كان لإستقالة وزير العمل اللبناني شربل نحاس المنتمي الى تكتل التغيير والإصلاح على خلفية خلاف حكومي حول مرسوم لزيادة الإجور صدر أخيراً في لبنان، صداه الكبير بين أوساط الشعب اللبناني عامة وبين المدونون ورواد الإنترنت خاصة، يقول المدون خضر سلامة:
"هو ليس أسطورة بالشكل الذي يرسمه البعض له، هو مجرد وزير الفارق بينه وبين غيره، أنه قام بواجبه، وأنه طبيعي المشاعر والسلوك من حيث التفاته الى المنفعة العامة، لا الخاصة بأموال أسياده كما باقي الوزراء، استقال شربل نحاس بعد معركة خاضها وحده مع كتلة كبيرة من الفاسدين اللبنانيين الملقبين بالسياسيين، والذين يملكون جمهوراً عريضاً للصدفة، كان نحاس وحده من يدافع عن حقوق هذا الجمهور الطبيعية والانسانية والاقتصادية بوجه آلة السرقة المرعية الاجراء منذ عهد حكومات الطائف إلى اليوم، أما خصوم نحاس، وقتلته سياسياً، فهم."
ويضيف في نهاية المقال:
"أخيراً، يبقى أن نذكر، ان استقالة نحاس لم تأت لأسباب سياسية، استقالة نحاس دفع بها لأنه وقف ورفض أن يوقع قرارا حكوميا لا دستورياً، واستقالة نحاس، هي علامة فارقة أنه لا يوجد دولة اسمها لبنان، لبنان هو مصرف كبير، يحكمه أصحاب المال، القوى الاقتصادية التي تدير البلد منذ أن تأسس، عائلات تتوارث وتشكل مصطلحا يسمى "أوليغارشية"، تشكل أحزاباً لها، وتشتري أخرى، وتؤلف حكومات وتطيّر أخرى. معركة شربل نحاس كانت صعبة، مع رئيس جمهورية لا يملك الا الصراخ على من يحرجه أو يظهر له حجمه السياسي، ورئيس حكومة لا يكترث إلا لمصالحه الاقتصادية الخاصة، ويرى أن الحل هو بتزويد ديون الفقراء وحماية الاغنياء، وتيار حليف ركيك وبشع، وأحزاب حكومية أخرى، أما فاسدة، وإما متعامية عن الفساد مشغولة بمعارك أخرى. كان أعداء نحاس كثر، أما أصدقاء الحق، فقلّة."
أما المدون علي هاشم فيقول:
:إنها صفعة النحّاس عاجل بها شربل نظاما موغلا في الفساد، لم يفعل ما هو غريب عن المنطق، ربما هو الغريب عن منطق اهل السياسة في لبنان.لا تستحق الإشادة يا وزير العمل المستقيل لأن ما فعلته ليس سوى واجبا كما الصلاة عند اهل الديانات التي تنهى عن الفحشاء والمنكر مسلمين كانوا او نصارى او يهود، كما تقول القيم التي يتشاركها اهل الأديان مع الا دينيين، لم تقم سوى بأضعف الإيمان ولعله يبقى اقوى بكثير من إيمان حلفائك الذين هم في الوقت عينه خصومك في معركتك التي بدأت اليوم مع اهل البازار من تجار سياسة وزبائن خدمات وشياطين خرس برتبة متفرجين."
ثم يضيف قائلا:
"إجمع اغراضك من ذاك المكتب وإرحل، فمن مثلك لا مكان لهم هنا، إرحل ولا أسف عليهم فالفساد في بلادك وبلادي لا يستثنى منه احد، لا سائق الأجرة ولا الزبون ولا بائع الخضار ولا صاحب المقهى ولا السياسي ولا الأمني، حتى الهواء يا شربل نحاس في هذه البلاد فاسد فاسد فاسد، وانت رجل أدمي ولا عرائس لدينا لنزوجك ونصاهرك ونفتخر بك صهرا نزيها وخلوقا فقط لا أكثر، وإن أصريت على ما هو اكثر فأمامك مجددا خيارين، إما التوقيع على صك براءة لهذا النظام يأخذ منا شربل نحاس، او ان تعود من حيث أتيت وتبقى فينا شربل نحاس. "
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.