أمريكا والعالم الإسلامي: زواج مضطرب وعلاقة متوترة

تاريخ النشر: 25 سبتمبر 2012 - 01:39 GMT

بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما فترته الرئاسية بخطاب جميل موجه لملايين المسلمين حول العالم. واختار أوباما في العام 2009 العاصمة المصرية القاهرة لإلقاء خطابه الذي كان مما جاء فيه:

"لقد أتيت إلى القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما، بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان". لكن هل نجح أوباما في جعل هذه العلاقة قائمة على الاحترام بالفعل أم هل اعتمدت على الإجبار فقط؟.

شهدت هذه العلاقة التي قد نصفها بعلاقة "زواج" بين الطرفين العديد من الخلافات والمشاكل، لعل أبرزها ما تعرضت له وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها الأولى لمصر بعد تولي الرئيس الدكتور محمد مرسي المحسوب على تيار الإخوان المسلمين رئاسة مصر. فقد استقبلها المصريون بالأحذية والطماطم في علامة واضحة على صعوبة تجاهل الشعب المصري للعلاقة الطيبة التي كانت تجمع بين أمريكا والرئيس المخلوع حسني مبارك قبل إسقاط النظام السابق في مصر.

لقد فرض الربيع العربي على أمريكا التعامل مع فئة جديدة من العرب والمسلمين تختلف في جوهرها عن "القذافي ومبارك" الأمر الذي أدى إلى تهديد سلطة الولايات المتحدة الأمريكية بعدما أثبت العربي بشكل عام -والمسلم بشكل خاص- قدرته على إحداث التغيير.

وقد جعل العداء الواضح للأمريكيين من "بنغازي حتى كابول" تفاؤل الرئيس الأمريكي أوباما في غير محله.

نحاول هنا تتبع العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي بدءا بالخطاب الساحر الذي ألقاه الرئيس باراك أوباما في القاهرة في بداية عهده الرئاسي وحتى الأحداث الأخيرة المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية والتي شهدها العالم في 11 سبتمبر/أيلول 2012.

وجاءت هذه الأحداث لتبدو وكأنها إحياء لذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، رغم النجاح الذي حققه الرئيس الأمريكي اوباما بالإعلان عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن المشتبه في كونه المسؤول عن أحداث سبتمبر. 

ويبدو أن العداء للأمريكيين لم يتوقف يوماً برغم أنه كان يقوى حينا ويضعف حينا آخر؛ فقد استطاع الفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم تجديد هذا العداء بطريقة أقوى من ذي قبل ولن يتمكن أي خطاب سابق أو لاحق من أن يخفف من حدة حقد وغضب المسلمين على الأمريكيين في الفترة الحالية.

وحقيقة؛ فقد كانت فلسطين التي قربت خطاب أوباما من المسلمين هي نقطة الحديث الرئيسية في المقابلة الأولى التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مع الرئيس المنتخب المصري الدكتور محمد مرسي.

شاركنا برأيك في التعليقات: هل لاحظت تغيرا في طبيعة العلاقات الأمريكية والإسلامية منذ أحداث 9/11 أو  منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي؟.

عرض كشريط
عرض كقائمة

جاء خطاب الرئيس الأمريكي في القاهرة تعبيراً عن ترجمة لحلم أوباما في تحقيق فهم أفضل بين أمريكا والشرق الأوسط: "لقد جئت هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمبن في جميع أنحاء العالم". وكأنه يقول:"أيها المسلمون، الأميركيون ليسوا أعداءكم.

انسحبت القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر 2011 مخلفة وراءها بلدا مدمرا. ولم يساعد تواجد القوات الأمريكية في العراق والذي جاء إثر احتلال أثار الجدل منذ عقد من الزمان الشعب العراقي بشيء. جاء الانسحاب في الوقت المناسب بسبب الربيع العربي.

جاءت الطماطم الى العالم العربي عن طريق وطن البيتزا "إيطاليا"، لكن يبدو أن كانوا قد قرروا لها استخداما آخر.، فكما تعرض الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للرمي بالحذاء في بغداد تعرضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للرمي بالطماطم في مصر.

وقد يقضي ترشح ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2012 والمعادي للإسلام والمسلمين أي أمل في تحسين العلاقات الأمريكية - الإسلامية وخصوصاً بعد زيارته لإسرائيل وإعلانه عن تأييده لجعل "القدس" عاصمة لإسرائيل.

في خطوة غير مسبوقة أو متوقعة من رئيس أمريكي؛ حث الرئيس أوباما بنيامين نتنياهو على تجميد المستوطنات اليهودية. فهل من الممكن أن تكون هذه نقطة لصالح أوباما في تحسين العلاقات الأمريكية-الإسلامية وخاصة أن امريكا هي من أفضل أصدقاء إسرائيل المدافعين عنها.

من أكبر المشاكل التي تواجه حلم الرئيس الامريكي أوباما "الحلم المستحيل" تعرض السفارات الأمريكية في مصر وليبيا واليمن للهجمات بشكل مستمر، بالإضافة الى استمرار تواجد الجنود الامريكيين في أفغانستان مما يزيد من حدة الكره والسخط تجاهها.

