سوريا وحمام الدم

تاريخ النشر: 12 فبراير 2012 - 03:00 GMT
العلم السوري
العلم السوري

لا يمكن لأي شخص سواء أكان مؤيد أو معارض للربيع العربي والثورات أن لا يتوقف عند الصور والمجازر التي يعاني منها الأطفال في سوريا وخصوصاً حمص، فلم يعد وحدهم أطفال فلسطين هم من يعيشون الخوف ويعانون الظلم، أطفال فلسطين وأطفال سوريا جرح واحد، وعن ما يعانيه أطفال سوريا تقول مروة كريدية:

" ان  منطلق العدالة الانسانية يحتم علينا الا نقف ساكتين امام  مرتكبي "الجرائم" والمتورطين فيها، بعد ان طاول العنف المنظم الأطفال والرضع  الذين أقلهم يحمل "عاهة " جسدية ونفسية سوف تلازمه مدى الحياة.وبعد ان سدّت الطرق أمام وسائل الإعلام لتغطية الأحداث الدامية في سوريا وحمص بالتحديد، تبقى شهادات السكان أو من تبقى منهم، هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة مجريات الأمور على أرض الواقع للممارسات "نظام" يعرفها الشعب السوري ناهيك عن اللبناني معرفة جيدة ، فلا يكاد يخلو بيت سوري أو حتى لبناني إلا وتجد فيه معتقلا سابقًا عرّج على أقبية التعذيب خلال العقود الأربعة واختبر عمق الممارسات اللانسانية بحق المشتبه فيهم والمعتقلين فيما يسمى بالسجون السورية ."

وتضيف:

"بينما قالت لويس ويتمان، مديرة قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "لم يتم إعفاء الأطفال من هول حملة القمع السورية. قتلت قوات الأمن السورية واعتقلت وعذبت الأطفال في منازلهم ومدارسهم والشوارع. وفي حالات عديدة استهدفت قوات الأمن الأطفال كما تستهدف البالغين".ولسنا في حاجة لأن نذكر ان المادة 37 من اتفاقية حقوق الطفل ورد فيها أن: "ألا يتعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة" وأن "ألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية. ويجب أن يجرى اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة". صدقت سوريا على اتفاقية حقوق الطفل في عام 1993."

وعن حمام الدم في سوريا، والمعارضة التي اتجهت للعنف بدل السلمية ليكون الشعب السوري وحده الضحية، ضحية بطش النظام وعنف المعارضة، تقول صاحبة مدونة دونكيشوتات:

"لماذا علينا أن ندافع عن الديكتاتور. لماذا علينا أن نبقيه حتّى يتوقف حمام الدم ومنظر الأشلاء المطروحة على الطرقات. لماذا تسلك المعارضة تلك الطرق من العنف المبتذل الذي لا ينتج سوى القتل ومزيدًا من الحقد والكراهية. المعارضة تقتل والنظام يقتل، المعارضة تخطف والنظام يزجّ بكل من يرى في عيونه الثورة في مساحات زنازينه المتبقية. كيف ستنجح الثورة، وكيف يسقط النظام والطرفان تحوّلوا إلى قطبين متساوين في القوّة والدعم، إنّها الحرب الباردة لكن مع كثيرٍ من دماء الأبرياء."

وتضيف في نهاية المقال:

"لماذا تدفعنا الثورة للقول أنّ البقاء تحت رحمة الرئيس الشاب هو أكثر إنسانيةً وحقنًا للخراب. لماذا علينا أن لا نرى إلّا الكوابيس بدلًا من الأحلام. ما حدث البارحة في سوريا من تفجيراتٍ لم يُسفر عنها سوى الأشلاء والخراب لا يفيد الثورة بشيء بل يسرّع من انقسام البلاد. الجيش الحر يتصرّف وكأنّه يحارب في أرضٍ ليست أرضه ويقتل الناس وكأنّهم ليسوا شعبه. والنظام باع الاثنان وفضّل الدفاع عن الرئيس ولو كان الثمن شعبًا مقتولًا وأرضًا ممزقة وبحر دماء."

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.