كيف يطبق طلاب مؤسسة قطر الاستدامة في مدارسهم لبناء مستقبل أخضر؟

بيان صحفي
تاريخ النشر: 01 ديسمبر 2025 - 02:33 GMT

كيف يطبق طلاب مؤسسة قطر الاستدامة في مدارسهم لبناء مستقبل أخضر؟

في مدارس مؤسسة قطر، لا تُدرّس الاستدامة كمفهوم نظري فحسب، بل تتحول إلى ممارسة يومية تُمكّن الطلاب من المساهمة الفعلية في حماية البيئة. فمن إعادة تدوير زيت الطهي المُستعمل، مرورًا بتحويل النفايات العضوية إلى تربة خصبة لزراعة الخضراوات، يُظهر الطلاب كيف يُمكن للأفعال والخطوات الصغيرة أن تُحدث تغييرًا بيئيًا مستدامًا، مُسهمين بذلك في بناء مستقبل أكثر نظافة وأكثر اخضرارًا.

في أكاديمية قطر للقادة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، تبتكر مجموعة من الطلاب حلولًا بيئية بإعادة تدوير زيت الطهي، وزيت الزيتون منتهي الصلاحية، وبقايا الطعام، لصناعة صابون وسماد صديق للبيئة، وتحويل النفايات اليومية إلى منتجات تستفيد منها مدرستهم، وأيضًا كوكب الأرض.

وشرح سعود عبد العزيز المريخي، طالب قطري يبلغ من العمر 15 عامًا، آلية إعادة التدوير، قائلًا: "نقوم أولًا بتصفية الزيت وتنظيفه، ثم نخلطه مع محلول قلوي - هيدروكسيد الصوديوم للصابون الصلب وهيدروكسيد البوتاسيوم للصابون السائل. نضيف بعد ذلك عطورًا طبيعية من أوراق الريحان والليمون وإكليل الجبل، ونترك الخليط لبعض الوقت ليتحول إلى صابون. وبعد تجهيزه، نستخدمه في تنظيف مدرستنا ونتشاركه مع مدارس أخرى ضمن فعاليات التوعية البيئية".

وقال المريخي، متحدثًا عن أهم ما تعلمه هو وزملائه من هذا المشروع: "لقد تعلمت أن النفايات يمكن أن تصبح ذات قيمة حين نفكر بطريقة علمية. لقد كان من الرائع أن نرى كيف يتحوّل زيت المطبخ البسيط إلى صابون وكيف تصبح بقايا الطعام سمادًا يُنبت نباتات مختلفة. كما اكتسبنا معرفة أكبر بالتفاعلات الكيميائية وكيف يمكن أن تبدأ الاستدامة من مدرستنا".

يطمح المريخي هو وزملاؤه الآن إلى توسيع نطاق المشروع بالتعاون مع شركاء محليين، بمن فيهم المزارعون، لإعادة تدوير كميات أكبر من النفايات، وجعل المشروع  نموذجًا يحتذى به في المدارس الأخرى في قطر.

وفي الوقت نفسه، يقوم طلاب أكاديمية قطر - السدرة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بزراعة الأعشاب والخضراوات، مثل الخزامى والبندورة والنعناع والخس، في حديقتهم الداخلية من خلال "مبادرة البيت الأخضر".

ويتعاون المشاركون الشباب في إطار هذه المبادرة، التي يقودها الطلاب حصريًّا، في تحديد أنواع المزروعات وكيفية العناية بالحديقة، مع مراقبة نموها وتسجيل ملاحظاتهم. كما يجري حثهم على قيادة ورش عمل، وتقاسم ما تعلموه مع الآخرين، علاوة على اقتراح مبادرات جديدة.

وقد أصبحت مبادرة "البيت الأخضر" جزءًا لا يتجزأ من وحدات البحث في أكاديمية قطر - السدرة، مما يربط التعلم بين مختلف المواد الدراسية. يطبق الطلاب مفاهيم العلوم والرياضيات في سياقات واقعية، مستكشفين دورات حياة النبات واستدامته، وقياس النمو، وتمثيل البيانات. تدعم دروس اللغة والفنون عملية التأمل والإبداع من خلال الكتابة، ومشاركة الأفكار، وتصميم المشاريع باستخدام مواد مُعاد تدويرها. في الفصل الدراسي المقبل، تهدف المدرسة إلى إطلاق "البيت الأخضر" لربط التعلم باختيارات غذائية صحية وصديقة للبيئة.

تشرح ماريا دهملي، البالغة من العمر ثماني سنوات، سبب انضمامها إلى البرنامج قائلةً: "انضممتُ إلى هذا المشروع لأنني أحب فكرة مساعدة الأرض وتعلم كيف تنمو النباتات. إن الاستدامة تمثل إحدى قيمنا في أكاديمية قطر - السدرة، لذلك أردتُ أن أعيش هذه القيمة وأحدث تغييرًا إيجابيًا في البيئة".

وتضيف: "العمل في الحديقة يساعدنا على تقدير الجهد المبذول في زراعة ما نستخدمه في الطعام، فنُهدر أقل، كما يُظهر لنا كيف يمكن للمخلفات أن تُصبح مفيدة مرة أخرى. ويجعلنا نهتم أكثر بالبيئة لأننا نرى كيف تعمل النباتات والحشرات معًا للحفاظ على التوازن الطبيعي".

يتضمن البرنامج أيضًا تعلم التسميد، وكيف يُمكن للعادات اليومية أن تُحدث فرقًا. وعن ذلك، تقول دهملي: "لقد فوجئتُ بمعرفة مدى فائدة المخلفات. الآن أحتفظ بأشياء مثل بقايا الخضراوات وقشور البيض لاستخدامها كسماد بدلاً من رميها، مما يُساعد في تقليل النفايات وتسميد التربة".

وتقول سارة داود، معلمة في أكاديمية قطر - السدرة، المرحلة الابتدائية، وجزء من مبادرة "البيت الأخضر"، إن تشجيع الشباب على فهم أبعاد الاستدامة واحتضانها يعد أمرًا ضروريًا، لأن العادات التي يتم تبنيها منذ سن مبكرة مرشحة لتستمر مع الفرد طوال حياته.

تقول داود: "تلعب مدرستنا، الحاصلةً على شهادة البكالوريا الدولية، دورًا محوريًا في توفير تجارب تربط المعرفة بالعمل، من خلال أنشطة مثل البستنة ومشاريع إعادة التدوير، وورش العمل البيئية". وتضيف: "يتعلم الطلاب أهمية الخيارات التي يتخذونها، مع أن ذلك يتيح للمدارس أيضًا تعزيز القيادة والمسؤولية والوعي. ومن خلال مساعدة الطلاب على فهم أن الاستدامة ليست مجرد مادة دراسية، بل هي أسلوب حياة. ومن خلال دمج هذه المبادئ في المناهج الدراسية وثقافة المدرسة، نمكّن الطلاب من أن يصبحوا مواطنين، يمتلكون الوعي البيئي والقدرة على التأثير إيجابًا في مجتمعاتهم والعالم".

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن