قال لـ "الاقتصادية" مسؤول خليجي، إن دول المنطقة بصدد التعاقد مع شركة متخصصة لدراسة توحيد الأنظمة والإجراءات الخاصة بالملاحة الجوية، بغية فك ازدحام المسارات الجوية في المنطقة.
وأوضح سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، أن هذه الدراسة تأتي ضمن خطة بعيدة المدى لتوحيد إجراءات الملاحة الجوية. وأشار إلى أن هناك جهودا خليجية كانت تبذل سابقا لمعالجة ازدحام المسارات الجوية في المنطقة، وإيجاد منظومة مشتركة لتقديم خدمات الملاحة الجوية، لافتاً إلى أن أي جهود فردية تؤدي إلى تعقيدات أكثر من كونها مصلحة لدولة بعينها، موضحاً أن كثيرا من المبادرات الخليجية لم تأخذ حقها من التدقيق والبحث، كما أن الشكل الذي قدمت به حينها لم يكن كما هو مطلوب.
وتطرق مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، إلى التجربة الأوروبية التي كانت سابقا أجواؤها مفككة، وقررت بعد ذلك توحيدها، موضحاً أن ذلك أسهم في تطور الأجواء بشكل أفضل مقارنة بالأعوام العشرين الماضية.
ولفت إلى أن الخليجيين في توجههم الحالي جادين لإحراز تقدم في هذا الشأن، ووضع خطة بعيدة المدى تؤدي في النهاية إلى توحيد كامل للأجواء أو توحيد ما يسمى بالأجواء الافتراضية الموحدة لدول مجلس التعاون.
وأشار إلى أن هذه الخطة تمت دراستها، من خلال اختيار استشاري يقوم بتقديم الدراسة وكيفية أشكال التنسيق والتناغم بين أجواء مجلس التعاون، مبيناً أنه قد يكون ذلك من خلال توحيد الإجراءات بحيث تكون الأنظمة موجودة في مراكز الملاحة في المنطقة متناغمة تستطيع التواصل مع بعضها، مبيناً أن هذا التحرك بتنسيق من قبل أمانة دول مجلس التعاون، من خلال الجهات المختصة في كل دولة خليجية.
دول الخليج تسعى للاستفادة من النموذج الأوروبي في توحيد إجراءات الملاحة الجوية .
وحول التحديات الأخرى التي تواجه الأجواء الخليجية، قال السويدي إن أهمها ضعف البنى التحتية لبعض الدول في المنطقة، مستدركاً أنه ليس بالضرورة فقط دول مجلس التعاون، بل دول أخرى مجاورة لدول الخليج، مرجعاً ذلك إلى تدفق الحركة الجوية من أووربا شرقا وغربا، وباتت دول الخليج ممرا لها، مضيفاً أنه بالتالي إذا كانت الدول التي تلي دول الخليج في منطقه الشرق الأوسط لا توجد لديها بنية تحتية كافية لاستيعاب الحركة، ومن ثم في دول مجلس التعاون، فإن هذه الظروف لها انعكاسات على أجواء دول الخليج، وأنه سيؤدي إلى بقاء الطائرات عالقة في دول مجلس التعاون، وهو يمثل تحديا أمام الخليج التي تشهد أجواؤها طلبا كبيرا ليس فقط من قبل ناقلاتها الوطنية، بل لكونها معبرا بين الشرق والغرب.
وفي سياق آخر توقع السويدي أن تشهد تكلفة الطيران على المسافرين تراجعا في الأسعار، نتيجة انعكاس انخفاض تكلفة وقود الطائرات.
وقال إن انخفاض أسعار وقود الطائرات ناتج عن هبوط أسعار النفط، مؤكدا أن آثار الانخفاض ستظهر قريبا وبشكل تدريجي على المسافرين. وأضاف، أن أسعار وقود الطائرات ذات علاقة متوازية مع أسعار النفط التي انخفضت إلى 60 في المائة قبل خمسة أشهر، ومرتبط جدا بها، مضيفاً أن عادة شركات الطيران أنها تقوم بالتعاقد مسبقا على شراء الوقود لفترات متقدمة.
يذكر أن الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات دعت دول الخليج، إلى توحيد جهودها والتركيز على تعزيز التعاون لمواجهة ازدحام المسارات الجوية فيما بينها، وهو ما يعد أبرز التحديات التي تواجه فرص نمو قطاع الطيران المدني في هذه الدول.