كيف أصبحت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمالParis HEC في الدوحة محفّزًا على النهوض بريادة الأعمال في قطر
  تواصل جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمالParis HEC  في الدوحة، الجامعة الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، إسهاماتها في إحداث تأثير متنامٍ على مشهد ريادة الأعمال في قطر. فظهور مجموعة من الشركات الناشئة التي تركز على الصحة والاستدامة لا يعكس مجرد تحوّل في مسارات نمط العيش فحسب، بل حركة أوسع يتولى قيادتها جيل جديد من رواد الأعمال الحريصين على تحقيق الأهداف المنشودة وإرساء بيئة عمل ذات رؤية مستقبلية تؤثر إيجابًا على مناخ الأعمال التجارية.
من بين هذا الجيل، يبرز ثلاثة خريجين ناجحين من جامعةParis HEC  في الدوحة وهم: ليلى الدوراني، نويد بوكر، وغانم السليطي، يسلك كل منهم طريقًا مميزًا في القيادة المؤثرة. 
لا تخفي ليلى الدوراني، مؤسِّسة "رو ميدل إيست" (Raw Middle East)، وهو مصنع مخصص في الأغذية والمشروبات النباتية، أن الفضل في تغيير نهجها نحو الابتكار وريادة الأعمال والقيادة يعزى بالأساس إلى جامعة Paris HEC  في الدوحة. وتقول في هذا الصدد: ”لقد منحتني هذه الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر الثقة لاتخاذ مخاطر محسوبة العواقب، ومقاربة التحديات على أنها فرص لتحقيق التغيير الإيجابي".
لم يقتصر مسارها الأكاديمي في جامعةParis HEC  في الدوحة على تعلّم الإطارات المرجعية للتدريس فحسب، بل على اكتساب العقلية التي تتيح تحقيق التأثير الفعال من خلال ريادة الأعمال" في قطر والشرق الأوسط.  وتوضح الدوراني أنها حظيت بدعم وإرشاد من أصدقاء جامعيين ومبتكرين وقادة في تطوير الأعمال، مما كان له أبلغ الأثر على نمو مشروعها.
وقالت إن "العديد من الشراكات وعلاقات العمل في مجال ريادة الأعمال والرعاية الصحية نشأت بفضل شبكة من الأصدقاء ورجال الأعمال التي بنيتها في جامعةParis HEC  في الدوحة". وأشارت إلى أن بيئة الإرشاد والتعلم من الأقران دفعتها، كرائدة أعمال، إلى التفكير من منظور عالمي، دون إغفال البعد المحلي لنشاطها.
بالنسبة إليها، فإن جامعةParis HEC  في الدوحة، تسهم في الارتقاء بمستوى التعليم التنفيذي في المنطقة، إذْ تخرج فيها جيل جديد من القادة الذين يتمتعون بالكفاءة العالمية مع تمسكهم بالقيم المحلية. في هذا السياق، تقول: "يكمن أكبر إسهامات هذه الجامعة في تكريس ذهنية الابتكار والقيادة الأخلاقية، وتشجيع المهنيين ليس فقط على بناء مشروعات ناجحة، بل أيضًا على الدفع بعجلة تنمية الاقتصاد والمجتمع الإقليمي". 
وفي ظل تنامي وعي المستهلكين بالصحة والاستدامة في قطر والمنطقة، أصبحت شركة الدوراني تركز بشكل متزايد على التثقيف وتيسير الوصول وتوظيف النكهات المألوفة.  وتحتل الاستدامة حجر الزاوية في دينامية عملياتها، بدءًا من تحويل نفايات الطعام إلى سماد، مرورًا بالتطلع للتغليف المستدام بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2027، ووصولًا إلى استكشاف سبل شراكات مع المزارع المحلية لتقليل البصمة الكربونية وتعزيز سلاسل التوريد المحلية كما أشارت إلى أن مصنع "رو ميدل إيست" يقوم يوميًا بتحويل 4000 كجم من النفايات العضوية إلى تربة خصبة، علاوة على إعادة تدوير جميع الصناديق والورق المقوى.
تنصح الدوراني رواد الأعمال المستقبليين بالعمل وفق أهداف محددة، مع الجمع بين الابتكار والتأثير، وبجعل القيم المحركَ الرئيسي لاتخاذ القرارات، وإعطاء الأولوية للمثابرة والأصالة والإسهام الهادف.
بالنسبة لنويد بوكر، مؤسس "دايتشر" (Dieture) - أحد مراكز الحمية الرائدة في قطر - فقد غيرت جامعة Paris HEC  في الدوحة طريقة تفكيره بشأن التدرج في التسيير والابتكار والتنفيذ المنضبط.
