دراسة توضح سوء استخدام المضادات الحيوية في بعض العيادات الخاصة في قطر

بيان صحفي
تاريخ النشر: 02 أبريل 2017 - 06:15 GMT

مؤسسة حمد الطبية
مؤسسة حمد الطبية

حذرت مؤسسة حمد الطبية الجمهور من سوء استخدام المضادات الحيوية مشيرة إلى دراسة مرجعية نُشرت في المجلة الدولية للأمراض الانتقالية وكشفت أن نصف المضادات الحيوية تقريباً التي يتم وصفها في العيادات الخارجية الخاصة في قطر قد تكون غير ضرورية. وركزت الدراسة على أن سوء استخدام المضادات الحيوية يهدد فوائد هذه الأدوية الهامة.

وقام فريق مؤلف من أطباء وباحثين من مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة وجامعة قطر، تحت قيادة البروفيسور أديل أجود بات، نائب رئيس شؤون الهيئة التدريسية في قسم الباطنة ومدير وحدة البحوث الاكلينيكية في مجال الوبائيات بمؤسسة حمد الطبية، بتقييم أكثر من 75 ألف من مطالبات التأمين الصحي المتعلقة بوصفات المضادات الحيوية. فوجد هذا الفريق أن 45 في المائة منها قد وصفت لعلاج حالات لا تتطلب عموماً استخدام المضادات الحيوية.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور بات: "كشفت نتائج هذه الدراسة أن معظم المطالبات كانت لمضادات حيوية تم وصفها بشكل خاطئ لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي والتي يكون سببها فيروسات لا تحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية أصلاً."

وشددت هذه الدراسة التي نظرت في النمط المتبع في وصف المضادات الحيوية للمرضى في العيادات الخاصة بقطر خلال الفترة بين مايو 2014 وديسمبر 2015 على أهمية عدم الافراط في وصف هذه الأدوية لاسيما في الحالات التي تكون فيها الالتهابات قابلة للشفاء تلقائياً بعد فترة زمنية محددة.

ومن جانبه، أوضح البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، رئيس قسم الباطنة بمؤسسة حمد الطبية أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يؤدي إلى ظهور التهابات مقاومة لهذه الأدوية مما يزيد من مخاطر انتقالها إلى أشخاص آخرين مسببة لهم أمراض خطيرة  وقد تؤدي الى الوفاة نتيجة مقاومة هذه الجراثيم للمركبات الدوائية أو مسببات المرض.  

وأضاف الدكتور أبو سمرة قائلاً: "تعد المضادات الحيوية من أكثر الوسائل فعالية لمكافحة الالتهابات التي تهدد حياة المريض. فهي تقضي على الالتهابات التي كانت تودي بحياة المريض سابقاً مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي.  إلا أن الاستخدام الخاطئ أو المفرط للمضادات الحيوية يسهم في تزايد مقاومة الميكروبات لهذه الأدوية المضادة. والاستمرار في سوء استخدام مضادات الميكروبات سينال من قدرتنا على معالجة المرضى الذين يعانون من أمراض والتهابات مميتة."

ولفت البروفيسور بات إلى تزايد دولي في مقاومة الميكروبات للأدوية المضادة على مدى السنوات القليلة الماضية، وأن هذا الوضع قد تفاقم بسبب محدودية الأدوية الجديدة التي تم اكتشافها مؤخراً، مشيراً إلى أن القوة الدافعة الرئيسية لهذا التزايد هو الاستخدام الخاطئ أو المفرط للمضادات الحيوية ولاسيما في التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

وأوضح قائلاً: "تشكل المضادات الحيوية أداة هامة للتخفيف من أعراض الالتهابات الجرثومية وهي تستطيع مساعدة المرضى على استعادة عافيتهم بسرعة أكبر.  إلا أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يمكن أن يتسبب في ظهور أنواع مختلفة وعديدة من الميكروبات التي تتمتع بمناعة ضد هذه الأدوية.  وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية أكثر شيوعاً ولم يعد بالإمكان علاج بعض الأمراض بفعالية كما كان عليه الوضع في الماضي."

وأكد البروفيسور أبو سمرة من جانبه على ضرورة التزام المرضى بتوصيات الطبيب موضحاً أن مفعول المضادات الحيوية ينحصر في علاج الالتهابات التي تتسبب بها الميكروبات وليس الالتهابات الناشئة بسبب الفيروسات.

وقال في هذا الصدد: "يطلب بعض المرضى المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الشائعة التي تتسبب بها الفيروسات مثل السعال والزكام والانفلونزا.  إلا أن هذه الأدوية غير فعالة لعلاج هذه الحالات المرضية، أما سلالات الجراثيم العقدية التي تتسبب في التهاب البلعوم وإلتهاب السحايا، والالتهاب الرئوي فغالباً ما تكون مقاومة للمضادات الحيوية."

ودعا البروفيسور أبو سمرة المرضى إلى توخي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية وذلك للحؤول دون تزايد مقاومة الميكروبات لها وعدم تناولها إلا في الحالات التي تستدعي ذلك ووفقاً لتوجيهات الطبيب.  كما شدد على أهمية تناول المرضى لكامل الكمية والجرعة الموصوفة من المضاد الحيوي، قائلاً:  "يشعر أحياناً المريض بالتحسن قبل أن يتمّ القضاء على البكتيريا بشكل كامل فيتوقف عن تناول الدواء. إلا أن المضادات الحيوية تتطلب عادة أيام عديدة وأحياناً أسابيع للتخلص من الالتهاب بشكل كامل وذلك تبعاً للحالة الطبية التي يعاني منها المريض. "

خلفية عامة

مؤسسة حمد الطبية

تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة. 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن