السودان.. انقطاع للانترنت ودول تجلي بعثاتها ورعاياها مع دخول المعارك اسبوعا ثانيا

تاريخ النشر: 23 أبريل 2023 - 09:29 GMT
السودان.. انقطاع للانترنت ودول تجلي بعثاتها ورعاياها مع دخول المعارك اسبوعا ثانيا

دخلت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعا ثانيا الاحد، فيما اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إجلاء موظفي سفارة الولايات المتحدة في هذا البلد الذي بات يشهد انقطاعا شبه كامل لخدمة الانترنت.

وقال بايدن في بيان ان القوات الاميركية نفذت عملية لاخراج طاقم سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، مضيفا ان دولا عدة ساعدت في ذلك، من بينها السعودية وجيبوتي واثيوبيا.

وأاشاد الرئيس الاميركي بما وصفه بالمهارة الفائقة التي ابدتها القوات الاميركية خلال عملية اجلاء الطاقم من السودان الذي خلف القتال المحتدم فيه اكثر من 400 قتيل فضلا عن الاف الجرحى.

ومن جانبه، اعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن انه تم تعليق العمليات في السفارة بصورة مؤقتة بسبب "المخاطر الأمنية" الناجمة عن النزاع، واتي وصفها بانها "رهيبة ومتنامية".

بدورها، كانت قوات الدعم السريع التابعة للفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" اكدت ان عملية اجلاء طاقم السفارة الاميركية وعائلاتهم تمت بالتنسيق بينها وبين بعثة عسكرية اميركية مؤلفة من 6 طائرات.

وعلى صعيده، أكد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان انه عمل على تامين وتسهيل عمليات إجلاء رعايا وبعثات العديد من البلدان الاجنبية، مشددا في الوقت نفسه على ان كافة مطارات البلاد تخضع لقواته باستثناء مطاري الخرجوم ونيالا في جنوب دارفور.

وبالتزامن، اعلنت الولايات المتحدة بدء اجلاء رعاياها من السودان، فيما قالت دول اخرى انها تستعد لفعل ذات الامر، رغم استمرار اغلاق المطارات في السودان.

وفي أول عملية إجلاء لمدنيين منذ اندلاع المعارك في السودان، .اعلنت وزارة الخارجية السعودية ان أكثر من 150 شخصا من رعايا المملكة وبلدان اخرى بينها الكويت وقطر والامارات ومصر وتونس قد وصلوا الى ميناء جدة بحرا السبت.

انقطاع الانترنت

ومع احتدام المعارك في السودان، قالت منظمة "نت بلوكس" المعنية برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت حول العالم، ان السودان يشهد "انهيارا شبه كامل" للخدمة.

""خلف القتال المحتدم منذ اكثر من اسبوع في السودان اكثر من 420 قتيلا
خلف القتال المحتدم منذ اكثر من اسبوع في السودان اكثر من 420 قتيلا

 

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استأنفا السبت، جولات القتال بينهما عقب هدوء نسبي صاحب اعلانهما هدنة قصيرة في اول ايام عيد الفطر.

وعادت اصوات الانفجارات واطلاق النار تدوي في الخرطوم السبت مع احتدام المعارك التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل.

وفيما يحتدم القتال، تعاني الخرطوم من وضع كارثي مع توقف اكثر من ثلثي مستشفياتها عن العمل بعد تعرضها للقصف والنهب بحسب نقابة الأطباء، والتي قالت ان أربع مستشفيات في ولاية شمال كردفان تعرضت للقصف ايضا.

وقتل نحو 420 شخصا واصيب اكثر من 3700 في القتال في انحاء السودان وفق ما اعلنت منظمة الصحة العالمية. على ان العدد الفعلي ربما يكون اكبر بكثير في ظل عدم تمكن فرق الانقاذ من الوصول الى القتلى والجرحى في العديد من المناطق.

"وضع كارثي"

وعلى صعيد اخر، فقد حذر برنامج الغذاء العالمي من اتساع نطاق المجاعة بسبب المعارك في السودان الذي يعتمد 15 مليون شخص، يشكلون ثلث عدد السكان، على المساعدات.

""السعودية اجلت عشرات من رعاياها ورعايا دول عدة من السودان
السعودية اجلت عشرات من رعاياها ورعايا دول عدة من السودان

 

ويتبادل الطرفان المتناحران الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بسبب خلافات حول بند اساسي في اتفاق السلام يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

والدعم السريع هي قوة انبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي كانت ذراع البشير الباطش لقمع التمرد في اقليم دارفور.

واستولى الحليفان السابقان البرهان وحميدتي على السلطة عقب انقلاب العام 2021 أطاحا اثره بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة مع العسكريين، قبل ان يدب الصراع بينهما.

والجمعة، اعلن الرجلان موافقتهما على هدنة لثلاثة ايام عقب اتصالات اجراها معهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

واوضح حميدتي انه ناقش مع غوتيريش مسائل تناولت "الهدنة الإنسانية" وحماية العاملين في المجال الإنساني وفتح ممرات امنة. لكن الهدنة لم يتم الالتزام بها سوى يوم الجمعة، وبصورة نسبية.