يختلف عيد الميلاد هذا العام عن سابقيه؛ ذلك أن الحزن هذا العام ليس فقط بسبب ما يعيشه أطفال فلسطين، فقد انضمت سوريا ومصر ودول عربية أخرى شهدت أحداثا دامية سبقت عيد الميلاد أو تزامنت معه جعلت الحزن هو القاسم المشترك بين العديد من أبناء الطائفة المسيحية في كثير من أجزاء الوطن العربي فيقول سامر عوض في مدونة حركشات:
"يا يسوع الناصرة، يا من تركت السماوات بمجدها، كي لا تحل فيما بيننا وحسب، بل لتحل خطايانا ومشاكلنا.
أنا كمسيحي عربي سوري، أخجل من نفسي، إذ عليَ أن أستقبلك في الغد، وقد صلبتك أربعة آلاف مرة، في بلد هو مهد المسيحية، كما أن ناصرتك هي مهد لك.
نحن العرب قد بعنا سنة1948 بلد مهدك، وسنة 2003 مهد صورتك ومثالك. واليوم وبعد63سنة من فلسطين، وثمان سنوات من العراق، نتسابق كعرب كي نبيع أوطاننا بأبخس الأثمان".
يتابع سامر خطابه للمسيح:
"ولولا وعي البعض منا لكنا شابهنا الغيهب البري، ولصرنا كالبومة المنفردة على الصخر. ولكن هذا لا يعني ولا ينفي كوننا كنا قاب قوسيين أو ربما أدنى من شفير الهاوية. وتشارك بعضنا مع غريبين، وغربيين لإعدام الوطن.
لا أعلم إن كنت مستحق لإستقبال ميلادك، وقد صلبت صورتك ومثالك. ولكني على يقين من غفرانك للصالبين الجدد ممن لا يعرفون ماذا يفعلون، وإن كانت خطيئتهم تتدلى من فروة رأسهم، إلى أخمص أقدامهم. لكن… ماذا علينا أن نفعل مع من يعرف ماذا يفعل؟ ذاك القاتل والسافك لعرض الوطن، ودم أبنائه؛ إن كنت مكاننا. ماذا كنت فعلت؟ إن رأيت ناصرتك، تذبح أمام أعينك. هل ستقول يا ناقضي الهيكل وبانييه بثلاثة أيام، دمكم ليس علينا، ولا على أبنائنا، إذهبوا سامحكم الله، ساعدوا نفسكم، يساعدكم الله."
ويطلب ولاء في مدونته Walaa من بابا نويل أن يلقي نظرة على أبناء وطنه ومعاناتهم فيقول:
"ولكنّني الآن أرسل إليك طالباً أن تركب غزلانك الطائرة لتأتي وتلقي نظرة على أطفال وطني, فقد كانوا طيّبين طوال العام ولم يؤذوا أحداً ويستحقّون منك على الأقلّ نظرة, لا يريدون ألعاباً فلديهم ما يكفي من الألعاب "النارية" المذهلة, والّتي ولفرطِ روعتها تفتح _حرفياً_ باب الجنّة لكلّ من يراها منهم, وإن كانوا محتاجين لأحضان أمّهاتهم أكثر من كلّ أبواب الجنّة في سنّهم هذا, فالجنّة تحت أقدام الأمّهات فما بالك بأحضانهنّ, وتلك الألعاب الناريّة العجيبة تصنّعها شركاتٌ كتلك الّتي أهدتك رداءك الأحمر الّذي ربّما كان مغموساً بشيءٍ من دماء أطفالنا!".
يضيف:
"أحضر معك زوّادتك من الطعام حين تأتي فهم لن يتركوا لك البسكويت والحليب على رفّ المدفأة إن كانت موجودة, فمعظم وطننا يستورد القمح والألبان رغم إمكانية توفيرهم, ومعظم أطفالنا بالكاد يحصلون على كفايتهم منها, ولا تبحث عن مدخنة, ففي البرد يلتحف معظم أطفالنا أحلامهم فوق أغطيتهم طالبين دفئاً أكثر, كما لا تبحث عن شجرة ميلادٍ, فالميلاد هنا هو موتٌ بعد حين, والأشجار هنا تأبى دخول منازل يدخلها الحزن والجوع فهي لا تريد أن يتحوّل ما تحصل عليه من مياهٍ قليلة إلى دموع, ولا تغضب إن خافوا منك إن رأوك, فهم لا يحملون ذكرى طيّبة للرجال الغرباء, ألق نظرة عليهم لترى إن كانوا يستحقّون بعضاً من عطفك".
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.
عيد ميلاد حزين في العالم العربي.