ترفض الأمم المتحدة بشكل متواصل حمام الدم السوري وترى أنه لا يمكن تجاهل الثورة السورية وما يتعرض له السوريون في تلميح إلى إمكانية تدخل "المنقذ" أمريكا على غرار ما حصل في العراق وليبيا، لكن قد يكون رفض العرب لتدخلها نابعا من الخوف من تكرار تجربة العراق.

بعد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا إثر الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول، خرجت العديد من المظاهرات الرافضة لأفعال وجرائم المتشددين ومن ضمن اللافتات التي كتبت " نعتذر للشعب الامريكي فهذه ليست أخلاق الإسلام ".

الخوف القديم من تمكين الإسلاميين من السلطة: في حركة أشبه بخطاب أوباما في القاهرة، زار الرئيس المصري محمد مرسي أمريكا واجرى مقابلة حاول من خلالها إيصال رسالة مفادها عدم السماح لاي جهة بالتدخل في مصر، فهل يستطيع الربيع العربي قلب ميزان القوى؟.

خطاب الرئيس الامريكي اوباما في القاهرة
انسحاب القوات الأمريكية من العراق
هيلاري كلينتون تتعرض للضرب بالطماطم في مصر
ميت رومني في القدس
أوباما يتحدث علنا ضد بناء المستوطنات
تعرض السفارات الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن للاعتداءات
الجمعية العامة للأمم المتحدة
مظاهرة تعتذر للولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس محمد مرسي في أمريكا
خطاب الرئيس الامريكي اوباما في القاهرة
جاء خطاب الرئيس الأمريكي في القاهرة تعبيراً عن ترجمة لحلم أوباما في تحقيق فهم أفضل بين أمريكا والشرق الأوسط: "لقد جئت هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمبن في جميع أنحاء العالم". وكأنه يقول:"أيها المسلمون، الأميركيون ليسوا أعداءكم.
انسحاب القوات الأمريكية من العراق
انسحبت القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر 2011 مخلفة وراءها بلدا مدمرا. ولم يساعد تواجد القوات الأمريكية في العراق والذي جاء إثر احتلال أثار الجدل منذ عقد من الزمان الشعب العراقي بشيء. جاء الانسحاب في الوقت المناسب بسبب الربيع العربي.
هيلاري كلينتون تتعرض للضرب بالطماطم في مصر
جاءت الطماطم الى العالم العربي عن طريق وطن البيتزا "إيطاليا"، لكن يبدو أن كانوا قد قرروا لها استخداما آخر.، فكما تعرض الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للرمي بالحذاء في بغداد تعرضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للرمي بالطماطم في مصر.
ميت رومني في القدس
وقد يقضي ترشح ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2012 والمعادي للإسلام والمسلمين أي أمل في تحسين العلاقات الأمريكية - الإسلامية وخصوصاً بعد زيارته لإسرائيل وإعلانه عن تأييده لجعل "القدس" عاصمة لإسرائيل.
أوباما يتحدث علنا ضد بناء المستوطنات
في خطوة غير مسبوقة أو متوقعة من رئيس أمريكي؛ حث الرئيس أوباما بنيامين نتنياهو على تجميد المستوطنات اليهودية. فهل من الممكن أن تكون هذه نقطة لصالح أوباما في تحسين العلاقات الأمريكية-الإسلامية وخاصة أن امريكا هي من أفضل أصدقاء إسرائيل المدافعين عنها.
تعرض السفارات الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن للاعتداءات
من أكبر المشاكل التي تواجه حلم الرئيس الامريكي أوباما "الحلم المستحيل" تعرض السفارات الأمريكية في مصر وليبيا واليمن للهجمات بشكل مستمر، بالإضافة الى استمرار تواجد الجنود الامريكيين في أفغانستان مما يزيد من حدة الكره والسخط تجاهها.
الجمعية العامة للأمم المتحدة
ترفض الأمم المتحدة بشكل متواصل حمام الدم السوري وترى أنه لا يمكن تجاهل الثورة السورية وما يتعرض له السوريون في تلميح إلى إمكانية تدخل "المنقذ" أمريكا على غرار ما حصل في العراق وليبيا، لكن قد يكون رفض العرب لتدخلها نابعا من الخوف من تكرار تجربة العراق.
مظاهرة تعتذر للولايات المتحدة الأمريكية
بعد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا إثر الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول، خرجت العديد من المظاهرات الرافضة لأفعال وجرائم المتشددين ومن ضمن اللافتات التي كتبت " نعتذر للشعب الامريكي فهذه ليست أخلاق الإسلام ".
الرئيس محمد مرسي في أمريكا
الخوف القديم من تمكين الإسلاميين من السلطة: في حركة أشبه بخطاب أوباما في القاهرة، زار الرئيس المصري محمد مرسي أمريكا واجرى مقابلة حاول من خلالها إيصال رسالة مفادها عدم السماح لاي جهة بالتدخل في مصر، فهل يستطيع الربيع العربي قلب ميزان القوى؟.

مواضيع ممكن أن تعجبك

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن