بوصول زوجها الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين إلى سدة الرئاسة في مصر في أول انتخابات رئاسية تقام بعد ثورة ٢٥ يناير، انضمت السيدة نجلاء محمود إلى نادي السيدات الأوائل التي حكم أزواجهن مصر.
وكانت التساؤلات بخصوص سيدات مصر الأوائل قد بدأت مع انطلاق حملات الترشيح لرئاسة مصر والتي انحصرت في جولتها الثانية بين الفريق أحمد شفيق مرشح النظام السابق ومرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي والتي انتهت بفوز الأخير بمنصب الرئيس.
وبهذا تكون السيدة نجلاء محمود أول سيدة أولى "محجبة" في مصر بعد أن سبقتها ٣ زوجات غير محجبات هن: تحية عبد الناصر زوجة جمال عبد الناصر وجيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات وهي أول من أدخلت مفهوم السيدة الأولى إلى مصر وأخيرا سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري السابق حسني مبارك والتي بلغ تدخلها في الحياة السياسية المصرية حدا دفعها للعمل على توريث الحكم لابنها جمال مبارك مما عجل بنهاية النظام السابق.
ولم تكن نجلاء هي السيدة الأولى المحجبة التي رشحت لتكون السيدة الأولى في مصر، فقد سبقتها إلى ذلك "الحاجة" عزة الشاطر زوجة المرشح الإخواني السابق خيرت الشاطر الذي استبعد من سباق الرئاسة المصرية بسبب إدانته أمام القضاء العسكري خلال حكم مبارك عندما كانت الجماعة محظورة ليحل محله الرئيس الحالي محمد مرسي. كما وامتازت الحاجة عزة على زوجة مرسي بارتدائها للنقاب مع كونه زيا غير شائع عند نساء الجماعة ذلك أنه يعوِّق العمل الدعوي وحرية الحركة في رأي منتسبيها.
والسيدة نجلاء محمود (مواليد 1962 في القاهرة( هي ابنة خال مرسي، تعرفت إليه عندما كانت تعمل في لوس أنجلس في أمريكا كمترجمة فورية للأمريكيات اللواتي أسلمن حديثا وذلك بعد أن حصلت على شهادة الثانوية العامة من بلدها الأم. وقد توجت هذه المعرفة بالزواج في عام 1979 والذي أثمر عن أربعة أولاد وفتاة واحدة هم أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبدالله.
وقد انضمت نجلاء محمود لحركة الإخوان المسلمين أثناء معيشتها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ويعرف عنها اهتمامها بالعمل الدعوي والمجتمعي وخصوصا الجزء التربوي؛ حيث ركزت في إحدى المقابلات الصحفية على أنها ستستمر في عملها الدعوي خدمة للمجتمع مصرحة بأنها تتمنى أن تكون:
"في وسط الناس، أعيش عيشتهم، وأحمل همومهم، فهناك ناس تحت الصفر، وهي أول فئة سأهتم بها من خلال عمل مجتمعي من دون إطار مؤسسي، وكل أنواع العمل الاجتماعي التي أقوم بها فعلاً منذ سنوات من خلال برنامج تربية للفتيات بالجماعة".
وفي لقاء سابق معها؛ كانت نجلاء قد صرحت بأنها ترفض لقب "السيدة الأولى" وتفضل أن تكون "خادمة مصر الأولى" وأن تكون بعيدة عن "صخب الدنيا":
"هذا اللقب أرفضه تماما، لأنه أطلق على جيهان السادات وسوزان مبارك، وهما تدخلتا في كل شيء، في السياسة والاقتصاد، والإسلام علمنا أن الرئيس القادم هو خادم مصر الأول، وذلك معناه أن زوجته هي أيضا خادمة مصر، وأي لقب فرض علينا لا بد أن ينتهي ويختفي من قاموس حياتنا السياسية والاجتماعية".
وعبرت السيدة نجلاء عن أنها تفضل لقب "أم أحمد" أو "الأخت" أو "الحجّة" على لقب السيدة الأولى الذي يبدو أن زوجة الرئيس المصري المنتخب لا تعترف به.
كما وكانت السيدة نجلاء محمود قد ذكرت قبلا بأنها لا ترغب في سكنى القصر الرئاسي ولا في أن تكون سيدته إلا أنها نوهت بأن شقة الأسرة الموجودة في التجمع الخامس في العاصمة المصرية القاهرة لم تعد تكفي لاستيعاب الزوار بعد ترشيح زوجها للرئاسة؛ وعبرت عن ذلك بقولها: "عايزة بيت كبير لأن شقتنا محندقة". وعادت نجلاء عن تعهدها الذي أطلقته أمام مجموعة من سيدات جماعة الإخوان المسلمين بأنها لن تسكن قصر العروبة لتقول بأنها ستقيم فيه إذا أجبرت على ذلك مع أنها تفضل أن تعيش بين الناس.
وفي رد على احتمال انتقال السيدة نجلاء إلى قصر العروبة وهو المقر المخصص لسكنى الرئيس المصري وعائلته، تناقل مستخدمو الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر حوارا ساخرا متخيلا بين نجلاء وسوزان تسأل فيه الأولى:
"عاجل من زوجة مرسي لسوزان مبارك من قصر الرئاسة .. انتي حاطة الكوبيات والاطباق فين يا أوختشي؟".
وتعرضت نجلاء لجملة انتقادات على الشبكات الاجتماعية قبل إعلان فوز زوجها بانتخابات الرئاسة بسبب ارتدائها وابنتها للخمار وهو الرداء الذي يمثل في نظر البعض ٣٠ مليون مصرية من سيدات الطبقة الوسطى في البلاد مما دعا نشطاء مثل الفنان خالد الصاوي إلى انتقاد مثل هذا الهجوم غير المبرر حيث وصف الصاوي هذا الفعل "بالوقاحة" في صفحته على الفيس بوك قائلا:
"محاولة استهداف مرسي من خلال التعليقات الوقحة على السيدة حرمه المصون هو عمل لا يقل وضاعة عن المحاولات السابقة للنيل من البرادعي والسيد حمدين من خلال كريمتيهما المحترمتين". كما ونوّه بعضهم إلى أن زوجة مرسي لن ترتدي ملابس من ماركة جورجيو أرماني في إشارة إلى حياة البذخ التي تحياها السيدات الأوائل والتي بدأت مع جيهان السادات وانتهت بسوزان مبارك التي عرفت بتدخلها في شؤون مصر.
فهل تعيش مصر مرحلة جديدة بوصول الإخوان المسلمين إلى سدة الرئاسة وبدء موضة السيدة الأولى التي ترتدي الحجاب؟، وخصوصا بعد المخاوف التي عبر عنها الكثير من المصريين من سيطرة التيار الديني المتشدد على الحياة العامة في مصر، ربما تكشف لنا الأيام القادمة عن ذلك.
شاركنا برأيك في التعليقات: ما رأيك في أن تكون السيدة الأولى المصرية محجبة؟.