بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما فترته الرئاسية بخطاب جميل موجه لملايين المسلمين حول العالم. واختار أوباما في العام 2009 العاصمة المصرية القاهرة لإلقاء خطابه الذي كان مما جاء فيه:
"لقد أتيت إلى القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما، بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان". لكن هل نجح أوباما في جعل هذه العلاقة قائمة على الاحترام بالفعل أم هل اعتمدت على الإجبار فقط؟.
شهدت هذه العلاقة التي قد نصفها بعلاقة "زواج" بين الطرفين العديد من الخلافات والمشاكل، لعل أبرزها ما تعرضت له وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها الأولى لمصر بعد تولي الرئيس الدكتور محمد مرسي المحسوب على تيار الإخوان المسلمين رئاسة مصر. فقد استقبلها المصريون بالأحذية والطماطم في علامة واضحة على صعوبة تجاهل الشعب المصري للعلاقة الطيبة التي كانت تجمع بين أمريكا والرئيس المخلوع حسني مبارك قبل إسقاط النظام السابق في مصر.
لقد فرض الربيع العربي على أمريكا التعامل مع فئة جديدة من العرب والمسلمين تختلف في جوهرها عن "القذافي ومبارك" الأمر الذي أدى إلى تهديد سلطة الولايات المتحدة الأمريكية بعدما أثبت العربي بشكل عام -والمسلم بشكل خاص- قدرته على إحداث التغيير.
وقد جعل العداء الواضح للأمريكيين من "بنغازي حتى كابول" تفاؤل الرئيس الأمريكي أوباما في غير محله.
نحاول هنا تتبع العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي بدءا بالخطاب الساحر الذي ألقاه الرئيس باراك أوباما في القاهرة في بداية عهده الرئاسي وحتى الأحداث الأخيرة المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية والتي شهدها العالم في 11 سبتمبر/أيلول 2012.
وجاءت هذه الأحداث لتبدو وكأنها إحياء لذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، رغم النجاح الذي حققه الرئيس الأمريكي اوباما بالإعلان عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن المشتبه في كونه المسؤول عن أحداث سبتمبر.
ويبدو أن العداء للأمريكيين لم يتوقف يوماً برغم أنه كان يقوى حينا ويضعف حينا آخر؛ فقد استطاع الفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم تجديد هذا العداء بطريقة أقوى من ذي قبل ولن يتمكن أي خطاب سابق أو لاحق من أن يخفف من حدة حقد وغضب المسلمين على الأمريكيين في الفترة الحالية.
وحقيقة؛ فقد كانت فلسطين التي قربت خطاب أوباما من المسلمين هي نقطة الحديث الرئيسية في المقابلة الأولى التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مع الرئيس المنتخب المصري الدكتور محمد مرسي.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل لاحظت تغيرا في طبيعة العلاقات الأمريكية والإسلامية منذ أحداث 9/11 أو منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي؟.