناصر الحيوية لأي شركة. وستكتسب الشركة أو المؤسسة ميزة تنافسية جوهرية بفضل القدرة على المرونة والاستجابة السريعة للتغيير بدون التأثير على الأداء سواء كان ذلك لزيادة السعة خلال 24 ساعة أو فقط لإضافة المزيد من الموظفين. ومن أجل هذا السبب تحقق تقنيات مثل الإيثرنت النسيجية إنجازًا كبيرًا في بناء الشبكات التي تتميز بالتكامل والكفاءة العالية والقوة والمرونة والقدرة على التحمل.
يتطلب الحفاظ على الشبكات التي يتم صيانتها ومراقبتها جيدا والتي تحقق المرونة والقدرة على التحمل إذا حدث خطأ أو مشكلة نقل قدر من الثقة إلى مدير الشبكة، بحيث لا يتم تخصيص الميزانية في الدقيقة الأخيرة، حينها قد يكون الوقت متأخرًا للغاية. إذ تضمن الرؤية الشاملة (لفريق الشبكة والشبكة نفسها) والاستعداد والتخطيط والسيطرة الصارمة على المشروعات والترقيات والتطبيقات ملاءمة الشبكة واستعدادها للمستقبل ورسوخها في جدول أعمال الشركة.
خلفية عامة
بروكيد
توفر "بروكيد" حلول شبكات مبتكرة تساعد المنظمات على العبور بسلاسة إلى عالم الواقع الافتراضي حيث يمكن للتطبيقات والمعلومات أن تتواجد في أي مكان، وتقوم هذه الحلول بتوفير قدرات فريدة من نوعها لبنية تكنولوجية تحتية أكثر مرونة مع بساطة لا مثيل لها، وتواصل مستمر، وتحسين للتطبيقات، وحماية للاستثمار.