ﻻ يزال الموقف الروسي الصيني، خصوصاً بعد استخدام الفيتو في مجلس الأمن في الرابع من الشهر الحالي يثير غضب وسخط الشعب السوري الذي يعاني من العنف المتزايد يوماً بعد يوم والمجازر التي تشهدها سوريا يومياً بشكل عام وحمص بشكل خاص، يقول المدون احمد الشامي عن الفيتو ومجلس الأمن:
"بعد نشوة الانتصار الأولى على النازية عادت السياسات الدولية لعاداتها القديمة في حماية مصالح الدول و امتيازاتها على حساب المحافظة على الاستقرار الدولي. هكذا تحول حق الفيتو بسرعة من التزام تجاه الأمن العالمي إلى امتياز للمنتصرين لم يعد له أي معنى في عالم اليوم الذي تجاوز عدة حروب إقليمية وحرباً باردة فيها منتصرون وخاسرون. إضافة إلى ذلك حدث انقلاب في المعايير السياسية والاقتصادية مع بروز قوى صاعدة جديدة لا ترضى باستمرار امتيازات لم يعد هناك ما يبررها لدول “تقايض ” حق الفيتو في بازار الأمم المتحدة ، في حين تلعب هذه الدول التي تحتكر الفيتو أدواراً غير حميدة و تنخرط في سياسات مغامرة تهدد السلم الدولي."
ثم يضيف عن جرائم روسيا وكيف لدولة مثلها أن تتمتع بحق النقض الفيتو قائلاً:
"روسيا التي ورثت حق النقض عن الاتحاد السوفيتي دون وجه حق تستعمر الشيشان وأجزاء من جورجيا في اوسيتيا، إضافة إلى جزر سخالين اليابانية التي سطا عليها الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية و تهيمن على دول أخرى. النظام السياسي الروسي هو مسخرة تخجل منها “جمهوريات الموز ” في أمريكا اللاتينية والتي أصبحت ديمقراطيات حقيقية . نظام “بوتين” القائم على “شبيح” قادم من مجاهل ال “ك ج ب” و “محلل” يحفظ له مقعد الرئاسة دافئاً هو إهانة للروس قبل غيرهم. المخجل أن ديمقراطيات كبرى مثل الهند، اليابان، ألمانيا، البرازيل وجنوب أفريقيا ليست لها حتى عضوية دائمة، في حين يتمتع النظام الروسي بهذه العضوية وبحق نقض!"
والصين ليست أحسن حالاً من روسيا فيقول عنها:
"الصين ، مثلها مثل الاتحاد السوفييتي ، سبق لها وأن تحرشت بفيتنام وهي لا تزال تستعمر بلداً مسالماً بامتياز هو التيبت، إضافة إلى قمعها للأقلية التركية المسلمة في مقاطعة “سنكيانغ ” وتهيمن على بلدان مارقة مثل كوريا الشمالية وبورما . كذلك يصعب حصر تجاوزات الصين على حقوق جيرانها و احتقار نخبتها الحاكمة لحقوق الإنسان الصيني قبل غيره. صحيح أن الصين عملاق اقتصادي ، لكنها ليست أكثر من قزم على الصعيد الأخلاقي والسياسي ، أما عن الديمقراطية في الصين ، فحدث ولا حرج."
المدون السوري محمد كركوتي يستعرض في مدونته بيان تيار التغيير الوطني السوري الذي يدين الفيتو:
"دان تيار التغيير الوطني السوري بشدة، استخدام كل من روسيا والصين النقض (الفيتو)، ضد مشروع قرار عربي أوروبي، يهدف إلى وقف حرب الإبادة التي يشنها نظام بشار الأسد اللاشرعي، ضد الشعب السوري الأعزل، بعد 11 شهراً من مبادرات سياسية عربية ودولية لم تتوقف من أجل حقن دماء المدنيين في كل أنحاء سوريا. وأعرب "تيار التغيير"، عن صدمته من تصميم كل من موسكو وبكين، على الوقوف إلى جانب نظام، ضرب عرض الحائط كل المحاولات الرامية إلى حل يضع حداً لحمام الدم، مؤكداً على أن الحق هو دائماً إلى جانب الشعوب، لاسيما الشعب السوري الذي يقدم كل التضحيات لاستعادة حرية سُلبت منه منذ أكثر من أربعة عقود، ولا يملك إلا كرامته وعزته."
ويضيف في نهاية المقال:
"إن استمرار نظام الأسد اللاشرعي، بات يشكل وصمة عار على كل من يحاول أن يمنح هذا النظام فرصة أخرى للنجاة. فالقضية برمتها لم تعد سياسية، بل أصبحت منذ بداية الثورة الشعبية السلمية العارمة في سوريا، قضية أخلاقية."
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.
