مصر: شوفلك حل يا مجلس!

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2011 - 12:42 GMT
آثار حريق المجمع العلمي المصري.
آثار حريق المجمع العلمي المصري.

حملت الأحداث الأخيرة في مصر الكثير من التناقضات والتضارب في الآراء فمع خروج مجموعة من المؤيدين للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد والمتباكين على حرق "المجمع العلمي المصري" خرجت مجموعة تستنكر هذا البكاء والدفاع المستميت في الوقت الذي سقط فيه قتلى واعتدى الجيش على النساء ففي مدونة "كوبري إمبابة" يخاطب الكاتب المتباكين على المجمع العلمي المصري بسخرية قائلاً :
"عزيزي المواطن المصري، أتفهّم قلقك البالغ تجاه حريق "المجمع العلمي المصري"، وأتفهّم كذلك اتصالات المواطنين الهلعة ببرامج التوك شو للتعبير عن غضبهم تجاه ما حدث لهذه المؤسسة العلمية الرفيعة".
ويتابع المدون:
"ذلك لأنني أعرف مكانة هذا المبني الصغير حجما والعظيم شأنا لديك، ومدى اهتمامك به ومعرفتك بتاريخه وتفاصيل محتوياته، وأعرف دولة العلم التي نشأت وإياي فيها، التي ترفع من قيمة المؤسسات العلمية إلى ما فوق أي مؤسسة سيادية أوأمنية أخرى، ربما كان عدم تواجد الأمن لحمايته على غرار الاستماتة الضخمة في حماية مجلس الوزراء و وزارة الداخلية مجرد ثغرة أمنية أو خطأ إداري، لكني أعرف يقيناً أنك منذ اللحظة الأولى ميّزت المبنى خلال الأحداث ونشوب الحريق فيه، وتذكرت زياراتك المتتالية له، كما تذكرك ما درسته عنه في أي مرحلة دراسية وما مثله لك فيما بعد".
ويضيف:
"أنا لا أتهكم عزيزي المواطن المصري، فالمجمّع حقيقةً مؤسسة علمية هامة، واندلاع النيران في بنيانها خسارة علمية وقومية لاشكّ، أنا فقط أريد أن أحدثك عن مجموعة من التفاصيل، تبدأ كلها من المشهد الذي كررته وسائل الإعلام لمجموعة غير متناسقة من الأطفال والشباب ومتوسطي العمر يهللون ويهتفون أمام المبنى المشتعل: ولسه...ولسه، ليسأل الجميع السؤال الحتميّ: دول ثوار؟ دول بذمتك ثوّار؟".

فيما يحاول المدون في بقية المقال أن يشرح لهذه المجموعة من الناس عدم الوضوح في إيصال المعلومة إلى المشاهد:
"لكن الإعلام ظل يكرر عليك بشكل مستمر: مخربون بين الثوار، هناك طرف ثالث يندس بين الثوار، الثوار بينهم من يشعل الموقف، هؤلاء من أشعلوا المبنى_وبالمرة يواجهون القوات الأمنية الآن_ ليسوا ثواراً، الثوار سلميون، لايمكن أن يفعلوا "تخريباً" مماثلاً. لتصلك الرسالة: الثوار لابد أن يوضّحوا موقفهم، الثوار لابد أن يعودوا إلى منازلهم كي تتمكن السلطة من العثور على المخربين،الثوار لا يستطيعون السيطرة على الموقف، الثوار كائنات ملائكية مطيعة وغير صدامية،وفي نفس الوقت! نزول الثوار مرتبط بالخسائر والحرائق، يجب أن تتوقف الاحتجاجات والتظاهرات كي لا يندسّ أحد."
 

وعلى الصعيد الآخر وفيما يخص المجلس العسكري يرى صاحب مدونة Just An Egyptian أو "مصري فقط" أن الخطورة في الوقت الحالي تكمن في محاولة كل طرف من المجلس العسكري والثوار إثبات أو نفي الأحداث التي وقعت برغم وجود الصور والفيديوهات الموثقة ويرى أيضاً انه من غير الممكن أن يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة في مصر:
"المشكلة مش فالقتل ولا التعذيب ولا إنتهاك العرض ولا أى حاجة … مستغرب؟ من وجهة نظرى المتواضعة أنا شايف إن مع بشاعة الجرايم دى مازالت المشكلة أكبر بكتير من مجرد توثيق الجرائم.. ليه؟".
يجيب المدون على السؤال الذي طرحه:
"من الحقائق الغير قابلة للمناقشة إن أول خطوات حل أى مشكلة هى الإعتراف بوجودها من أساسه وإلى اليوم نعيش فى جو من تدفق غير مسبوق للمعلومات منقسم إلى شقين ليس لهم ثالث .. طرف ينكر تماماً وجود أى إنتهاكات و يأتى بسيناريوهات وأعذار لا تمت للواقع بصلة و طرف آخر يجاهد ليفضح أكاذيب الطرف الأول".
ويتابع:
"ومع فضح الأكاذيب يستمر الطرف الأول بالإنكار بل و وصلت إلى حد إستخدام عبارات مثل “لا يوجد دليل واحد على أي شيء” مع وجود فيديوهات وصور وشهادات ووثائق لا تعد ولا تحصر .. هل هذا هو الحل من وجهة نظر المجلس؟"
مضيفا:
"من السذاجة إعتقاد أن المجلس سوف يترك السلطة بسهولة -بالرغم من وعوده التى لا تنتهى- هصدق أى وعود بأماره إيه بعد كل دة إنشاءالله؟".

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.