جائحة كورونا تثبت الحاجة الملحّة لتصحيح أوجه التفاوت في الرعاية الصحية العالمية

لا تزال جائحة كورونا تذكرنا بضرورة أن يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهد للتغلب على التباينات العالمية في مجالات الرعاية الصحية والعلاج، هذا ما قاله أطباء برنامج #DearWorldLive التابع لمناظرات الدوحة في مؤسسة قطر.
في حلقة خاصة بمناسبة يوم الصحة العالمي من #DearWorldLive، سلّط طبيبان مرموقان الضوء على أوجه التفاوت في مجالات الرعاية الصحية بين البلدان الغنية والفقيرة وحتى داخل الدول الغنية نفسها.
وقالت الطبيبة الأمريكية الدكتورة شيريل ل. هولدر، التي تقدّم الرعاية لفئات من الطبقة المهمشة في فلوريدا: "أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه بلد غني، لكن أوجه التفاوت نفسها التي نتحدث عنها [في الجنوب العالمي] تحدث هنا أيضًا." وأضافت: "أرى ذلك بشكل يومي هنا في أمريكا، فقط مع فيروس كورونا. لقد دفع ذوو البشرة الداكنة والسمراء ثمنا باهظا."
بدوره، قال الدكتور فيكرام باتيل، المؤسس المشارك لحركة الصحة النفسية العالمية، إن المال غالبًا ما يكون السبب الجذري للتفاوت في الحصول على الرعاية الصحية. وقال: "يتمتع بعض الناس بصحة أفضل فقط بسبب ثروتهم أو امتيازاتهم. إن معالجة هذا الإجحاف هي صلب اعتبارات الصحة العالمية". ودعا باتيل إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح أخطاء الرعاية الصحية. مضيفًا: "إن الاقتصاد العالمي مهشم نتيجة للجائحة. لذا يجب أن يُنظر إلى ذلك على أنه لحظة تاريخية فريدة لكل بلد لكي يلتزم بالاستثمار في قطاعه الصحي."
وقد اتفق كل من هولدر وباتيل على أن الحل الأمثل يتمحور حول تغطية صحية عالمية شاملة عالية الجودة. وقالت هولدر: "نحن بحاجة إلى وضع تصوّر جديد للرعاية الصحية، ومن يقدمها، وكيف نموّلها."
من جانبه، قال باتيل إن الرعاية الصحية الشاملة هي هدف واقعي على رغم التحديات التي تعترضه: "الأمر يتعلق بالإرادة السياسية وتوفّر المال. إن كمية المال التي ننفقها على الجيش في كل بلد في العالم يمكن أن تغطي تمامًا مصاريف الرعاية الصحية الشاملة لكل الناس. وهو قرار يجب أن نتخذه كأفراد وكزعماء سياسيين. ما هو الأهم، تسليح أنفسنا أو تعزيز صحتنا؟ إنه قرار سياسي في الأساس. وليس سؤالاً حول التمويل."
شملت ملاحظات المشاهدين خلال البرنامج التفاعلي تعليقات من ياسمين الشنابلة، طالبة في كلية الطب بجامعة قطر، التي قالت: "إن الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وسّعت من أوجه التفاوت لجهة الحصول على الرعاية الصحية. إن الرعاية الصحية الشاملة تعتبر أحد الحلول المقترحة للقضاء على هذه التباينات. هل التغطية الصحية الشاملة هي الحل الوحيد المتاح لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للسكان المعرضين للخطر، وهل يمكن تحقيق ذلك بشكل واقعي على مستوى عالمي؟"
وردًا على سؤال من مقدمة برنامج #DearWorldLive نيلوفر هدايت حول الخطوات لتضييق الفجوات في نظام الرعاية الصحية، قالت هولدر: "تُظهر جميع البيانات بوضوح أن تعليم النساء والفتيات سيفيد مجتمعنا ويحسّن النتائج المتصلة بالصحة".
وفي رده على السؤال نفسه، قال باتيل "لقد علمتنا الجائحة أن لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع في كل البلدان آمنين. يجب أن ننظر إلى ما وراء حدودنا لخلق عالم أكثر صحة وأمانًا للجميع."
انضمت طالبة التمريض الفلبينية الأمريكية والشخصية المعروفة على تيك-توك دان ماري بالبيران إلى الحوار من الفلبين، قائلة: "كلما تعلمنا ودرسنا أكثر، كلما كانت حلولنا ] لتضييق الفجوات في الرعاية الصحية العالمية[ أكثر إبداعًا."
يمكن مشاهدة هذه الحلقة وجميع حلقات #DearWorldLive عبر صفحات مناظرات الدوحة على تويتر، فيسبوك، يوتيوب، وتويتش، وعبر DohaDebates.com/DearWorldLive.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.