اعتبر الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير في صحيفة (نيويورك تايمز) توماس فريدمان أن المد الثوري سيستمر في منطقة الشرق الأوسط، وأن السعودية لن تكون بمنأى عنه.
وأعرب فريدمان عن إعجابه الشديد بالثورة المصرية.. مشيرا إلى أن مصر تشهد في هذه الأيام تطورات سريعة ومذهلة بعد انتصار ثورة التغيير التي قادها الشباب ومولد عهد ديمقراطي جديد.
ووصف فريدمان - فى حوار مع شبكة تلفزيون "سى.بى.إس" الأميركية - الثورة بأنها فريدة من نوعها، قائلا "ما حدث في مصر شيء لم يسبق له مثيل، وقد انطلق من مبادئ حقيقية تنم عن رغبة الشباب في التحكم في مستقبلهم، كما أن ما حدث انطوى على تضحيات حقيقية إذ أن بعض هؤلاء الشباب لقوا مصرعهم من أجل تلك المبادئ ، ولم يسبق لنا أبدا رؤية شيء من هذا القبيل ينطلق من القاعدة إلى القمة في ذلك الجزء من العالم في العصر الحديث.. وسوف يستمر هذا المد في المنطقة، ولن تكون السعودية بمنأى عنه ".
وأضاف:أن مصر تسير إلى الأمام بصورة مدهشة، فقد تم الآن تعيين رئيس جديد للوزراء، وهو مهندس درس في الولايات المتحدة وتخرج من جامعة "بيردو"، وقد قوبل تعيينه بترحيب كبير من قبل الناشطين في الحركة الديمقراطية، كما نشر الجيش هذا القرار على صفحته على موقع "فيسبوك" وهو موقع كانت الكتابة فيه من قبل تعتبر انتهاكا للقانون.
وأكد فريدمان أن الوقت مازال مبكرا للتكهن بما ستئول إليه الأمور في مصر، وذلك رغم أن ما يجري في مصر يذكر بما جرى في دولة أخرى في المنطقة.
وقال: "ينبغي علينا توخي الحذر والتواضع بشأن التكهن بأي شيء،ولكن قد نرى في مصر ما رأيناه في تركيا قبل عشر سنوات.. فهناك الجيش الذي يقف متأهبًا لحماية عملية التغيير، وسنشهد قريبا وضع دستور جديد، كما أعتقد أن هناك فرصة جيدة لإجراء انتخابات رئاسية بحلول شهر نوفمبر المقبل".
ومن ناحية أخرى،أكد فريدمان أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة التي تستورد كميات هائلة من النفط من منطقة الشرق الأوسط أن تجد مصدرا آخر للطاقة.. قائلا "إذا لم نفعل ذلك الآن فإن الفرق بين الأيام الجيدة والسيئة بالنسبة للولايات المتحدة يتوقف على الطريقة التي يتعامل بها العاهل السعودي البالغ من العمر 86 عامًا مع عملية الإصلاح هذه".
يذكر أن ائتلاف شباب ثورة "25 يناير" كان قد أعلن تعليق الاعتصامات في ميدان التحرير، كي يتسنى للدكتور عصام شرف القيام بواجباته كرئيس للحكومة على أكمل وجه.