تخرّجت الناشطة الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "ملالا يوسفزاي" يوم الجمعة من جامعة أكسفورد البريطانية في الفلسفة والسياسة والاقتصاد.
ونشرت "ملالا" (22 عامًا) صورًا من حفل تخرجها عبر حسابها الرسمي على موقع التدوين "تويتر" وأرفقتها بالتعليق: "من الصعب التعبير عن فرحي وامتناني الآن، إذ حصلت على شهادة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من أكسفورد. لا أعرف ما هي الخطوة التالية. في الوقت الحالي، سأشاهد نتفليكس وأطالع وأنام".
Hard to express my joy and gratitude right now as I completed my Philosophy, Politics and Economics degree at Oxford. I don’t know what’s ahead. For now, it will be Netflix, reading and sleep. ? pic.twitter.com/AUxN55cUAf
— Malala (@Malala) June 19, 2020
وتظهر "ملالا" بالصور وهي مغطاة بقصاصات ورق ملونة وزاهية والرغوة، وهو تقليد يقوم به الطلاب عند تخرجهم، وتتناول قطعة من قالب الحلوى مع عائلتها المزين بعبارة "تخرج سعيد ملالا".
بدأت "ملالا" الدراسة في أكسفورد في أكتوبر 2017، بعد قبولها رسميًا في كلية الفلسفة والسياسة حيث درست أول رئيسة وزراء باكستانية "بينظير بوتو" في السبعينيات.
اشتهرت بِدفاعها عن حقوق الإنسان وخاصة التعليم وحقوق المرأة في منطقة وادي سوات ضِمنَ مُقاطعة خيبر بختونخوا شمال غربِ باكستان، حيثُ كانت تُعاني منطقتها من محاولة حظِّر حركة طالبان للفتيات من الذَّهاب للمدارس، وحصلت حملات ملالا على دعم دولي منذُ ذّلِكَ الحين.
وكانت لعائلة "ملالا" سلسلة مدارس تُديرها في المنطقة. وفي أوائل سنة 2009، وملالا في عمر 12 عامًا كتبت تَدوينةً تَحت اِسم مستعار لقناة "بي بي سي" عن تَفاصِيل حياتها تحت سيطرة طالبان للمنطقة، اللّذَيْنِ كانوا يحاولون السيطرة على الوادي، وعن وجهة نظرها عن حالة تعليم الفتيات في وادي سوات وطُرق تَنمِيتها.
في الصَّيف التالي قَدَمَ الصَّحفي آدم إليك في صَحِيفَة نيويورك تايمز فيلماً وثائقياً عن حياتها خلال تدخل الجيش الباكستاني في المنطقة. انتشر صِيتُ ملالا في العالم؛ لِذَلِك أُجريت معها العديد من المُقابلات التِلفزيونية والكِتابية، كما رُشحت لجائزة السلام الدولي للأطفال من قِبل الناشط الجنوب إفريقي "ديزموند توتو".
بازدِياد شُهرة "ملالا"، ازدادت المَخَاطِر التي تواجهها، ونُشِرَت تهديدات بقَتلِها بالصُحُف كما وضِّعَت أَوراق تهديد لها من تحت بابِ مَنزلها.
ومع مرور الوقت لَم يُنفَّذ أي مِن هَذِهِ التَّهدِيدات، قال مُتحدثٌ باسمِ طالبان أنهم "مُضطرِّين" لفِعلِ ذَلِك. وفي اجتِماعٍ لقادة طالبان عُقِدَ في صيف 2012، اتفقوا فيه على قتل "ملالا" بالإِجماع.
في يوم الثلاثاء الموافق 9 أكتوبر 2012 قامَ شخصٌ مُسلحٌ مِن طالبان بإطلاق النار على ملالا وهي عائدةٌ للبيت في حافلةِ المدرسة بَعد تقديمها لأحد الاِمتحانات.
وصَرَخَ المُسلح المُلَثَّم "من فيكن ملالا؟ ارفعوا صوتكم، وإلا سأطلِقُ النَّار عليكم جميعًا"، وجَهنَ الطالباتُ أنظارهن نحو ملالا وكانت الطالبة الوحيدة التي لم تضع غطاءً على الوجه، أخرجَ مُسدسًا وأطلق ثلاث رصاصات أصابت إحداها طرف رأسها وخرجت لَكَتِفِها. وأصابت الطلقتان الأخرتان الكتف الأيسر للطالبة "شادية رمضان"، واليد اليُمنى للطالبة "كاينات رياض". بعد الحادث كانت حالتَهُما الصِّحِّيَة مُستقرة بشكل كافٍ للتصريح عن الهجوم للصحفيين.
انطلق سائقُ الحافلة "عثمان بهاي جان" مُسرعًا نحو مستشفى سوات المركزي، وعَمّت حالةٌ من الفزع داخِل الحافلة وكانت "ملالا" مُغمًا عليها على حُجْرِ صديقتها منيبة، والدماء تَسيلُ من رأسها.
اِكْتظ المستشفى سريعًا بالصحافة والجيش، ثم تمَّ نَقلُها بطائرةٍ مروحية إلى مستشفى عسكري في بيشاور، وأُدخِلت العناية المركّزة عند الساعة الخامسة مساءً من نفسِ يوم الحادثة.
لمزيد من اختيار المحرر:
"هذه هي أنا".. ملكة جمال سابقة تكشف عن آثار الحروق في جلسة تصوير جريئة