دراسة من "ويش": 96% من المرضى المسنين في قطر لا يعلمون معنى الرعاية التلطيفية

كشفت دراسة حديثة كلّف بإعدادها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة الصحة العالمية لمؤسسة قطر، أن 96% من المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية التلطيفية في قطر، وكذلك 91% من مقدمي خدمات الرعاية لا يعلمون ما يعنيه هذا المصطلح وما هي الخدمات التي ينطوي عليها.
تعتبر الرعاية التلطيفية مجالًا طبيًا جديدًا نسبيًا، وهي نهج لتقديم الرعاية الطبية يهدف إلى تحسين نوعية الحياة وتخفيف معاناة الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة ومعقدة. تضمنت الدراسة التي أجراها "ويش" – وهي الأولى من نوعها في قطر –إجراء استبيان على المستوى الوطني يشمل المرضى، وأفراد أسرهم الذين يتولون رعايتهم، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية، وواضعي السياسات. وبلغ متوسط عمر المرضى الذين شاركوا في الدراسة 70 عامًا، وكانوا من مستشفى الرميلة، عضو مؤسسة حمد الطبية، الذي يقدم ستة أنواع مختلفة من خدمات الرعاية للمصابين بأمراض حادة.
يعاني غالبية المرضى الذين شملهم الاستبيان من أمراض غير معدية مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والذين أفادوا أن قراراتهم المتعلقة بالرعاية الصحية متأثرة بالدين الإسلامي والثقافة العربية. وسيتم نشر التقرير الكامل لنتائج الدراسة في بداية عام 2022.
في هذا الإطار، استضاف ويش مؤخرًا ندوة بعنوان: "سياسة قطر الوطنية للرعاية التلطيفية" بهدف المساعدة في تقييم التقدّم الذي أحرزته دولة قطر في تطوير برنامج الرعاية التلطيفية، استنادًا إلى نموذج الصحة العامة لمنظمة الصحة العالمية. عُقدت الندوة بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية، ووزارة الصحة العامة في قطر، ومنظمة الزهايمر العالمية، وهي منظمة عالمية تدعم الأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم، وركّزت على مناقشة الفجوات الحالية في الفهم العام للرعاية التلطيفية، وأفضل طريقة للمضي قدمًا لتوسيع خدمات الرعاية الصحية من خلال زيادة التعاون بين مقدمي الخدمات.
قال الدكتور صالح المري، مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية، في كلمته الافتتاحية بالفعالية: "سيتم الاستفادة من مخرجات هذه الندوة، وهذه الدراسة كأساس لتوجيه مسارات العمل الإضافية مثل تطوير الدليل، وتعزيز أطر الكفاءة، ومواد الاتصال".
وأضاف: "الرعاية التلطيفية ليست مجرد علاج لحالات بدنية، إنه نهج شامل لرعاية المرضى، ويولي أهمية كبيرة للدعم النفسي المقدم لمجتمعاتنا. يتمثل هدفنا في تطوير وإنشاء برنامج وطني مناسب ثقافيًا للرعاية التلطيفية لكبار السن في قطر ".
من جانبها، أوضحت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ "ويش"، قائلة: "يمكننا المضي قدمًا نحو تعزيز وتطوير هذا المجال من الطب في دولة قطر فقط من خلال دراسة الوضع الحالي لتوفير الرعاية التلطيفية والفهم الكامل للمتطلبات المستقبلية، بما في ذلك الحاجة إلى الرعاية الفردية والاعتبارات الثقافية، والتحديات الأخلاقية."
وتابعت: "إن زيادة مستوى الوعي بالرعاية التلطيفية في قطر هي الخطوة الأولى. بناءً على التوصيات الواردة في دراستنا، قمنا بتطوير دليل يراعي الثقافة الدينية لمقدمي الرعاية، والمرضى، وعائلاتهم باللغتين الإنجليزية والعربية. وسيتم توزيعه في جميع المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية في قطر. يتضمن الدليل شرحًا لمعنى الرعاية التلطيفية وحقوق المريض وأخلاقيات التواصل للأشخاص المعنيين. كما أنه يحدد المنظور الأخلاقي الإسلامي الذي تم استنتاجه من خلال تقريرنا لعام 2018 حول هذا الموضوع ".
وتوجت الفعالية بتوقيع إعلان الدوحة بشأن تطوير الرعاية التلطيفية في قطر بين مؤسسة حمد الطبية و"ويش"، ومنظمة الزهايمر العالمية. ويتمثل الهدف الرئيسي للإعلان في توسيع خدمات الرعاية التلطيفية للأشخاص الذين لا يعانون من الأورام، وخاصة كبار السن والمصابين بالخرف.
وقدّم "ويش" أيضًا برنامجًا تدريبيًا مكثفًا لمدة يومين تضمن مراجعة نماذج مختلفة للرعاية التلطيفية، وفحص العوامل التي تؤثر على التواصل في رعاية المرضى من كبار السن، وتحديد الوهن لمناقشة التدخلات الرئيسية. حضر البرنامج ما مجموعه 100 من المتخصصين في الرعاية الصحية في قطر بما في ذلك الممرضات والأطباء والمتخصصين الصحيين المساعدين.
بادر "ويش" بالعمل على زيادة الوعي العام بالرعاية التلطيفية منذ عام 2013، ونشر عددًا من التقارير المبنية على الأدلة لتكوين قاعدة معرفية شاملة. لمزيد من المعلومات حول مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، يرجى زيارة wish.org.qa أو متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي @WISHQatar.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.