خلال مشروعه النهائي بالجامعة، واجه بوكر تحديًا يتمثل في تصميم مسارات استراتيجية لتوسيع نطاق مركزه، مما ساعده على الارتقاء من مجرد الأفكار الجيدة إلى خيارات تجارية منظمة وقابلة للاختبار.
وقد ساعده هذا النهج المنظم في تحويل "دايتشر" من مفهوم يقوم فقط على تقديم وجبات غذائية إلى نظام بيئي قابل للتطوير يدمج بعناية قصوى الأغذية النظيفة والتشخيصات والرؤى الصحية الشخصية.
وأشار إلى أن شبكة الأصدقاء التي كوّنها في جامعةParis HEC  في الدوحة  لعبت دورًا حيويًا في إطلاق مسيرته المهنية، لا سيما من خلال الإرشاد والتواصل مع  قادة في قطاعي الحكومة والصناعة وجذب العملاء في مرحلة مبكرة. كما أسهمت المعارف والمهارات التي اكتسبها في هذه الجامعة في تسريع تطور وتيرة نشاط شركته وساعدته على تطوير أهداف العلامة التجارية والتحقق من صحة المنتجات والوصول إلى الأسواق.
وأكد بوكر أن التأثير الكبير الذي تمارسه جامعةParis HEC  في الدوحة يسهم في رفع مستوى ريادة الأعمال في قطر، لافتًا إلى أن "هذا دليل على أن الجامعة تشكل القادة، ولا تقتصر مهامها على توفير  الإطار المرجعي للتدريس فقط". 
وذكر أن دخوله قطاع الأغذية الصحية جاء في أعقاب تجربة شخصية عاشها عندما كشف تشخيص إصابة والده بالخرف جراء المضاعفات الصحية للسكريات الخفية والمكونات الصناعية التي تستعمل في العديد من مواد التغذية.
تتمثل مهمة "دايتشر" في جعل الأغذية التي تحسن الصحة متاحة وممتعة. ولفت إلى أن دراسة برنامج الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال التي تلقاها في جامعةParis HEC  في الدوحة، ساعدته  بشكل كبير على تجاوز التحديات المبكرة، وإضفاء الطابع الاحترافي على الشركة، وبناء ثقافة متجذرة في النمو المنظم والابتكار. وأكد أن المستهلكين القطريين أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية الصحة، مما يحيل على ضرورة زيادة الاستثمار في البحوث والتطوير والإنتاج الداخلي لضمان الجودة والشفافية.
واستشرافًا للمستقبل، أشار بيكر إلى أن مركز "دايتشر" يخطط للتوسع في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي، مع الحرص في الوقت ذاته على تعميق برامج الصحة المؤسسية في قطر.
أما رائد الأعمال، غانم السليطي، مؤسس "إفر جرين أورغانيكس" و"مجموعة إنبات"، فقد سلك هو الآخر مسارًا مختلفًا ركّز فيه على إعادة التواصل بين الناس والغذاء الطبيعي. في هذا الصدد، يقول: "لقد أدركت مدى بُعدنا عن التغذية الصحية، خاصةً بين أوساط الشباب".
ما بدأ كأول مقهى نباتي بالكامل في قطر نما منذ ذلك الحين ليتفرع إلى عدة أنشطة تشمل مجالات التغليف المستدام والرفاء وإعادة التشجير. 
والجدير بالذكر أن السليطي كان قد عاد إلى مقاعد الدراسة في جامعة Paris HEC  في الدوحة، بعد ثماني سنوات من إطلاق شركته، وهي العودة التي شكلت نقطة تحوّل أثرت وصقلت  تجربته المهنية. ويقول بهذا الخصوص: "قبل دخولي هذه الجامعة، كان الدافع الوحيد لدي يكمن في الشغف؛ وبعد الانتهاء من برنامجي في الجامعة، تعلمت كيف أحافظ على هذا الشغف من خلال بناء الاستراتيجية الناجحة". 
وأضاف:"لقد علمتني هذه الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر أن تحقيق الأهداف يحتاج إلى نموذج عمل قوي لكي يستمر. وقد غيّر هذا التحوّل طريقة تفكيري بشأن إدارة "مجموعة إنبات"، ومنحني فهمًا أوسع للقيادة، التي لا تُبنى عن طريق السيطرة، بل عبر إرساء أواصر التعاون والتنسيق وزرع الثقة".
وخلص السليطي إلى أن "رؤيتنا تتمثل حاليًا في تجاوز نطاق الأعمال التجارية، للانخراط في بناء نظام بيئي يلهم التغيير. لذلك، تعمل "مجموعة إنبات" على توسيع نطاق أنشطتها لتشمل البحوث والاستشارات والتعليم، وعيننا على مساعدة الآخرين على الانتقال نحو الاستدامة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.