انباء عن مبادرة أميركية-اوروبية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 09 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الاثنين ان الادارة الاميركية وحلفاءها الاوروبيين يعملون حاليا على اعداد مبادرة لنشر الديمقراطية في منطقة "الشرق الاوسط الاوسع نطاقا، على غرار معاهدة عام 1975 التي ضغطت من أجل نشر الحريات في الاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين قولهم ان المبادرة التي يجري صياغتها ستطلب من الحكومات العربية وحكومات جنوب آسيا تطبيق اصلاحات سياسية واسعة ومساءلتها عن سجلها في حقوق الانسان وتطبيق اصلاحات اقتصادية. 

وذكرت الصحيفة انه لإعطاء هذه الدول حافزا على التعاون ستعرض الدول الغربية زيادة توسيع نطاق تعاملها السياسي وزيادة المساعدات وتسهيل عضوية منظمة التجارة العالمية وتعزيز ترتيبات الأمن. 

وأضافت انه من المقرر الكشف عن مبادرة الادارة الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط الكبرى خلال قمة الثماني التي يستضيفها الرئيس الاميركي في سي ايلاند بولاية جورجيا في يونيو حزيران/يونيو المقبل. 

وقالت الصحيفة ان كبار مسؤولي البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية بدأوا محادثات مع حلفاء اوروبيين رئيسيين حول الخطة. ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم ان الخطة ستطرح هذا الصيف خلال قمم مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي. 

وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية للصحيفة "انه تغيير هائل في طريقة تعاملنا مع الشرق الاوسط. نأمل ان نطرح بعض مباديء الإصلاح خلال محادثات مع الاوروبيين خلال الأسابيع القليلة القادمة ونطرح معها بعض الأفكار التي تدعمها". 

وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول أعلن مطلع كانون الثاني/يناير 2003، عن برنامج لتعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط، خصص له 29 مليون دولار. 

وفي ما بدا اتصالا مع هذه المبادرة، فقد دعا باول الاسبوع الماضي، الدول الاوروبية الى الانخراط في جهود نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط الاوسع نطاقا. 

والسبت، حث وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الحلفاء الغربيين على تدشين مبادرة موحدة للشرق الاوسط هذا العام تحظى فيها الاهداف الاجتماعية والاقتصادية بنفس القدر من الاهتمام بالمخاوف الامنية، وذلك في ما بدا ردا على دعوة باول. 

وقال فيشر "في اوائل صيف هذا العام تقدم قمم مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) التي تعقد متعاقبة فرصة لتدشين مثل هذا المشروع فعليا".  

واضاف انه يتعين على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حشد الموارد "لصياغة مبادرة جديدة عبر الاطلسي من اجل الشرق الاوسط".  

ورحبت بريطانيا بالافكار التي طرحها فيشر حول هذه المبادرة.  

واعتبر فيشر امام مؤتمر امني في مدينة ميونيخ الالمانية ان "ارهاب الجهاديين المدمر بأيديولوجيته الشمولية" لن يهزم بالقوة العسكرية. وقال الوزير الذي ينتمي الى حزب الخضر ان «جهودنا المنسقة لتعزيز السلام والامن محكوم عليها بالفشل اذا اعتقدنا ان القضايا الامنية هي المهمة فقط».  

وتابع انه كان يتعين على الغرب ان يدرك ان هناك حاجة لاقتسام ثمار العولمة مع منطقة نصف سكانها تحت سن 18 عاما.  

وقال فيشر ان ايران ستحتاج الى 800 ألف وظيفة جديدة سنويا والسعودية 700 ألف الا ان الاستثمارات الاقليمية تتراجع.  

وطرح فيشر مبادرة على مرحلتين تدمج بداية حلف الاطلسي وجهود الاتحاد الاوروبي الحالية في منطقة حوض البحر المتوسط.  

وقال ان "عملية الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي المتوسطية" التي ستشمل دول المغرب العربي اضافة الى مصر والاردن واسرائيل والفلسطينيين وسوريا وليبيا ستسعى الى تحقيق التعاون في اربعة مجالات هي الامن والاقتصاد والقانون والثقافة والمجتمع المدني.  

وقال فيشر ان الدول المشتركة معا ستتعامل مع القضايا الامنية بما في ذلك جهود الحد من التسلح في حين تقدم اوروبا لدول البحر المتوسط شراكة اقتصادية.  

وتساءل فيشر "لماذا لا نسعى بنشاط لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في اقامة منطقة تجارة حرة معا بحلول عام 2010 لتحتضن منطقة البحر المتوسط بالكامل".  

وفي المرحلة التالية من خطة فيشر ستوقع المجموعة "اعلان مستقبل مشترك" مع اعضاء اخرين في جامعة الدول العربية وربما ايران ايضا.  

وقال فيشر ان الدول الموقعة ستلزم نفسها بالسلام والامن وتدعم تكامل اقتصاداتها وتعزيز حقوق الانسان وتعترف بأن الرجال والنساء سواء في حق الحصول على التعليم.  

وتابع فيشر انه يتعين الا تتجاهل المبادرة الصراع الرئيسي بين اسرائيل والفلسطينيين والا يسد الصراع الطريق امامها.  

وحث وزير الخارجية الالماني الحلفاء الغربيين على ان يعرضوا شراكة مع دول الشرق الاوسط بحلول موعد انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في نهاية حزيران/يونيو. —(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن