لا أحد يتذكر فقراء لبنان

تاريخ النشر: 31 يناير 2012 - 10:00 GMT
من يتذكر فقراء لبنان؟
من يتذكر فقراء لبنان؟

الفقراء لا ذكرى لهم، هذا ما كتبه المدون اللبناني خضر سلامة في ذكرى مجازر عديدة شهدتها لبنان كذكرى مذبحة مار مخايل الشهيرة التي ارتكبها الجيش اللبناني عام 2008 بحق محتجين على انقطاع الكهرباء والعديد غيرها ويقول:
"الفقراء لا ذكرى لهم، يمر عيد موتهم بصمت ثقيل، لا وقت للذكرى، لستم نائباً مأجوراً، لستم زعيماً موبوءاً، لستم أميراً سعودياً، لستم سفيراً أجنبياً، أنتم فقراء وقُتلتم، كان حدثاً عادياً في تاريخ الوطن المخصيّ، كان يوماً خاف فيه الجمهور اللبناني المهزوم وخبأ وجهه في الأرض، قبل أن يعود إلى مقاهيه بعد أسبوع".
ويتابع سلامة:
‫"‬لا ذكرى لكم، ولا محضر تحقيق مفتوح، كُتب على القبر: كانوا قتلى الصدفة، كنتم همجاً ورعاعاً، وكنّسكم عامل التنظيف الأمني عن وجه الوطن الحضاري، قتلكم بدم بارد لا يشوه وجه الوطن الحضاري، أما انزعاج فنان تافه من كرامتنا، فضرر حضاري هائل، اسكات جوعكم وغضبكم بالرصاص، ليس قمعاً فكرياً، أما خطابات التحريض والكراهية، فحرية تعبير: لا حزب لكم ولا بيت، أنتم أموات والميت لا يدافع عن نفسه، الميّت متهم دائماً أنه سافل، أنتم سفلة، ونحن أيضاً".


ومن جانب آخر تصف صاحبة مدونة دونكيشوتات الوضع في لبنان بطريقتها فتقول:
"في بلدٍ تجمع فيه سهرةٌ شبابية لمباراةٍ بين ريال مدريد وبرشلونة أكثر مما يجمعه تجمعٌ يطالب بحدٍ أدنى للأجور.
في بلد لم تحل فيه يومًا جريمة قتل ودفاتر تحقيقاته تُفتح دون أن تعرف من صفحة نهاية
في بلدٍ تيار الإصلاح فيه غارقٌ بالفساد والالتفاف حول الملفات والمعارضة ليست سوى كنتوناتٍ تبشّر بتدخلاتٍ خارجية
في بلدٍ مقاومته تدافع عن حلفاءها متلهيةً عن شعبها الذي لطالما شكّل قاعدةً جماهيريةً لها".
مضيفة:
"في بلدٍ تأكل فيه العنصرية أهله وتنخر عظامهم وتحوّل الغريبٍ بينهم إلى سفّاحٍ يستحق القتل
في بلدٍ أهله ضائعون بين الانتماء لزعيمٍ أو تقديم القرابين على مذبح الطائفة أو العيش كشعبٍ واحدٍ يشترك في المصير والمسار
في بلدٍ تتحوّل فيه كل كارثةٍ طبيعيةٍ كانت أم من صنع الإنسان إلى مصلحة خاصة ومنفعةٍ شخصيةٍ لتمرير مشاريع استثمارية تهدم تراثه وتقتل ماضيه.
في بلدٍ يعرف الشعب فيه أن من يحكمه هم مجرد دمى تلعب بأرواحهم وحياتهم ومع ذلك لا يحركون ساكنًا
في بلدٍ يكافئ في العميل مع العدو بمحكومية بسيطة تبعده عن العيون وتؤمّن له النسيان
في بلدٍ تاريخه مكرّر إلى حدّ الاستنساخ، لا يتغير ولا يتبدّل، نفس الأبواق ونفس الوجوه ونفس الشعب الذي يخرج مطالبًا بحل للهموم
في بلدٍ قضاياه مجرد زومةٍ عابرة، موضةٌ رائجة يرتديها وفقًا لموجة الكلام السائدة".


 لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.