أطلقت السعودية قمة عالمية للذكاء الاصطناعي بين 21-22 أكتوبر برعاية ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تحت شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”.
حيث تم إقامة القمة بشكل افتراضي تماشياً مع الجهود الدولية والإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها المملكة، حمايةً للمشاركين والحضور من المخاطر الصحية لجائحة (كوفيد-19).
و تعتبر هذه القمة الأولى والفريدة من نوعها في السعودية ، حيث تأتي ضمن رؤية السعودية 2030 ،
ووفقاً لذلك قال ولي العهد محمد بن سلمان ، نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة”.
جاء اهتمام السعودية بهذا الاتجاه لتكون المملكة مسايرة للمتغيرات السريعة ، مما يضمن لها مكانة متقدمة بين الأمم، وليس خافياً على أحد أنها ستلعب دوراً مهما في عالم الذكاء الاصطناعي.
ويعرف الذكاء الاصطناعي على أنه سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. و من أهم هذه الميزات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة.
ويتميز الذكاء الاصطناعي أنه موجود في جميع الأوقات صيفاً وشتاءاً ، وأنه طريق للمزيد من رفاهية البشر وفي الوقت نفسه قد تسبب الضرر للإنسان في حال تمكنت الآلة من تجاوز قدرات الإنسان ، حيث من الممكن أن تصبح الروبوتات قادرة على التفكير والتخطيط والسعي لعزل البشر.
ويرى بعض الخبراء الذكاء في اختيار اسم القمة نظراً للظروف المحيطة في المنطقة نتيجة انتشار فيروس كورونا ، فالخير يجب أن تكون له الأولوية في التفكير، وعلى الشر أن يختفي ، وذلك يحتاج إلى قوة تنهض من جديد تساير التطورات التكنولوجية ، ويراهن الخبراء على الدور الذي قد تلعبه السعودية في قيادة هذا التوجه العالمي ولا سيما أنها قلب العالم الإسلامي .
فبعد أشهر من الإغلاقات نتيجة تفشي كوفيد 19 ، أثبتت هذه الفترة أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا قد لعبت دوراً مهما جعل الناس وراء الجدران ، في حين ظل الرابط الإنساني قائماً بالصوت الصورة.
وضمت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي صناع القرار والخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة من داخل وخارج المملكة، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرين ورجال الأعمال.
وأعلن خلال القمة العديد من الشراكات المتعددة ، وكان هناك فعاليتان مهمتان ، أولها مسابقة "الآرتاثون"، التي تجمع الفنانين و خبراء الذكاء الاصطناعي تحت سقف واحد لإنتاج أعمال فنية مميزة عن طريق الذكاء الاصطناعي وكل ما يرتبط به من أساليب وأدوات متقدمة، حيث لاقت قبولا كبيرا، إذ شارك فيها ألفا متقدم من 50 دولة، وتم اختيار عشر لوحات فنية لعرضها ، أما المسابقة الثانية فهي "تحدي نيوم" ، حيث شارك فيها طلاب وطالبات من 40 جامعة لتقديم أفضل الحلول والأفكار المبنية على الذكاء الاصطناعي .
اتفاقات سعودية ـ عالمية في الذكاء الاصطناعي
في خطوة عملية تؤكد عزم السعودية للتحول إلى عالم الذكاء الاصطناعي، أبرمت المملكة ثلاث اتفاقيات مع شركات عالمية كبرى هي «آي بي إم» الأميركية و«علي بابا» و«هواوي» الصينيتان لتطوير وتنمية البيانات والذكاء الاصطناعي. وأعلن عن هذه الاتفاقيات في اليوم الثاني من فعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي .
وأخيراً هل ستنتج السعودية في مسارها الجديد الذي يعتبر النفط الجديد لها " الذكاء الاصطناعي" ؟
هل ستزيد نسب البطالة مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أم هو طريقة لزيادة الإبداع والابتكار؟
