الخبراء يناشدون: تغيير العادات الغذائية يُساعد في مكافحة أزمة المناخ

قال الخبراء لبرنامج DearWorldLive# التابع لمناظرات الدوحة، مبادرة مؤسسة قطر، إنه من المهم أن يتخذ المستهلكون والشركات الكبرى والحكومات إجراءات لتخفيف عبء المنتجات الغذائية واستهلاكها الذي تتحمله البيئة.
مع اقتراب موعد انعقاد الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في نوفمبر المقبل، تفيد تقارير الأمم المتحدة إن 34 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم تأتي من إنتاج الأغذية وتصنيعها وتعبئتها، وأنّ توزيع الأغذية والنفايات الغذائية يؤثران بشكل أكبر على البيئة، حيث يُسهمان في تصاعد الرقم القياسي لحالات الجفاف والفيضانات والمجاعات في السنوات الأخيرة.
يتضمن الموسم الرابع من DearWorldLive# ثلاث حلقات مخصصة لإيجاد حلول لأزمة المناخ في العالم. في الحلقة الأولى التي عُقدت بعنوان "تغير المناخ ومستقبل الغذاء"، اتفق أحد العلماء المتخصصين بالبيئة، ومدافع عن صناعة الأغذية - على الرغم من اختلاف رؤيتهما للقضية - على وجوب اتخاذ إجراءات فردية وجماعية لتقليل تأثير الغذاء على تغيّر المناخ.
رأت لانا ويدجنانت من حركة "ساعة الصفر" الشبابية، المدافعة عن المناخ من خلال الغذاء، إن بعض المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال غالبًا ما يقولون الأشياء الصحيحة، لكنهم يتقاعسون عن الوفاء بها عندما يقتضي ذلك الأمر. وقالت ويدجنانت "لقد سمعت كلامًا كثيرًا من قادة العالم دون اتخاذهم لأي إجراء فعلي"، مشيرة إلى أنه "لا وقت لدينا نضيعه بوعود غير صادقة".
من جانبها، دعت إيما بيرسي، مسؤولة سياسة تغيير المناخ والطاقة في اتحاد الأغذية والمشروبات في المملكة المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية تعاونية قائلًة: "نحن بحاجة إلى حلول عملية وحقيقية يتم تطويرها مع جميع المعنيين". وأضافت بيرسي، على الرغم من التوتر المتزايد حول كيفية حل مشكلة التغير المناخي "نحن بحاجة حقًا إلى إجراء مناقشة عملية بدلاً من الاستقطاب التام" ودافعت أيضًا عن صناعة المواد الغذائية، قائلة إنهم ينوون أن يكونوا جزءًا من الحل: "لقد تطورت الأمور اليوم. وزاد الزخم حول خفض انبعاثات الكربون والاستدامة وصافي الصفر بشكل كبير".
بدوره، أعرب محمد أليف نوفل، وهو طالب في قطر شارك أيضًا في البرنامج، عن قلقه بشأن احتمالية زيادة تكاليف الغذاء في حال اتباع الأساليب الأخلاقية للإنتاج الزراعي، قائلاً: "ليس الجميع من أصحاب الامتيازات والقدرة الشرائية العالية. لذلك أعتقد أنه في حال تضاعفت الأسعار أو زادت ثلاثة أضعاف سيكون من الصعب بعض الشيء على العديد من الشرائح الاقتصادية، إذ لن يتمكن الجميع من شراء هذه المنتجات العضوية أو المراعية للبيئة".
أنهت مضيفة DearWorldLive# نيلوفر هدايات، البرنامج، بطرح سؤال حول الإجراءات التي يمكن للأفراد اتخاذها للتصدي للتغير المناخي. فدعت الناشطة المناخية ويدجنانت المستهلكين إلى القيام بدورهم من خلال التحول إلى نظام غذائي نباتي، لأن إنتاج اللحوم بحسب ما قالت يلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة. بينما قالت بيرسي، المدافعة عن الصناعات الغذائية، "على المستوى الشخصي، يتعلق الأمر بفعل ما نقوله. أحاول تقليل هدر الطعام إلى الصفر، كذلك تقليل قيادة السيارة والسفر. يتعلق الأمر بما يمكننا القيام به بحيث يمكن لأصدقائنا وزملائنا وجيراننا الاقتداء بنا". من جانبه، قال الطالب نوفل أنه يقوم بدوره من خلال تغيير نظامه الغذائي ومحاولة تقليل هدر الطعام، "خاصة عندما أطلب الوجبات الغذائية من المطاعم".
تضمنت ملاحظات المشاهدين أثناء عرض البرنامج التفاعلي تعليقات من قطر والهند ونيجيريا، حيث وصف مزارع نيجيري شاب، فيسايو أويويل، الخسائر المؤلمة التي يلحقها التغير المناخي بالإنتاج الزراعي في أكثر دول إفريقيا اكتظاظًا بالسكان. وقال أويويل إن فيروس كورونا والتغير المناخي مجتمعين كان لهما تأثير مدمر على المزارعين النيجيريين، مضيفًا أنه "من المهم بالنسبة لنا أن نتخذ إجراءات لضمان أن يكون لدينا أنظمة غذائية مستدامة ومنصفة."
خلال المواسم الثلاثة الأولى، حصد برنامج DearWorldLive# أكثر من 33 مليون مشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، والبرازيل، من بين الدول ذات المشاهدات الأعلى للحلقات.
يمكن مشاهدة الحلقة الأولى من الموسم الرابع من DearWorldLive# بالإضافة إلى جميع الحلقات السابقة على قنوات مناظرات الدوحة على تويتر فيسبوك ويوتيوب وتويتر وعلى DohaDebates.com/DearWorldLive.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.