روتا تجمع أكثر من 15 مليون دولار لصالح مبادراتها التعليمية خلال حفل العشاء الخيري السادس

شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، حفل عشاء روتا الخيري السادس، مساء اليوم (السبت ١٩ نوفمبر) في الشقب. وجمعت مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) أكثر من 15 مليون دولار أمريكي خلال الحفل لصالح مبادراتها التعليمية في آسيا والشرق الأوسط.

شارك بالحفل, كل من صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، وعدد من أصحاب السعادة والسمو.

وعلقت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، في معرض كلمتها الملهمة خلال الحفل بالقول: "إن العالمَ اليوم يعيش صراعات مختلفة طالت مناطق جديدة معها زادت التحديات المصاحبة، وعلى رأس هذه التحديات قضية اللاجئين التي تسببت في إضافة ملايين الأطفال إلى قائمة المحرومين من التعليم". وأضافت "لننظر إلى سوريا كمثال واضح على ذلك،  فلدينا هناك أكثر من 5 ملايين طفل حُرموا من الالتحاق بالتعليم، و400 ألف غيرهم يواجهون خطر ترك مقاعد الدراسة بين عشية وضحاها. هذه التحديات الجديدة وإن كانت تعني مضاعفة جهودنا وضرورة تعزيز تكاتفنا للتغلب عليها، إلا أنها تزيدنا إيمانًا برسالتنا النبيلة، بأن التعليم هو السبيل لإنهاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار والعبور نحو مستقبل مزدهر".

ومن بين أبرز حضور حفل العشاء، الذي أقيم برعاية مجوهرات الماجد، الراعي الذهبي، وشركة سكك الحديد القطرية (الريل)، الراعي الفضي، اللورد مارك بالتيمور، نائب رئيس مجلس إدارة دار سوثبيز- أوروبا، وكارولين شوفيلي، الشريك المؤسس لشوبار، والممثلة الكويتية سعاد عبد الله، والممثل الكويتي عبدالحسين عبد الرضا، ورؤساء تنفيذيون وأصحاب الشركات الكبرى في قطر.

وتابع الحضور في هذه الأمسية الراقية فيلم وثائقي عن قيام غانم المفتاح، سفير روتا للنوايا الحسنة، بجمع مليون ريال قطري لحملته "معاك نوصل المليون"، التي أطلقها في يناير 2015، والتي يعود ريعها إلى إعادة تأهيل المرافق الرياضية في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.

كما استمتع ضيوف حفل العشاء بالأداء المتميز لمالك جندلي، الذي قام بعزف بعض مؤلفاته الموسيقية، ورافقه كل من لارا متكالف على تشيللو وعبد الرحيم السعيدي على العود، بالإضافة إلى أداء كورال سوار، فرقة كورال الشباب الرائدة في قطر التي أسستها قناة الجزيرة للأطفال.

ويعتبر الموسيقار مالك جندلي مؤسس منظمة "البيانو من أجل السلام"، وهي منظمة غير ربحية ترمي إلى إثراء المجتمع عبر دعم الموسيقى، كما أنه أطلق مسابقة مالك جندلي الدولية على آلة البيانو للشباب، الهادفة إلى تشجيع الشباب حول العالم على تبني الفنون الموسيقية في أوطانهم الأصلية. ويسهم الموسيقار جندلي بشكل مستمر في المبادرات الدولية لمنظمة اليونيسيف، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة أنقذوا الأطفال.

كما تم تكريم السيد أحمد السوافيري بجائزة الإنجاز مدى الحياة ضمن حفل عشاء روتا الخيري، احتفاءً بجهوده المتفانية وعمله الدؤوب والتزامه كمدرس متطوع في منطقة الشرق الأوسط. وقد فقد الشاب الفلسطيني، ابن الـ 25 ربيعاً، رجليه ويده اليسرى في غارة إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة عام 2008، ولكنه ما لبث أن كرس حياته في سبيل تعليم الأطفال. ويمثل المدرس الشاب قدوة لآلاف الأطفال في كافة أنحاء العالم العربي، ومصدراً للإلهام عبر قصة نجاحه في التفوق على الصعاب، وتحقيق أحلامه وطموحاته رغم كل العوائق.

من جانبه عبّر رامون بونت، نائب رئيس مؤسسة نادي برشلونة، وعضو مجلس إدارة نادي برشلونة، عن فخره بالمشاركة في حفل العشاء، قائلاً: "إنه لفخر عظيم لمؤسسة نادي برشلونة أن تشارك في مبادرة روتا الرائعة التي تسعى لتحقيق أهداف تعليمية مهمة ونبيلة من شأنها أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة آلاف الأطفال في آسيا".

