مع تصاعد الحملة التي يشنها النظام السوري ضد قوى المعارضة والتي وصلت أشدها مع ارتفاع عدد القتلى بين صفوف المتظاهرين ضد نظام بشار الأسد؛ لا يساهم التعتيم الإعلامي الذي يفرضه النظام السوري في مساعدة وسائل الإعلام عن الكشف عن العدد الحقيقي لضحايا الاحتجاجات في سوريا. برغم تأثير اللاعبين الدوليين عموما في تحديد مصير الأنظمة العربية، فقد يكون من الجيد العمل على تحديد الجهات المستفيدة في حالة رحيل النظام السوري الذي يبدو أنه مجرد مسألة وقت لا أكثر أو تلك المنتفعة من الإبقاء على النظام مع تطبيق مقترحات الجامعة العربية التي تبدو هشة وغير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
ومع وصول عدد القتلى في سوريا في نهاية الأسبوع الماضي إلى ١٠٠ قتيل؛ تبرز الحاجة إلى توضيح السبب الذي يجعل الأزمة السورية مختلفة عن مثيلاتها من حالات الربيع العربي الأخرى.
بالنظر إلى الوضع السوري يتوضح أن هناك مجموعة من اللاعبين المنتفعين في حالة سقط نظام الأسد في حين سيخسر آخرون في حال رحل هذا النظام البعثي. توجد جبهتان حاليا إحداهما ضد النظام البعثي وتتمثل في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والأخرى هي مجموعة من القوى الصاعدة دوليا (مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) والتي تقف ضد أن يتحول الوضع في سوريا إلى آخر مشابه لما حدث في ليبيا قبلا. لذا تتجه بعض التكهنات إلى القول بإمكانية وقف العنف في سوريا والاتجاه إلى الأخذ بالإصلاحات بدلا من إسقاط النظام.
نلقي نظرة على اللاعبين العرب والدوليين على الساحة السورية؛ والأسباب الداعية لدعم بعض الدول للنظام السوري برغم القسوة التي ينتهجها لقمع معارضيه، وما هو التأثير الذي قد يحدثه سقوط نظام بشار الأسد دوليا وعربيا؟. كيف ستتأثر دول مثل إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية بنتيجة الصراع الدائر في سوريا؟؛ ولم تبدي دول مثل روسيا والصين هذا الدعم اللا محدود للنظام البعثي الحاكم برغم العديد من الشواهد على الوحشية التي يتبعها هذا الأخير في قمع الاحتجاجات الداخلية ضده والتي بدأت منذ آذار\مارس الماضي؟.
لماذا تدعم هذه الدول نظام الأسد في سوريا؟ وهل تعتقدون بأن هناك لاعبين آخرين ذوي علاقة بالصراع في سوريا؟ شاركونا بآرائكم في التعليقات.