اقرت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في خطاب أمام الكونغرس في 2 مارس/آذار إن الولايات المتحدة تخسر حربا إعلامية لقناة "الجزيرة" وروسيا والصين.
وأوضحت: "لقد أنجزنا عملا رائعا خلال الحرب الباردة لترويج البروباغندا الأمريكية. ولكننا قلنا لأنفسنا بعد سقوط جدار برلين: ممتاز، لقد أنجزنا كل شيء، والآن ندفع ثمنا باهظا لذلك".
واعترفت كلينتون أن "وسائل الإعلام الخاصة لا تستطيع ملء الفراغ الموجود، إذ أنها، والبرامج الثقافية بالتحديد، تهدف إلى تحقيق نتائج تعاكس كثيرا ما القيم التي يشاركها الأمريكيون في الحقيقة". وضربت مثلا لقاءها مع أحد الجنرالات الأفغان "الذي اعتقد أن الأمريكيين هم أناس ذو عضلات ضخمة يلبسون بيكيني، مثلما رأى ذلك على شاشة التلفزيون".
وقالت كلينتون: "إننا الآن في حال الحرب الإعلامية ونخسرها. و"الجزيرة" هي المتغلب. والصينيون أنشؤوا شبكة تلفزيونية عالمية، تبث برامجها بلغات مختلفة. وفتح الروس قناة ناطقة بالإنجليزية، شاهدتها في عدد من الدول ووجدتها جديرة للاهتمام. أما نفوذنا فيتقلص".
وأخبرت الوزيرة أن الخارجية الأمريكية تقوم بخطوات تهدف إلى تغيير هذا الوضع وقالت: "لقد فتحنا في تويتر مدونتين صغيرتين بالعربية والفارسية، كما نعمل في مجال إصلاح نظام البث الأمريكي، لأن الكثيرين لا يزالون يستخرجون المعلومات من التلفزيون والإذاعة، وليس علينا أن ننسى وسائل الإعلام التقليدية حتى وأننا نعمل على المشاريع في الإنترنت".
وقالت كلينتون ان المنطقة تمر "بفترة تغيير" وان "هناك الكثير من الامور على المحك حول ما يدور في المنطقة".
واضافت ما نريده بشكل خاص ان نكون مؤثرين في ما يحدث من تحول في تونس ومصر ولكن علينا البقاء متيقظين ازاء الاطراف الاخرى التي تتحرك ايضا لاننا لدينا احتياجات للطاقة على سبيل المثال".
وتابعت قائلة "ولهذا اعتقد ان هذه المنطقة تشوبها المخاطر ولكنها تمتلك امكانيات كبيرة".
واوضحت كلينتون "ولكن لدي مسؤولية التأكيد على انه في الوقت الذي نركز فيه اهتمامنا هناك لن ندع السودان تتحول لتصبح الصومال". وقالت " نحاول جاهدين استخدام مساعداتنا الخارجية في طريقة ايجابية ومؤثرة".
وذكرت كلينتون ان التونسيين يساورهم القلق ازاء الولايات المتحدة " في حين ان المصريين حساسين جدا حول الحصول على المعونة الخارجية " موضحة " هم لا يريدون المعونة الخارجية .. يريدون المعونة الاقتصادية ويضعون فرق بين الامرين".
واتبعت قائلة "في بلد مثل اليمن الوضع هناك غير مستقر جدا .. فهي بلد مليئة بقوى عاملة مختلفة وهناك حركات انفصالية في الشمال والجنوب".
واضافت كلينتون ان (تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية) يتخذ من اليمن المعقل الرئيس له لافتة الى "انها بلد فقيرة جدا".
وأعربت عن اعتقادها بأن "في الوقت الحاضر ليس واضحا ما سيحدث للرئيس (علي عبدالله صالح) وحزبه الحاكم .. نحن نراقب ونحاول القيام بكل ما بوسعنا للتأثير على ما يقوم به وما تقوم به المعارضة من اجل الوصول الى نتيجة افضل".
واعتبرت كلينتون انه "من الاهمية ايضا التشديد على ان احد الاسباب التي تجعلنا نتخذ موقف متصلب ازاء ايران في عدم حصولها على اسلحة نووية هو لأننا لا نريدها ان يكون لها القدرة على ترهيب جيرانها وتهديدهم بكونها دولة ذات قدرات نووية".