ﻻ خطوط حمراء في زمن الثورات

تاريخ النشر: 06 فبراير 2012 - 09:26 GMT
صورة من ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية
صورة من ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية

استطاعت الثورات العربية خلق تغيير ملحوظ على جميع فئات المجتمع رغم اختﻻفهم، تتسائل مروة كريدية عن المتغيرات والتحوﻻت التي ستشهدها المرحلة القادمة في الوطن العربي فتقول:

"يشهد العالم العربي مع انطلاق الثورات مرحلة جديدة وحقبة متميزة في تاريخ التطور الحضاري يفرض نوعا من الاستقراء والاستشراف للمستقبل لفهم هذه المتغيرات والتحولات التي يحملها ولم تواجه المنطقة مثلها من قبل . وإثر فوز الأحزاب الاسلامية في الانتخابات عقب الثورات تعالت الأصوات المطالبة بتوضيح المآلات الثقافية التي ستتجه اليها الأنظمة الوليدة وهل سينتج عنها ثقافة متنوعة متجانسة بين أطياف الشعب الواحد ومنفتحة على كل جديد ومتعاونة مع العالم والمجتمع الدولي أم انها ستكرس ثقافة رفض الآخر وابعاده ؟ وعلى الصعيد العالمي هناك تساؤل يتمحور حول ما ستؤول اليه موجات التغيير المتجهة نحو ثقافة عالمية قد تدمر الخصوصيات الثقافية الأخرى المتنوعة ."

وعن التغيير الذي سيشهده الوطن العربي من الناحية الثقافية تقول:

"لعل الفترة السابقة كانت أجزاء من العالم تعاني من التهميش الثقافي ولكن المشكلة التي ستواجهنا في المستقبل لن تكون في التهميش بل ستتمثل في التوجه نحو اللاتجانس والتباين . لأن الثقافة المستقبلية المتوقعة في الغد تضم عناصر من ثقافات مختلفة تجلبها إليها وتحولها لتشكل ثقافة مميزة وخاصة بها، وهي في نهاية الأمر ثقافة تختلف عن ثقافة التي عرفها الأجداد، ومختلفة تماما عن ثقافة الآخرين ."

أما على الجانب المصري بشكل خاص، تقول المدونة المصرية أمينة زكي في مدونتها أحﻻمي مبعثرة، أن الجيل الثوري استطاع أن يلغي أي فروق أوجدها  المجتمع وفي كل النواحي:

"جيل الثورة....ذلك الجيل اللذي محى كل الخطوط الحمراء فصارت الدنيا براحا لم يكفيه....أول ما محى هذا الجيل هو تعريف الجيل ذاته...فالجيل مدته عشر سنوات...أما جيل الثورة فقوامه اطفال من سن العاشره ويمتد ليشمل رجالا ونساءا تخطوا الثلاثين ببضعة أعوام...وثان ما محى هذا الجيل هو الخطوط الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية..ففتيات ونساء الطبقة العليا يحتضنّ أطفال الشوارع ويتلقين منهم دروسا في الصبر والصمود أمام  قسوة العالم...وفتية ورجال الطبقة العليا يقفوا جنبا إلى جنب مع أبناد الطبقات الأفقرليقدموا لهم المعونة التكنولوجية وبعض فلسفات الثورات ويتلقوا منهم دروس في التصرف بما تقع عليه الأعين لمواجهة أي سلاح "

وتضيف في النهاية عن حق هذا الجيل بالاستمتاع بالتغيير والثورة التي قام بها، وحقهم في الثأر لمن ماتوا من أجل هذا التغيير أو الموت في سبيل هذا الهدف:
"هؤلاء الواقفون على حافة القبور يظنون أنهم يدفنونا مكانهم في قبورهم لينجوا هم من الموت...ولأنهم يضحوا بنا من أجل ذواتهم فهم غير قادرين على فهم استبسالنا في محاولة تحقيق حلم آخرين قتلوا وأصيبوا ولا نعرفهم ولكنا ننعرف ما يريدون...لأن هؤلاء العجائز غير قادرين على إدراك أي شيء يقع خارج نطاق رغباتهم الخاصة ومصالحهم المشتركة"

 

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا