داعش المنهزم براً يتطلع إلى الجهاد البحري

تاريخ النشر: 31 أغسطس 2017 - 06:20 GMT
هاجم القاعدة حاملة الطائرات "يو إس إس كول" عند ساحل عدن في عام 2000
هاجم القاعدة حاملة الطائرات "يو إس إس كول" عند ساحل عدن في عام 2000

في 16 يوليو ( تموز) 2015 ، أطلق قارب صيد كان يبحر مقابل شبه جزيرة سيناء، نداء استغاثة. واستجابت له أقرب سفينة، فرقاطة تابعة للبحرية المصرية. ومع اقترابها من القارب أطلق إرهابيون صواريخ مضادة للسفن فأعطبوا الفرقاطة. وادعى داعش المسؤولية عن الكمين.

 وأثار الحادث ضجة كبيرة في القاهرة، ولكن واشنطن تجاهلته إلى حد كبير. وكما أشار مايكل روبين، باحث مقيم لدى معهد أمريكان إنتربرايز، في مجلة "كومنتري" الأمريكية، اعتبر البنتاغون، في حينه، أن القتال ضد داعش يجب أن يتركز في العراق وسوريا. لكن اهتماماً محدوداً ظهر لاحقاً بالخطر المتنامي الذي يمثله داعش في ليبيا ومصر وفق تقرير على موقع الامارات 24

موقف مفهوم
باعتقاد روبين، كان لتركيز معظم الاهتمام على محاربة داعش في معقليه الكبيرين البريين في الموصل والرقة ما يبرره، باعتباره موقفاً مفهوماً ومنطقياً. ولكن تم تجاهل ما كان يجري بالقرب من السواحل الليبية والمصرية.
وبحسب الباحث، حتى هذا اليوم، ما زال الكمين في البحر الأبيض المتوسط يطرح قضية لا يمكن تجاهلها، وسؤالاً لا بد من الإجابة عليه. ما هي استراتيجية داعش البحرية؟

هجمات سابقة
هاجم القاعدة حاملة الطائرات "يو إس إس كول" عند ساحل عدن في عام 2000. ولكن ذلك الحادث غلبت عليه تجربة مريرة لاحقة مع القاعدة – هجمات 9/11 بواسطة طائرات، فضلاً عن الحرب في أفغانستان. ورغم ذلك، يبقى للعرب والعالم الإسلامي عامة، تاريخه البحري القديم والغني، وهو رمز بوسع داعش الاستلهام منه.

تناثر
ويتوقع روبين ألا يختفي داعش بعد هزيمته الوشيكة في العراق وسوريا، وإنما قد يتناثر في مناطق عدة. فقد يشن تمرداً في معقله القديم، وعبر الشرق الأوسط. وقد يزرع جذوره في دول فاشلة أخرى، وينفذ عمليات إرهابية في مناطق شتى، في بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وأستراليا. لكن ما الذي يتوقع أن ينفذه عبر البحار؟

استراتيجية بحرية
يلفت نورمان سيغار، خريج جامعة تابعة للمارينز، وهو محلل يجيد اللغة العربية، للعمليات التي نفذها القاعدة وداعش، ومتطرفون يتبعون منظمات أخرى. ويقول سيغار: "للجهاد البحري مكانة متميزة في التراتبية التقليدية للجهاد". وكما أشار أحد منظري القاعدة "فهو يعد مصدر فخر أكبر من الجهاد البري".

وكتب سيغار أن أحد منظري الجهاد في القاعدة، أبو عبيدة القرشي، كان أول من سعى لإدخال العمليات البحرية ضمن استراتيجية الجهاد الأوسع. ورأى القرشي أنه لتلك العمليات "أهمية خاصة لأنها تحقق هدف تقويض الاقتصاد الأمريكي بالنظر إلى أهمية التجارة وحرية الملاحة". وقال القرشي" إن كان الجهاديون يريدون لمعركتهم أن تصبح عالمية، فذلك يقتضي اتخاذ الخطوة الثانية في السيطرة على البحار والمنافذ البحرية. وكما نجح المجاهدون في تشكيل خلايا استشهادية في البر، يمثل البحر الخطوة الاستراتيجية المقبلة باتجاه السيطرة على العالم وإحياء الخلافة الإسلامية".

يسرقون ثرواتنا
وبحسب روبين، فيما لم يعثر على وثائق تكشف استراتيجية داعش كما هو الحال بالنسبة للقاعدة، لم يكن الهجوم على الفرقاطة المصرية حالة خاصة. فقد صرح أحد قادة داعش: "في الوقت الحالي، يحتل عبدة الصليب والكفار بحارنا بواسطة بوارجهم وقواربهم وحاملات طائراتهم ويسرقون ثرواتنا، ويقصفوننا من البحر. الحمد لله، إن أحفاد أسودنا، الذين قاتلوا في البحار، أحياء وأسسوا دولة، وبعد السيطرة على البر، سوف نبسط أيضاً، وفي زمن قصير، سيطرتنا على البحار".

تحذير
من هنا، تأتي أهمية الدراسة التي أجراها سيغار والتي حذر فيها من احتمال وصول الجهاديين إلى مضائق بحرية عند سواحل مناطق مشتعلة، بالقرب من اليمن والصومال وليبيا ومصر وسوريا وعند القرن الأفريقي ومضيق ملقة وبحر الصين الجنوبي.