ألقت الاضطرابات المأساوية في ليبيا بظلالها على عمليات التداول في البورصة الايطالية بسبب العلاقات المالية القوية بين طرابلس وإيطاليا. وليس من المستغرب ان سوق الأوراق المالية الإيطالية شهدت الاثنين تداولات محمومة وفي نهايتها سجلت أسوأ أداء في أوروبا. يذكر أن إيطاليا تعتبر الشريك التجاري الأول لليبيا منذ ستينيات القرن العشرين كما تعد ليبيا الشريك التجاري الأول لإيطاليا في أفريقيا والدول العربية.
وخسر مؤشر السوق الايطالية 3.59 ٪ (أعلى انخفاض منذ يونيو 2010). وكان الانخفاض في سوق ميلانو أعلى من مدريد (2.33٪-) وباريس (1.44٪-)، ولندن (1.21٪-) وفرانكفورت (1.41٪-).
وباع المستثمرون بشدة أسهم الشركات التي تتعامل مع طرابلس على أساس يومي وعلى رأسها شركة ايني للطاقة. يذكر ان ليبيا مسؤولة عن 14٪ من مجموع إنتاج الشركة الإيطالية من المواد الهيدروكربونية، وهي أيضا أول مشغل أجنبي في ليبيا. وخسر سهم ايني 5.21% يوم أمس.
وكشف خبراء لموقع "نقودي.كوم" أن السيناريو الأكثر كارثية لايني سيكون إنهاء عقود من قبل الطرف الليبي. وعلى أية حال، ذكرت ايني أنه حاليا لا توجد مشاكل لعملياتها في ليبيا.
ومع ذلك، تعتقد جهات مالية ايطالية ان عمليات الشركات الايطالية في السوق الليبية لن تتبخر في وقت واحد. ومن المتوقع أيضا أنه حتى في حالة سقوط نظام القذافي سوف يلتزم النظام الجديد بصفقات بنية تحتية قيمتها نحو 1 مليار يورو.
من ناحية أخرى، أجلت شركات نفط وغاز أوروبية موظفيها من ليبيا، وأوقفت التحضير لأعمال تنقيب هناك بسبب اتساع نطاق الاضطرابات في أنحاء البلاد.
وسحبت ''شتات أويل'' النرويجية، و''أو. إم. في'' النمساوية، و''رويال داتش شل'' عددا من موظفيها بعد مقتل عشرات المحتجين المناهضين للنظام الحاكم في بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية، وامتداد الاحتجاجات إلى العاصمة طرابلس.
ولم يتأثر إنتاج حقل ''مرزق'' النفطي الذي تشغله ''ريبسول'' الإسبانية حتى الآن، وكذلك إنتاج شركة ''ايني'' الإيطالية في ليبيا. ولكن شركة ''بي. بي'' البريطانية التي لا تنتج النفط أو الغاز في ليبيا، لكنها كانت بصدد تجهيز منصة برية لبدء أعمال التنقيب في غرب البلاد علقت عملياتها بسبب تصاعد العنف.
وقفز سعر برميل النفط أمس إلى ما فوق الـ 105 دولارات في لندن في مستوى لم يسبق أن سجله منذ نهاية أيلول (سبتمبر) 2008 مدفوعا بالمخاوف حول إمدادات الذهب الأسود التي تغذيها الاضطرابات في الشرق الأوسط وخاصة أعمال العنف التي تشهدها ليبيا، وخلال التعاملات ارتفع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) إلى 105.08 دولارات في سوق التداول في لندن، وهو أعلى سعر له منذ 25 أيلول (سبتمبر) 2008.
وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية إلى نحو 1400 دولار للأوقية وبلغ سعر الشراء 1399.60 دولار خلال التعاملات مقابل 1388.58 دولار للأوقية في أواخر تعاملات نيويورك في نهاية الأسبوع الماضي.