توظيف الرموز الدينية في حرب إسرائيل وغزة

تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2012 - 03:06 GMT
"عمود السحاب" اسم مأخوذ من توراة بني إسرائيل
"عمود السحاب" اسم مأخوذ من توراة بني إسرائيل

 

كلما اشتدت ضراوة القتال بين إسرائيل وغزة؛ يلجأ طرفا الصراع إلى توظيف أو استخدام مبرراتٍ إلهيـّة ودينية لتحويل الدمار وإراقة الدماء إلى ما يشبه "الحرب الدينية" أو "المقدّسة".

وبرغم معاناة المدنيين التي تتفاقم بمرور الأيام منذ بداية العدوان على غزة ومع غياب أي علامة تدل على وجود نية لوقف القتال في الأفق في الوقت الذي يقتل فيه أطفال غزة وتهدّم المباني والبيوت على رؤوس قاطنيها؛ لجأت كل من حركة حماس وإسرائيل إلى اتخاذ أسماء ذات صبغة دينية لتضفي نوعًا من القدسية الخاصة على هذه الحرب.

فمنذ بداية عدوانها العسكري على قطاع غزة الأسبوع الماضي؛ أطلقت إسرائيل على هذه العملية اسم "عمود السحاب" وهو لفظٌ ذو دلالةٍ دينيةٍ مأخوذةٍ من  كتاب اليهود المقدس "التوراة". ويشير الاسم إلى الهيئة التي اتخذها الرّب لحماية بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر.

لم يمضِ الكثير من الوقت قبل أن تقتبس حركة حماس بدورها اسما من القرآن الكريم لعملياتها ضد إسرائيل وهو عملية "حجارة سجّيل".

وغرّدت كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس يوم الجمعة الماضي على حسابها في موقع تويتر ما يلي: "أطلقت كتائب القسّام صاروخين محليي الصنع من طراز M75 باتجاه مدينة القدس المحتلة" واللذان لم ينجم عنهما أية أضرار مادية أو إصابات في الأرواح. غير أن هذا الهجوم الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قد فتح الباب لنقاش عنيف من نوع آخر. فقد علّق أحد المسيحيين الإسرائيليين من مدينة القدس على فشل الصاروخين في تحقيق هدفهما بأن "ملاكًا حارسًا قد أزاحهما عن الطريق".
 
أما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فعلقت بدورها قائلة: "نحن نخوض صراعًا مع أشخاصٍ فاقدين لصورة الرّب ورافضين لمنحة الحياة الإلهية".

إضافة إلى ذلك؛ تناقل مستخدمو موقع تويتر للتواصل الاجتماعي تصريحاتٍ منسوبةً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو يحاول فيها التشكيك في إيمان منتسبي حماس حيث قال للقناة الإسرائيلية الثانية: "لم أكن أعرف أن حماس لاتعرف الله، من يقصف القدس لا يعرف الله".

ومع توقعات بازدياد حدة العنف في الأيام القادمة؛ فإنه لا يسع المرء إلا أن يتساءل: ما هو الأمر "المقدّس" في كلّ هذ الدّمار؟!.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن