شهدت العاصمة الافغانية كابول الخميس، تظاهرة نسائية نادرة خرجت للتنديد بقرار سلطات حركة طالبان المتشددة الحاكمة حظر ارتياد الاناث للجامعات.
وعمدت قوات الامن وشرطيات تابعات لحكومة طالبان الى اعتقال مشاركات في التظاهرة التي لم تستمر طويلا، ورفعت خلالها لافتات كما تم ترديد هتافات ترفض التمييز بين الرجال والنساء في الحقوق، وخصوصا ما يتعلق بتلقي العلم.
وسارت التظاهرة في احد احياء كابول بعد تغيير موقع تنظيمها الذي كان مقررا امام جامعة كابول، لكن حال دون ذلك التواجد الكثيف لعناصر الامن التابعين لحركة طالبان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن احدى المتظاهرات قولها ان عددا كبيرا من المشاركات اللواتي ارتدت بعضهن الكمامات، قد تعرضن للاعتقال على يد شرطيات طالبان، ولم يتم الافراج سوى عن اثنتين فقط منهن.
يخشى ان تتعرض المعتقلات للعنف والتوقيف او حتى المحاكمة، سيرة كثير من الناشطات الافغانيات ممن لقين مثل هذا المصير لمجرد مطالبتهن بحقوق النساء في البلاد.
وكان وزير التعليم العالي لطالبان ندا محمد نديم عمم الثلاثاء، قرارا على جامعات البلاد الحكومية والخاصة يقضي بوقف تعليم الاناث.
وانتهجت طالبان سياسة تمييزية تدريحية ضد النساء منذ سيطرتها على البلاد في اب/اغسطس العام الماضي، حيث اغلقت مدارس الاناث الثانوية في اذار/مارس الماضي، وطردت النساء من الوظائف الحكومية، وقررت منع المراة من السفر دون محرم، فضلا عن ارتداء البرقع خارج المنزل.
Every protest is a much bigger threat of death. No one should have to be as brave as the girls and women of Kabul. https://t.co/VTOkELIjFS
— KaylaQ (@KaylaQFrawley) December 22, 2022
وبلغ الامر بالحركة انها قررت في تشرين الثاني/نوفمبر، منع دخول النساء الى المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة.
وكان جليا من تلك الاجراءات ان الحركة قد نكصت عن تعهدها ابان عودتها الى الحكم، بابداء مرونة ازاء حقوق الانسان.
“جريمة ضد الإنسانية”
وفي سياق متصل، فقد وصفت دول مجموعة السبع الخميس معاملة طالبان للنساء بانها ترقى الى “جريمة ضد الإنسانية”.
وقال بيان لوزراء خارجية المجموعة التي تضم بريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، ان سياسات اقصاء النساء من الحياة العامة التي تنتهجها طالبان ستكون لها عواقب في حال لم تتراجع عنها الحركة و"دون تأخير".
كما اكدوا وقوف بلدانهم الى جانب الافغانيين في مطابتهم بحقوقهم وبما يتوافق مع القانون الدولي.
وعلى صعيدها، اعتبرت المانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، ان سياسات طالبان حيال النساء وحقوق الانسان بانها تمثل ردة الى "العصر الحجري".
واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حركة طالبان بانها "تسلب كلّ مقومات حياة النساء" في أفغانستان، مشددة على ان الحياة تعني "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة”.