طلبة معهد مصدر يشاركون مجتمعات عديدة في آسيا وإفريقيا الخبرات التي اكتسبوها في حقل الاستدامة

انطلاقاً من كونه مؤسسة جامعة بحثية للدراسات العليا تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، وباعتباره أحد الأعمدة الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية مصدر وتحقيق أهدافها بشأن التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والتوصل إلى حلول فاعلة للتصدي لأصعب التحديات التي تواجهها البشرية، ولا سيما تغير المناخ.
ورغم أن نقل المعرفة في مجال الاستدامة وأبحاث الطاقة النظيفة تمثل مجالات تركيزه الأساسية، يواصل معهد مصدر نقل دروس الاستدامة إلى خارج حدود منطقة دول مجلس التعاون الخليجي نحو مناطق في آسيا وأفريقيا لتحقيق الفائدة للمجتمع ككل. وباختصار، تشمل الجهود التي يبذلها المعهد في قطاع الاستدامة دعم وتحسين مستوى التنمية البشرية المستدامة، ولاسيما من خلال دورة حلول الطاقة والفقر التي يقدمها المعهد سنوياً.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، زار طلاب برنامج حلول الطاقة والفقر، الذي يشرف عليه الدكتور سكوت كينيدي، عميد الأبحاث في معهد مصدر، في إطار برنامج هندسة وإدارة النظم، مجتمعات ريفية في شمال الهند، ومنطقة صباح في ماليزيا، ولوساكا في زامبيا. وقدمت هذه الزيارات للطلاب فرصة الاطلاع عن قرب وبشكل مباشرعلى مقدارالوقت والجهد الذي تبذله تلك المجتمعات لمواجهة التحديات، وحتى اليومية منها.
وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: "يحافظ معهد مصدر على ريادته في ميدان نقل المعرفة وإعداد وتوجيه العقول المبدعة في مجال الابتكار والاستدامة. وفي الوقت نفسه، وفي ظل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة للبلاد، يواصل طلابنا العمل على العديد من المشاريع المستدامة بالتعاون مع المجتمعات المحلية في عدة مناطق. ومن خلال هذه المشاركة الفعالة، يحقق معهد مصدر هدفه المتمثل في المساهمة في التنمية المجتمعية المستدامة".
ويركز برنامج حلول الطاقة والفقر على تصميم أنظمة طاقة فعالة ومنخفضة التكلفة بما في ذلك الطاقة المائية، والطاقة الشمسية، والمولدات الكهربائية وتوربينات الرياح، ووقود الكتلة الحيوية، لتوفير الطاقة والحرارة. ويعد هذا البرنامج اختيارياً،حيث يقوم الطلبة من خلاله بمعالجة مشكلة الفقر المتعددة الأوجه وجميع القضايا المرتبطة بها، وفي الوقت نفسه تعزيز سبل الحصول على الطاقة للتخفيف من حدة الفقر.
وفي إطار البرنامج، تباشر الفرق الطلابية العمل على مشروع يستمر فصلاً دراسياً كاملاً ويركز على أحد جوانب مشكلة الفقر والتنمية المستدامة. ويسعى البرنامج إلى تزويد الطلاب بفهم شامل للقضايا المعقدة التي تواجهها المجتمعات النامية واحتياجاتها ذات الصلة بالطاقة وعلاقة ذلك بالتنمية البشرية والاقتصادية.
وتراوحت مواضيع البرنامج في الماضيبين القضايا ذات الصلة بالعلاقة بين التعليم والفقر، إلى الجوانب الاجتماعية والتقنية لتشغيل شبكة ريفية مصغرة تستخدم قشور الأرز كوقود وتعمل بالغاز. كما شملت بعض المشاريع السابقة تحسين مواقد الطهي، ودراسات جدوى ألواح الطاقة الشمسية، وتنقية المياه والاتصالات عبر خطوط الطاقة (PLC) للشبكات الصغيرة التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتشتمل التجربة التعليمية للبرامج على رحلة لمدة أسبوع إلى إحدى المناطق النامية، لتكون بمثابة الجانب العملي الميداني لمشاريع الطلاب. وعلى أرض الواقع، يعمل طلاب معهد مصدر عن قرب مع إحدى المنظمات المحلية من أجل تعزيز التفاهم وردم الفجوة بين نظرية التنمية البشرية والتجربة العملية في العالم الواقعي.
وتشمل بعض المشاريع التي يقوم بهاالطلاب، تعزيز نظام الطاقة الكهرمائية الصغيرة لقرية ريفية في بورنيو، وتحليل خيارات إمدادات المياه في المناطق الريفية في الصومال، وتقييم الاحتياجات من الطاقة والفرص المتاحة لمجمع سكني بالقرب منلوساكا في زامبيا.
وقد سافرت فرق الطلاب هذا العام إلى فاران اسيوباتنا في الهند للقيام بمشاريع تحويل قشر الأرز إلى غاز لتوليد الطاقة، وزيادة فرص الحصول على التعليم الأساسي والرعاية الصحية،وتنمية المجتمعمن خلال القروض الصغيرة ومجموعات المساعدة الذاتية.
وقال الدكتور سكوت كينيدي: "تتمثل الخطوة الأولى في معالجة القضايا المتعلقة بالفقر والتنمية في التفاعل مع المجتمعات المحلية. وقد قدمت الزيارات الميدانية إلى الهند وغيرها من المواقع للطلاب لمحة عن حياة الفقراء والتحديات التي تواجههم ونقاط الضعف التي يعانون منها، إلى جانب الأصول والمواهب المتوفرة. ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة في هذا السياق إلا من خلال بناء القدرات وتعزيز المؤسسات،حيث تصبح عملية تصميم ونشر الطاقة والتعليم أو تقنيات الرعاية الصحية والبنية التحتية منصة لتحقيق هدف أكثر أهمية يتمثل في بناء القدرات البشرية".
وباعتباره أحد الأعمدة الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية مصدر وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والتوصل إلى حلول فاعلة للتصدي لأصعب التحديات التي تواجهها البشرية، ولا سيما تغير المناخ.