اعلنت السعودية وسوريا الثلاثاء، استئناف عمل بعثتيهما الدبلوماسيتين بعد قطيعة دامت اكثر من 11 عاما.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية "واس" ان قرار المملكة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق يأتي في ضوء توافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير على استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس جامعتهم.
واضافت ان الخطوة تاتي كذلك في اطار حرص المملكة على "تطوير العمل العربي المشترك وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة".
ولاحقا الثلاثاء، أعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية عن اتخاذ دمشق قرارا باستئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الرياض "انطلاقا من الروابط العميقة والانتماء المشترك لشعبي" البلدين.
وقرر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماععم في القاهرة الأحد استئناف مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة، متوجين بذلك حراكا عربيا مكثفا ومساع كبيرة بهدف اعادة دمشق الى مقعدها الشاغر في الجامعة منذ 12 عاما.
وادان ممثلو ائتلاف المعارضة السورية في قطر أنّ قرار الوزراء العرب باعتبار انه "ضوء أخضر لمزيد من الوحشية".
وكانت نحو 18 دولة عربية على رأسها السعودية بادرت الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا كما علقّت جامعة الدول العربية عضويتها مع اندلاع النزاع في هذا البلد عام 2011.
المملكة العربية السعودية تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية pic.twitter.com/uBtuuDxm3f
— وزارة الخارجية ?? (@KSAMOFA) May 9, 2023
وادى النزاع في سوريا الى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد ملايين اخرين، فضلا عن الحاق دمار هائل بالبنية التحتية للبلاد مع تحولها حلبة تصفية حسابات لقوى إقليمية ودولية.
غموض حول مشاركة الاسد في القمة
كان من شأن الزلزال الذي ضرب سوريا وجارتها تركيا في شباط/فبراير تسريع عملية تطبيع علاقات دمشق مع محيطها والتي بدات باتصالات كسرت حاجز الجفاء بين الرئيس السوري بشار الاسد وقادة دول عربيّة، ومهدت الطريق لايصال مساعداتهم الى البلد المنكوب.
وشهد الشهر الماضي تبادلا للزيارات على مستوى وزيري الخارجية بين دمشق والرياض، وذلك غداة اعلان السعودية انها تجري محادثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بينها وسوريا.
وجاءت هذه التطورات على خلفية التغير المتسارع في المشهد السياسي في المنطقة في اعقاب اتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات خلال مفاوضات استضافتها الصين في 10 آذار/مارس.
وفيما تستضيف السعودية مؤتمر القمة العربية في 19 أيار/مايو، لكن لم تعلن سوريا الى الان ما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيشارك في القمة.
والاحد، اكدت قطر ان موقفها الرافض للتطبيع مع دمشق "لم يتغير".
وقال ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية إن موقف الدوحة من تطبيع العلاقات مع "النظام السوري لم يتغير".
لكن الانصاري حرص في تصريحه الذي اوردته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أن حكومة بلاده لن تكون "عائقا" أمام الخطوة التي اتخذها وزراء الخارجية العرب.
واعاد المتحدث القطري التذكير بموقف الدوحة من ان اي تطبيع مع دمشق رهن بتحقيق تقدم على صعيد الحل السياسي، وبما يحقق "تطلعات الشعب السوري"، ويعالج جذور الازمة التي كانت سببا في قرار المقاطعة الذي اتخذته الجامعة
ومن المعلوم ان قطر قدمت دعما كبيرا لجماعات سورية معارضة، كما احتضنت بعض تلك الجماعات وسلمتها إدارة السفارة السورية لديها.