سوريا: من القاتل والمقتول؟

تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2011 - 09:26 GMT
القتل في سوريا.
القتل في سوريا.

في سوريا يسقط قتلى ويبرز سؤال واحد فقط من القاتل النظام أم الثوار؟ ليصبح المقتول رقماً جديداً يضاف إلى قائمة الشهداء‪'‬ عن هذا الموضوع كتب دلير يوسف في مدونة كبريت:
"كلُّ يومٍ في سوريا هو عيدٌ جديدٌ، عيدٌ للحرية وللشهداء، لا عيدٌ للعبيد. عشرات الأبطال يغادروننا بأجسادهم كلَّ نهارٍ، ولا يظهر منهم على الشاشة إلا الأرقام.، نحن لسنا أرقاماً نحن مشروع حياة. نعم لقد قلناها مراراً تكراراً، نحنُ لسنا أرقاماً، وسنعيدها مطولاً، شهداؤنا أحياء، ماتوا ليحيا فينا الوطن، لا لمجرد حبهم بالموت."

ثم يضيف متسائلا ومستنكراً صمت العديد من أبناء وطنه:
"كيف تقبل وأنت تشاهد نشرات الأخبار أن تعدّهم؟ تعدّ أجسادهم؟ وهل هم مجرد أعداد؟ كيف ترضى لنفسك أن تراهم، هم أخوتك، يموتون؟ لمَ لا يشارك دمك في سقي تراب هذه الأرض؟ أوليس هو دمٌ واحد يسري في عروقكَ وعروقهم؟ ولماذا تصمت؟ أتخاف؟ مِمَ؟ لِمَ؟ مِمنْ؟ أولئك الشهداء ألم يكن لهم أمهات تبكيهم؟ أو أخوات ترثيهم؟ وزوجات وأطفال يناجونهم ليلاً؟ أأنت أفضل منهم في شيء؟ ألسنا كلنا أولاد آدم وآدم من تراب؟"


فيما تلقي صاحبة مدونة دونكيشوتات اللوم في اعتياد الشعب السوري على الموت، على طرفي النظام والمعارضة وترى أن الثورة قد سرقت، وأن الشغل الشاغل للطرفين (النظام والثورة) أصبح من هو القاتل؟ غير مكترثين للموتى وعددهم فيقول:
"لو كنت الأسد لرفضت مهرجان القتل الذي أعلنه منذ بدايات الدعوات لإسقاط النظام، لو كنت الأسد لحزمت حقائبي استعدادًا للرحيل، لما آمنت بنظريات المؤامرة التي تستهدف نظام الممانعة، لو كنت الأسد لاعترفت بالحقيقة وما بقيت خلف جدران قصري أجمع الأكاذيب التي أطلقها وأصدقها. لو كنت الأسد لاعترفت أنٌ سوريا لا تحمل اسم شهرتي، وليست ملكًا خاصًا ورثته عن أبي، لو كنت الأسد لما جعلت الشعب وقودًا للنظام وما ضحيت بالوطن على مذبح الكرسي والسلطان.
لست الأسد، لكنني لو كنت الأسد ما سلمت غابتي للظلام وجعلتها عرضةً للوحوش تنهش ما بقي فيها من حياة.
والمعارضة لا تعرف من تكون، لا تعرف كيف تتصرف، هل تندد أم تستنكر، المعارضة ضائعة، بتيهها أضاعت جمالية الثورة، جمالية انتصار الدم على الرصاص، جمالية الجسد المنسحق تحت جنازير الدبابات. المعارضة لا تعرف من تكون، لا تعرف أي ثورةٍ تلبس، المهم لديها أن تنتصر ولو اشترت نصرها بدماء الأبرياء. هي في الخارج تتاجر بمن في الداخل.
الثورة تموت، الثورة تحتضر على يد أبنائها قبل أعدائها. أعمتها نرجسيتها عن رؤية الحقيقية، الثورة لا تعرف ابنة من تكون، هي ضائعة في هذا العالم القاسي الذي لا يرحم. الثورة يقتلها من أشعلها بإيمانٍ ذات مرّة، ليس هكذا تكون الثورات، الثورة لا تعرف الحقد والكراهية، الثورة أمل، الثورة مستقبل، وليست مجرد فعلٍ آنيٍ لا تبعات له".
تتابع:
"من اين نأتي بالمسامحة، من أين نأتي بالقلب الكبير ليسع الجميع، أعداءًا كانوا أو أحباب. من أين نأتي بمدافن تسع لكل هؤلاء الأموات، يأبى العام الجديد أن ينتهي بسلام، يأبى أن لا يلوّث ذيله بدماء الأبرياء، كفى قتلًا أيها المجرمون، ثوّارًا كنتم أم أتباع نظام، القاتل مجرم، من يقطف روحًا حيّةً عنوةً هو قاتل.
القاتل حرٌّ طليق، القاتل يشتري الموت، يقوى بالأرواح التي يجمعها، يكبر ويتمدد بعدد ضحاياه، اقتلوا القاتل كي نستريح".


لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.