قررت الحكومة الإسرائيلية في جلسة المنتدى الوزاري السباعي مساء الأحد رفض البيان المقرر أن تصدره اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الاثنين والذي من المفترض أن يشكل الأساس لبدء المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية القول إن إسرائيل لن تقبل أي دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة الا من الولايات المتحدة، موضحة أن إسرائيل تنتظر دعوة أمريكية تشدد على وجوب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف هذه المفاوضات.
ومن المتوقع أن يعيد بيان الرباعية الدولية التأكيد على إعلان موسكو الصادر في 9 آذار/ مارس الماضي والذي يدعو إسرائيل إلى وقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين في غضون 24 شهراً وإقامة دولة على أساس حدود ما قبل حرب 1967.
وأضافت المصادر إن الإدارة الأميركية ستصدر خلال الاسبوع الجاري بيانا آخر يحدد شروط اطلاق المفاوضات المباشرة ويشكل تسوية بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني.
في المقابل، قال نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية مساء يوم الاحد ان الموقف الرسمي الفلسطيني بخصوص المحادثات المباشرة سيصدر بعد صدور بيان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط.
وقال ابو ردينة لرويترز بعد اللقاء المطول الذي امتد لساعات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وديفيد هيل مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط" المشاورات الفلسطينية الاميركية مستمرة طرحت افكارا وهناك تقدم حتى هذه اللحظة. الموقف الرسمي الفلسطيني سيصدر بعد صدور بيان الرباعية."
ورفض ابو ردينة الكشف عن طبيعة الأفكار التي نوقشت في اجتماع الاحد وقال ان المشاورات الفلسطينية ستستمر مع باقي أعضاء اللجنة الرباعية .
وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لرويترز" حصل تقدم ولكن من السابق لاوانه الحديث عن مواعيد (لبدء المفاوضات المباشرة)
وكان فصيلان فلسطينيان قد انضما في وقت سابق يوم الاحد إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم الرضوخ للضغط الأميركي لاستئناف محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل التي وصفتها الفصائل الثلاثة بأنها خطيرة.
وقالت حركة حماس في بيان مشترك صدر بعد اجتماع عقد في العاصمة السورية مع منظمات فلسطينية أخرى بينها حركة الجهاد الإسلامي "في الوقت الذي تزداد فيه عزلة (إسرائيل) ويشتد الخناق حول كيانها العنصري يأتي الإصرار على المفاوضات المباشرة لتقديم طوق النجاة لفك العزلة عن هذا الكيان المجرم".
وأضاف البيان "إن العودة للمفاوضات المباشرة تمثل خضوعا للاملاءات الأميركية والصهيونية التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
وقرأ البيان ماهر الطاهر المسؤول الكبير بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي لا تنتهج عادة خط حماس.
كما وقعت البيان أيضا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي منظمة تناصر منذ فترة التفاوض مع إسرائيل ولها وزير في السلطة الفلسطينية.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن المحادثات المباشرة لا يمكن أن تستأنف بدون مراقبة دولية وإنهاء الحصار على غزة.
وقال خالد مشعل زعيم حماس إن الاجتماع كان "استثنائيا" لأنه ضم 11 فصيلا تمثل ما وصفه غالبية الفلسطينيين.
وأضعف الخلاف بين حماس التي تدعمها سوريا وإيران والسلطة الفلسطينية التي تدعمها الولايات المتحدة القضية الفلسطينية.
ولم تستبعد حركة حماس إجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا كانت تحقق ما تصفه الحقوق الفلسطينية.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن إسرائيل رفضت اقتراحا فلسطينيا ببدء محادثات سلام مباشرة على أساس بيان للجنة الوساطة الرباعية يمكن أن يحدد جدول أعمال واضحا للمفاوضات.
وكان عباس أشار إلى أنه قد يذهب إلى مفاوضات مباشرة إذا كانت هذه المحادثات ستقوم على بيان صدر في 19 مارس/آذار للجنة الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
ويقول بيان الرباعية انه يتعين على إسرائيل وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال 24 شهرا وإقامة دولة فلسطينية على أساس الحدود التي كانت قائمة قبل حرب 1967.
ويريد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تستأنف عملية السلام من النقطة التي توقفت عندها قبل نحو عامين عندما غزت إسرائيل قطاع غزة.
