تأتي ذكرى مجزرة حماة 1982 هذا العام مع الثورة السورية التي ما زالت مشتعلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر، رغم وجود بعض الاختلافات كاتساع رقعة القمع جغرافياً وتدخل التكنولوجيا في رصد وتسجيل المجازر التي يرتكبها النظام السوري إلا أن الوحشية التي مارسها الرئيس الأب سابقاً ضد أهل حماة يمارسها الرئيس الابن حالياً ضد أهل سوريا، تقارن المدونة السورية أراكة عبد العزيز أحداث حماة 1982 بثورة سوريا 2011-2012 فتقول:
"ربما يكون الفرق الكبير 'وهنا أتحدث في النطاق الإعلامي' ما بين المجزرة والثورة هو أن الأب الذي قُتل في مجزرة حماة لم يكن ثمّة صديقٌ يحملُ هاتفاً مزوداً بكاميرا كي يصوّر دمه المسفوح في شوارع حماة وأزقتها ، لذلك شحّت الصور والفيديوهات ربما إلى نسبة 15% وربما أقل “ظهر منها جزء بسيط والكثير خبأه أصحابه تحت الأرض .. و 10% منها ظهرت الآن في الأشهر الأخيرة بسبب تلاشي الخوف وانكساره في نفوس السوريين .. أشهره الفيلم الوثائقي المصوّر منذ 1984 بأجزاءه الأول ، الثاني ، الثالث ، الرابع ..بينما ابن ذاك الشهيد اليوم يحمل هذا الهاتف أو يحمل الكاميرا ويصور أصدقائه الشهداء والجرحى ، يصوّر المستشفيات الميداينة ، يصوّر عمليات الجيش الحر ، وذخائرهم ، يصور “وهذا الأهم” الفضائح التي يرتكبها شبيحة الأسد وميليشياته التي تعيث في سورية فساداً منذ ما يزيد عن عشرة أشهر".
وتضيف قائلةً:
"الثورة بخير .. والنظام خلص .. وحماة لن تتكرر .. هذه ليست شعارات جوفاء .. إنما تطبيق عملي .. الثورة بخير بسواعد الأحرار ودعم المغتربين ، والنظام خلص لأنه اهترأ ولأنه لا يحتمل أي ضربات وهم الآن يعاني من سكرات الموت ، وحماة لن تتكرر لأننا نعيش ثورة الكرامة ولأننا نعيش 2011-2012 وليس 1982".
"ما حدث في حماة عام 1982 هو ثورة لكنها كانت محدودة وصغيرة" هذا ما يقوله صاحب مدونة إضاءات قنديل صغير وعن شرح وجهة نظره فيما يخص هذا الموضوع ومقارنته بين مجزرة حماة والثورة السورية يقول:
"استنتجت مباشرة بعد أشهر من الثورة المباركة .. أنّ ما حدث في حماه يومها كان ثورةً أيضًا ولو كانت صغيرة ومحدودة وبسبب بعض الأخطاء وقعت بين فكي السفّاح المجرم حافظ الأسد .. فقد جنّد ذلك المجرم -أغلب- طائفته بشكل علني منذ سبعينات القرن الماضي وعمل على نزع أيّ خلق إنسانيّ من قلوبهم و قتل كلّ عصب دماغيّ ليتحوّلوا لوحوش لا يفكروا ولا يشعروا كما نرى اليوم".
ويتابع:
"وكانت أرقام التنميّة للبلاد تهوي إلى الحضيض منذ ذلك الوقت ويتراجع معها اقتصاد البلد و حورب فيه الدين والعلم واعتقل المثقفين و أصبح مؤواهم ظلام السجن .. حتى أصبحت البلاد مزرعة لعائلة الأسد وأعوانهم ينهبون منها ما شاؤوا ويغتصبون ما أرادوا دون مُحاسب أو معترض ..
تنبّه لذلك سريعًا قلةٌ من الشباب المنظمين تحت اسم الإخوان المسلمون واختاروا الثورة على هذا الاستعمار المحليّ الذي أصبح كالسرطان ينتشر بضراوة وبسرعة صامتة وينتهي بقتل كلّ شيء".
