الفرق الذي قد تحدثه كلمة: عندما تتأثر العلاقات الإسلامية - الأمريكية بالزلات اللغوية‬

تاريخ النشر: 16 أغسطس 2012 - 11:47 GMT
مرشح الرئاسة الأمريكية ميت رومني
مرشح الرئاسة الأمريكية ميت رومني
كان الأسبوع الماضي أسبوعًا سيئًا بالنسبة للحوار بين الولايات المتحدة والمسلمين ويرجع قسمٌ كبير من سوء التفاهم هذا إلى قاموس الكلمات المستخدم خلال هذا الحديث. قد لا يبدو الفرق بتلك الأهمية للبعض ولكن عند الحديث عن "الإرهابيين المحليين" أو "الشيوخ" ‬فلا بد أن تلعب ‫المصطلحات ‫دورا مهما كما في حالة العلاقات الأمريكية - الشرق أوسطية.‬
 
‫وفي الوقت الذي كانت فيه عائلات القتلى السبعة الذين قضوا في هجوم على معبد للسيخ في ولاية ويسكونسون الأمريكية تعيش حالة حداد على من فقدتهم؛ كانت شبكة CNN الأمريكية تكافح لربط هذه الهجمات مع عقدة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا).
 
ويبدو إصرار القناة على ربط هذه المأساة بالإسلام واضحا حيث أخذت إحدى مذيعات CNN على عاتقها القيام باستخلاص أوجه التشابه بين الديانتين فقالت: "لا أحد يعلم لماذا اختار "وايد بيج" معبد الأوك كريك الخاص بالسيخ" مضيفة بأن "مطلق النار ربما كان قد ظن بأن الضحايا مسلمون وليسوا سيخا". ‬
 
ويعني هذا الكلام ضمنيا بأن أتباع الديانة الإسلامية هم هدف منطقي نظراً لارتباطهم التاريخي بأنشطة إرهابية؛ وتابعت قناة CNN حديثها بالقول بأن السيخ "مجتمع محب‬ للسلام"وهو تلميح قد يفهم بشكل معكوس بالنسبة للمسلمين.‬
 
‫ ويعاني المسلح المتهم بإطلاق النار "وايد مايكل بايدج" (٤٠ عاما)، من عقدة‬ ‫ تفوق الجنس الابيض ويؤمن بأن الأعراق المغايرة والاختلافات الثقافية تستحق الإبادة الجماعية.‬
 
إلا أنه بالرغم من تشابه هذه الحالة مع حالات أخرى ولكن هذا الرجل لم يوصف بـ "الإرهابي" إلا في حالات نادرة جدا بل كان يلقب في كل مرة بـالـ"محلي". عندما وقعت تفجيرات لندن، كان الرجال الاربعة المسؤولون عن الحادثة إنجليزا إلا أنهم وصفوا بالـ "الإرهابيين" أو "الإرهابيين الذين ولدوا في إنجلترا". ‬
 
ويفيد هذا اللقب أن هؤلاء الرجال قد هاجموا بلدهم ولكن دون الإشارة الى لقب‬‫ الإرهاب "المحلي" المطمئن كما في حالة إطلاق ويسكونسن. فما سبب هذا التمييز؟؛ بالنسبة للعرب يبدو الجواب واضحا فالذين قاموا بتفجيرات لندن لم يكونوا من البيض كما وكانوا مسلمين أيضا.‬
 
تواصلت الافتراءات عندما أفلتت من المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني‬ كلمة في حملة لجمع التبرعات في ولاية أيوا أو "زلة لسان" اعتبرها الكثيرون زلة "فرويدية"؛ فمن الممكن الخلط بين كلمتي "سيخ" و"شيخ" إلا أن هذه الحادثة أظهرت مستوى من الجهل لا يليق بمرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .‬
 
وقد بات الحزب اليميني مشهورا بوقوعه في فخ الخلط اللغوي فقد تعرض المرشح‬ الرئاسي السابق جون ماكين للسخرية إثر رده على اتهام مفاده أن الرئيس باراك أوباما من أصل عربي بالقول:‬
‫"إنه ليس عربيا فهو رجل طيب".‬
 
وكما يقول الممثل الهوليودي "بن أفليك"؛ فإنه يمكن للمرء أن يكون رجلا عربيا وطيبا في آن معا. 
 
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن