ندوة في وايل كورنيل حول تأثير الفنون البصرية والعلاج بالفن على الرعاية الصحية
عُقدت في وايل كورنيل للطب – قطر ندوة متخصصة تناولت تأثير الفنون البصرية والعلاج بالفن على صحة المرضى والرعاية الصحية، وذلك في إطار سلسلة الحياة والطب المنبثقة عن قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية.
حضر الندوة، التي انعقدت على مدى يوم كامل، خبراء في الرعاية الصحية من مختلف مؤسسات الرعاية الصحية في قطر، وتناولت مواضيع متنوعة شملت تأثير الفنون البصرية على الطب والرعاية الصحية ورفاهية المرضى، بما في ذلك التدخلات العلاجية عن طريق الفن. كما سلطت الضوء على الدور الذي يقدمه العلاج بالفن في رعاية المرضى بين النظرية والتطبيق العملي، والطرق التي تؤثر من خلالها الفنون البصرية في مؤسسات الرعاية الصحية بشكل إيجابي على نفسيات المرضى، ما قد يؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل لهذه المؤسسات.
شارك في إدارة الندوة كل من الأخصائيين المعتمدين في مجالات تقديم العلاج عن طريق الفن سارة بويل وأندرو رايت، والدكتورة عائشة هند رفاعي الأستاذة المساعدة في طب النفس السريري في وايل كورنيل للطب – قطر، والدكتور آلان ويبر أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك في وايل كورنيل للطب – قطر. واستعرضت سارة مع زميلها أندرو نظرية العلاج بالفن وتطبيقاتها في تقديم الرعاية للمرضى، بالإضافة إلى دراسة حالة تثبت فعالية العلاج بالفن في الممارسة العملية.
وقال الدكتور آلان ويبر: "يمكن للفنون البصرية أن تؤثر بشكل كبير على الرعاية الصحية من خلال أساليب عديدة، فقد يؤثر ديكور المستشفى بشكل إيجابي على المريض مما يدفعه للشعور بالتعافي، وقد يساعد استخدام الكتب المصورة طلاب الطب على فهم مرضاهم بشكل أفضل. كما أن تشجيع طلاب الطب على دراسة الفنون الجميلة لتطوير قدراتهم على تفسير واستيعاب المعلومات البصرية المعقدة، هو أمر في غاية الأهمية خصوصاً عند تشخيص الأعراض الجسدية أو تفسير الصور الطبية مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية".
من جانبها، أوضحت الدكتور رفاعي كيفية استخدام العلاج بالفن جنباً إلى جنب مع الأدوية لمعالجة أعراض اللامبالاة والعزلة الاجتماعية عند الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية. كما بيّنت فوائد استخدام هذا العلاج على مرضى الزهايمر الذين يمكنهم التفاعل بشكل واضح عند خضوعهم لمثل هذه الجلسات العلاجية، حتى وإن كانوا قد فقدوا القدرة على الكلام أو جوانب إدراكية أخرى.
وقالت الدكتورة رفاعي: "ظهر العلاج بالفن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خصوصاً بعد التطور الذي شهده الطب النفسي وبعد تزايد الاهتمام بمخاطبة العقل الباطني للمرضى. وقد أكدت النظريات النفسية المختلفة، فعالية استخدام الفنون البصرية كوسيط لتشخيص وعلاج الحالات النفسية المختلفة كالصدمة النفسية والقلق والاكتئاب".
وتابعت قائلة: "يمكن للعلاج بالفن أن يكون فعالاً للغاية ولكن لا تتم ممارسته على نطاق واسع في منطقة الخليج. ويأتي تنظيم هذه الندوة كخطوة أولى ضمن سلسلة خطوات سنقوم بها ونهدف من خلالها إلى تشجيع استخدام العلاج بالفن في قطر لكي نحقق أقصى فائدة ممكنة للمرضى".
صُنّفت هذه الندوة العلمية كفعالية تعلُّم جماعية معتمدة وفق متطلبات إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية. واعتُمدت أيضاً من جانب مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأميركي (ACCME)، الذي يُعد أحد أهم نظم اعتماد التعليم الطبي المستمر عالمياً.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.