كيف تُسهم فعالية أمسية السيدات في مؤسسة قطر في تمكين المرأة اجتماعيًا ورياضيًا؟

تعود فعاليات "أمسية السيدات" التي تنظمها مؤسسة قطر، إلى حديقة الأكسجين بالمدينة التعليمية، ليس كمجرد حدث رياضي، بل كتجربة اجتماعية وثقافية تتيح للنساء في قطر فرص المشاركة والتمكين وتعزيز الثقة بقدراتهن.
وبعد استقطاب حوالي 8000 مشارِكة في الأمسيات الأربع المخصصة للسيدات التي استضافها استاد المدينة التعليمية خلال الصيف الماضي، تنتقل هذه الفعالية الآن إلى حديقة الأكسجين التي تستعد لاستقبال المشاركات وتمكينهن من الاستمتاع بتجربة رياضية متنوعة وفريدة في بيئة آمنة ومخصصة لهنّ فقط.
تتجلى قيمة هذه الأمسيات في ردود أفعال المشاركات فيها، على سبيل المثال، تقول نور الهدى تابت، منسقة مشاريع توعوية في علوم الحاسب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "أمسية السيدات هي حدث يتماشى تمامًا مع ثقافتنا وتقاليدنا المحافظة في قطر، توفر هذه الفعالية المخصصة للنساء مساحةً تمنحهن الراحة في بيئة آمنة وتتميز بالخصوصية، ومكانًا يتيح لهن الاستمتاع بأنشطة قد لا تكون مريحة في بيئات مختلطة".
شددت تابت على الأثر الإيجابي لمثل هذه الفعاليات في تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة وكسر الصور النمطية السلبية التي تحصر الأنشطة المخصصة للسيدات في الأماكن المغلقة، قائلة:" تفتح الفعالية الأبواب أمام النساء للمشاركة في الأنشطة الخارجية والفصول الجماعية، وهو ما يُسهم في تمكينهن وتعزيز ثقتهن بقدرتهن على الانخراط في تجارب مجتمعية ورياضية إيجابية، وتقديم أكثر مما قد يعتقد البعض بأنه أدوار تقليدية للمرأة".
وأضافت: "هذه المبادرة لا تقتصر على النشاط البدني فحسب، بل تتعلق أيضًا بتخفيف التوتر، وتعزيز المشاركة، فرؤية نساء أخريات يشاركن في فصول مثل زومبا أو باوند أو تدريب القوة، تشجع المزيد من النساء على الانضمام إليها".
وفقًا لنور الهدى، فإن أمسية السيدات تمنح شعورًا بالراحة والأمان لدى النساء، كما تتيح لهنّ فرصة الاستمتاع بالهواء الطلق في بيئة آمنة، تم تصميمها خصيصًا لهن، قائلةً:" من الرائع أنه قد بات لدينا مساحة مخصصة لنا حيث يمكننا الاسترخاء في الطبيعة، وخصوصًا أن حديقة الأكسجين تتميز بالمناظر الطبيعية ونوافير المياه والموقع الجذابة، وهو ما يساعد على تعزيز الصحة النفسية، كما أن وجود أفراد أمن من الإناث، يعزز الشعور بالخصوصية والأمن".
من جهتها، قالت هيا منصور النعيمي، إحدى المشاركات في أمسية السيدات:" أمسية السيدات قدمّت لي فرصة للخروج من الروتين اليومي واستكشاف تجارب جديدة. توفير حديقة مخصصة للسيدات للاستمتاع بمختلف الأنشطة، من الرياضة إلى لقاء الأصدقاء وغيرها الكثير، هو أمر رائع".
أضافت:" انطلاقًا من شغفي بالرياضة، أتطلع كل عام لمواعيد أمسيات السيدات في المدينة التعليمية. إن هذا الحدث يتوافق مع المكانة التي توليها قطر للرياضة، مما ساهم في تعزيز الوعي وفي تغيير طرق تفكير الأفراد حول الرياضة وأهميتها كنمط حياة دائم".
وتابعت النعيمي:" مشاركتي في أمسية السيدات عززت ثقتي بنفسي، خاصة عند مواجهة التحديات كسابقات الماراثون، وهذا الشعور لا يقتصر فقط على فترة الحدث، ولكنه يستمر معي طوال العام".
واختتمت: "إن رؤية النساء من مختلف الأعمار والخلفيات يجتمعن معًا في هذه الفصول أمر مشجع، فهو يخلق شعورًا بالانتماء ويحفز الأخريات على المشاركة. وهو ما يعزز صحتهم البدنية والنفسية، وينعكس على المجتمع بأكمله، فأمسية السيدات لا تعمل على تمكين النساء على المستوى الفردي فحسب، بل تساهم أيضًا في بناء مجتمع قوي ونشط وداعم".
تستمر فعاليات أمسية السيدات في حديقة الأكسجين طوال شهر ديسمبر، مرتين في الأسبوع، ويتخللها مجموعة من الأنشطة الرياضية وأنشطة اللياقة البدنية للسيدات والفتيات، مثل فصول الزومبا، والملاكمة، وفصول التدريب المتواتر عالي الكثافة، وفعالية مخصصة للجري لمسافة 3 كيلومترات، وغيرها من الأنشطة التي تركز على التعبير الذاتي من خلال الفن، بالإضافة إلى توفر خيارات متعددة للوجبات الغذائية.
ستقام أمسية السيدات القادمة يوم الثلاثاء 12 ديسمبر. يُشار إلى أن الدخول إلى حديقة الأكسجين مجاني. للتسجيل في إحدى هذه الأمسيات، أو معرفة المزيد عنها، يُمكنكم تنزيل تطبيق المدينة التعليمية، المتاح عبر متجري "أبل ستور" و"جوجل بلاي".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.