وأقامت دار سوثبيز العالمية المرموقة مزادًا علنيًا لمجموعة من المقتنيات الفريدة خلال الأمسية، تضمنت ساعة نادرة من باتيك فيليب، وقلادة من اللؤلؤ الطبيعي القطري (الجيون) تبرعت بها مجوهرات الماجد، وساعة لويس موينت فاخرة ومحدودة من قطع نيزك تبرعت بها مجوهرات الفردان، وخزانة سفر فاخرة من هيرمز تبرع بها السيد وسام المانع، وسيارة بي إم دبليو 2017 إم 3 (صنع خاص للذكرى السنوية الـ30) تبرعت بها شركة الفردان للسيارات، ورحلة إلى الفضاء لشخصين.

بدوره قال السيد ناتشو ميستري، الرئيس التنفيذي لنادي برشلونة: "يعود الفضل في نجاح ونمو حملة 1 من 11 إلى التزام روتا ومنظمة اليونيسيف ومؤسسة نادي برشلونة بالمشروع، فضلاً عن تضافر جهودهم نحو تعزيز التعليم عبر ممارسة الرياضة في مختلف أنحاء آسيا".

وعلى هامش الحفل، تحدث السيد عيسى المناعي، المدير التنفيذي لمؤسسة روتا، قائلاً: "يهدف حفل العشاء الخيري الذي تنظمه روتا كل سنتين إلى جمع التبرعات لمشروعات روتا التعليمية التي تمكّن الفئات المهمشة في آسيا والشرق الأوسط من الوصول إلى المرافق التعليمية النوعية. ويعكس شعار حفل العشاء لهذا العام "يدًا بيد، لرسم غدٍ أفضل"، أهمية ما يمكن إنجازه من خلال تكاتف الجهود من أجل خدمة الفئات المحرومة. وأسوة بالسنوات الماضية، شهد حفل العشاء نجاحًا باهرًا، وتعرب روتا عن جزيل امتنانها للضيوف الكرام على كرمهم وعطائهم السخي، حيث ستساعد تبرعاتهم في تعزيز مشروعاتنا التعليمية التي تمكّن الشباب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة وإحداث تأثير إيجابي دائم في مجتمعاتهم".

وسيعود ريع تبرعات حفل العشاء الخيري إلى تمويل مبادرات روتا الحالية والمستقبلية التي تدعم عددًا كبيرًا من الشباب المحرومين، ومنهم اللاجئين السوريين من خلال مشروع "الشوق للدراسة" في لبنان، و"كان لدي حلم" في الأردن، و"مشروع الغد" في تركيا. كما سيتم تمويل مشروعات روتا الأخرى، ومنها مشروع "إعادة الأمل" في اليمن، ومشروع "فرص للحياة" في بنغلاديش، بالإضافة إلى حملة 1 من 11 في إندونيسيا، وهي الحملة التي أطلقتها روتا بالتعاون مع الشركاء في مؤسسة اليونيسف ومؤسسة نادي برشلونة.

وفي معرض إشادته بجهود روتا على مدى العقد الماضي، قال جيرت كابيلاري، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة اليونيسيف: "تواصل روتا جهودها الرامية إلى إحداث أثر كبير في حياة آلاف الأطفال والشباب في جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط من خلال مشروعاتها التعليمية بالغة الأهمية. ونهنئ روتا بذكرى تأسيسها العاشرة، كما نثني على جهودها الجبارة في مواصلة العمل من أجل ضمان فرص التعليم المتميز لجميع الأطفال حول العالم".

وأعرب السيد جميل بن مهدي الماجد، نائب رئيس مجلس إدارة مجوهرات الماجد، عن افتخاره برعاية الأمسية بالقول: "نتشرف بأن يرتبط اسم مجوهرات الماجد بحفل عشاء روتا الخيري والراقي، الذي يهدف إلى تعزيز مبادرات روتا التعليمية في جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط ".

وبدوره قال المهندس عبد الله بن عبد العزيز السبيعي، العضو المنتدب ورئيس اللجنة التنفيذية لشركة سكك الحديد القطرية (الرّيل): "من دواعي سرور شركة سكك الحديد القطرية (الرّيل) أنها تمكنت من دعم مبادرات روتا التنموية والاجتماعية الهامة عبر مشاركتنا برعاية هذا الحفل. ونحن في (الريل) ملتزمون بدعم المبادرات الإنسانية التي من شأنها تذليل العقبات أمام تحسين المجتمع وتطويره، فالتعليم حق أساسي للجميع، وهو من أهم أدوات مكافحة الفقر".

وتولت تقديم الحفل الإعلامية لجين عمران، سفيرة روتا للنوايا الحسنة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية. ومنذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة من قبل منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية عام 2011، قامت لجين بزيارات عدة إلى غزة وكينيا والصومال ومخيمات اللاجئين السوريين في لبنان.